برمجت مديرية الثقافة لتيزي وزو، مشروع إعادة ترميم بعض الزوايا المصنفة كمعالم أثرية تاريخية، من أجل الحفاظ عليها وحمايتها من التدهور الذي يطالها بسبب الإهمال والعوامل الطبيعية، حيث ينتظر أن تستفيد من العملية كل من زواية سيد علي موسى الواقعة بسوق الاثنين (معاتقة)، زاوية سيدي منصور التابعة لتيميزار بدائرة واقنون وغيرها، والتي خصصت للعملية ميزانية معتبرة. وحسب مصدر مقرب من القطاع، فإنه ينتظر مباشرة أشغال ترميم زاوية سيدي علي موسى التي تأسست في القرن ال15على يد الشيخ محمد بن يوسف قريبا، حيث تم الإعلان عن مناقصة لمباشرة دراسة أشغال ترميم هذه الزاوية المصنفة من بين ال 18 زاوية التي تحويها الولاية، ضمن التراث الوطني. وأثار قرار تصنيف الزاوية إلى تراث وطني بلبلة في وسط 9 لجان القرى التي أبدت رفضها في سنة ,2009 وطالبت بعودة التسيير الجماعي لهذه المنشأة الدينية، حيث أوضحت أن سبب رفضهم تصنفها تراثا وطنيا هو الخوف من استغلالها لأغراض خارج عن نطاقها. كما قررت مديرية الثقافة لتيزي وزو، ترميم ضريح سيدي امحمد بن عبد الرحمان لآث اسماعيل (التابع لبونوح)، وحسب ما أكده الباحثون في التاريخ، فإن سيد عبد الرحمان بوقبرين، المدعو سيد عبد الرحمان القشطولي الأزهري الجرجري الجزايري، قد يكون من مواليد 1715 بقرية بعلي ببلدية بونوح، حيث درس العلوم الدينية بزاوية شيخ الصديق وعراب ناث ايراثن، لينتقل فيما بعد إلى العاصمة، ثم جامع الأزهر بالقاهرة، إذ قضى ربع قرن في تعليم الشريعة والعلوم الإسلامية، وتعلم الفقه على يد الشيخ محمد سلام الحفنوي، فاكتشف قدراته ومهاراته، ليتم تكليفه بمهمة إلى السودان، وفي سنة ,1769 دخل إلى الجزائر، وبقرية آث اسماعيل بنى زاوية وشرع في تعليم القرآن، ليستقر بالحامة في العاصمة، أين شيد زاوية باسمه، لينتقل إلى رحمة الله في .1793 وكان الشيخ يلقب ببوقبرين، كون أن كل من سكان آث اسماعيل والحامة لم يتفقوا على مكان قبره، لذلك سمي بهذا الاسم. وأصبحت كل من زواية بونوح بتيزي وزو والحامة بالعاصمة، قبلة عديد العائلات والزوار، كما أنها تحتضن وعدة في مناسبات دينية عديدة. وتبقى الزوايا بمنطقة القبائل ذات أهمية كبرى، حيث لعبت دورا في تعليم أصول الدين، كما أنها كانت مكانا لاجتماع الطلاب ورجال الدين الذين يتوافدون من مختلف جهات الوطن لتطوير معارفهم في الدين، الفقه والشريعة.