ستشرع وزارة السكن والعمران -قريبا- في سن مشروع قانون جديد يخص الهندسة المعمارية وشروط إنجاز البنايات، ويحدد دور المهندسين المعماريين بشكل يحفزهم على الإبداع والدقة في إعداد التصاميم والمخططات، وذلك بمراجعة القانون ساري المفعول والخاص بهذا المجال، حسبما كشفه السيد عبد المجيد تبون وزير السكن والعمران. وأكد السيد تبون أن هذا المشروع لا يزال قيد التفكير ولا تزال حاليا المشاورات جارية بشأنه، مشيرا إلى أن الحديث عن تفاصيله سيكون في الوقت المناسب عند البداية في إعداده. وفي تصريح للصحافة الوطنية على هامش إشرافه على حفل منح تسليم الجوائز للفائزين بالمسابقة الوطنية للهندسة المعمارية والتعمير بفندق الأوراسي بالجزائر العاصمة، أفاد الوزير أن الهدف من تعديل الإطار القانوني للهندسة المعمارية هو تحسين طريقة البناء من خلال مراجعة كيفية إعداد الدراسات والمخططات بالحفاظ على الجانب الاجتماعي والتاريخي والتقاليد دون إهمال العصرنة قصد الوصول إلى إنجاز بنايات تحترم المقاييس وتعطي أهمية للجانب الفني والجمالي لتحسين صورة المدن الجزائرية والتوقف عن إنجاز بنايات تكون مجرد مراقد كون تصاميمها تخلو من أية منشآت فنية أو فضاءات للراحة والترفيه، يضيف المتحدث، الذي ألح على أهمية أن تتطابق البنايات القادمة مع النمط المعيشي ومتطلبات المجتمع الحديث. وكان رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، خلال الرسالة التي وجهها بمناسبة هذا الحفل، قد عبر عن أسفه للطرق التي أنجزت بها العديد من البنايات التي جاءت في ظروف تميزت بكثرة الطلب، مما حال دون التركيز على الجانب الجمالي، في الوقت الذي اقتضت فيه الضرورة التركيز على الكم لمواجهة هذا الطلب، حيث دعا رئيس الجمهورية القائمين على قطاع البناء والمهندسين المعماريين مستقبلا لإحداث القطيعة مع ممارسات الماضي وتشييد بنايات تتماشى والمحيط الحضاري وتتطابق مع مقتضيات الجودة. من جهة أخرى، وفي رده على سؤال تعلق بسكنات "عدل"، جدد الوزير التذكير بأن مشكل هذه السكنات بالنسبة للمستفيدين من هذه الصيغة في سنة 2001 سيحل بعد حوالي شهرين أو ثلاثة على أقصى تقدير، على أن يتم الشروع في استقبال الملفات الجديدة للراغبين في الاستفادة من هذا النوع من السكنات بعد الانتهاء من تسوية الوضعية العالقة للمستفيدين منها سنة 2001 والذين لم يستلموا سكناتهم إلى حد الآن. وقد فاز، أول أمس، المهندس المعماري، عبد الحليم فايدي، الذي صمم مبنى وزارة الخارجية الحالي بالعناصر (القبة) بالجائزة الوطنية للهندسة المعمارية والتعمير التي يمنحها رئيس الجمهورية والتي سلمها له وزير السكن والعمران، السيد عبد المجيد تبون، نيابة عن رئيس الجمهورية. وفي تصريح أدلى به بعد تسلمه الجائزة، أفاد المهندس فايدي أن هذه الجائزة حافز للإبداع والمشاركة مرة أخرى باقتراح تصاميم أكثر جمالا لترقية فن الهندسة المعمارية. كما تحصل المهندس محمد العربي مرحوم على جائزة الوزير الأول للهندسة المعمارية والتعمير عن تصميمه للمبنى التاريخي "العربي بن مهيدي" بالجزائر العاصمة. فيما عادت الجائزة الثالثة وهي جائزة وزارة السكن والعمران لكل من المهندس صالح باكلي مصمم حي سكني ببني يزغن بغرداية والمهندس إسماعيل ملاوي مصمم مبنى وكالة "تورينغ" للأسفار والسياحة. وكانت الجائزة الأخيرة في هذا الحفل (جائزة لجنة التحكيم) من نصيب المهندس لوناس مسعودي وزميله فاروق جميل لنجاحهما في التصميم الخاص بترميم عيادة بالأبيار (العاصمة). تجدر الإشارة إلى أن الجائزة الوطنية للهندسة المعمارية والتعمير في طبعتها ال 14 التي جاءت بعنوان "الهندسة والقيم الوطنية"، اختارت الفائزين الخمس بالجوائز من بين 35 عملا تم انتقاؤه عبر تسع مناطق من الوطن، علما أن هذه الطبعة رصد لها غلاف مالي يقارب 5ر3 ملايين دينار.