كلما حاول بعض العرب اشعال الحرب بين العرب و زرع الفرقة بين العرب، إلا و ظهر خطب يعيد اللحمة. مأساة الطفل ريان المغربي أظهرت ذلك التلاحم العربي و تلك الوحدة التي جعلت الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج تسارع للتضامن و تبحث عن وسيلة لإخراج الطفل من البئر الذي سقط فيه، كأنها تبحث عن إخراج نفسها من بئر الخلافات المفتعلة. فلا يوجد مواطن عربي سوي العقل لا يدعو بأن يخرج الطفل ريان سالما، بل الكل اعرب عن حزنه و تضامنه، و من كان له القدرة في العمل أو الفكرة قدم الاقتراح و الفكرة و عرض على الحكومة المغربية المساعدة بالجهد و المال، حتى حركة حماس في فلسطين قدمت مقترحات لإخراج الطفل مقدمة خبرتها في حفر الانفاق و علمها بأنواع التربة، ريان صاحب السنين الخمسة الذي لا يدري شيئا عن خلافات العرب و لا يعقل في السياسة قليلها و كبيرها اعاد بمأساته التضامن العربي و ابكى الشعوب المغلوبة على أمرها، التي صار كل همها ان يخرج ريان سالما غانما، و هذا ليس بغريب عن شعوب هي في واقع الحال شعب واحد فرقته حدود الاستعمار و زادته فرقة السياسة و اكمل عليه إعلام الكرة، و كلما اعتقد الاعادي ان الأمة تفرقت ظهر خطب فيها كأنه يذكرها بأن هذه امتكم أمة واحدة.