وردة الجزائرية تهدي عشّاقها عبقا أبديا و تنتقل إلى حديقة تجري من تحتها الأنهار

بعد أن ذكّرت العالم بأنّ الجزائريين..." مازال واقفين "

رحلت عن عالمنا عشية مساء أول الأمس في هدوء تام الفنانة القديرة أميرة الطرب العربي و وردة الجزائريين " وردة فتوكي " إلى جوار خالقها بعد سكتة قلبية بالعاصمة المصرية القاهرة ، و ويشيّع اليوم الآلاف من محبي الفنانة جثمانها إلى مثواه الأخير بمقبرة العالية بالعاصمة الجزائر ، وحسب عائلة الفنانة، فقد توفيت صاحبة " عيد الكرامة " على إثر أزمة قلبية مساء اليوم الخميس بمنزلها بالعاصمة المصرية القاهرة.

و أكدت وزيرة الثقافة خليدة تومى، أن الفنانة الراحلة وردة تعد من أروع الأصوات فى الجزائر والعالم العربى ، وقالت خليدة تومى - فى برقية عزاء بعثت بها الليلة الماضية إلى أسرة الفقيدة نقلتها الإذاعة– "إن وردة الجزائرية رحلت عنا اليوم تاركة وراءها صمتاً مطبقاً وحزناً عميقا"، معبرة لعائلة الفنانة عن حزنها الشديد وتأثرها البالغ .

وقد عبر الكثيرون في العالم العربي عن حزنهم الشديد لوفاة الفنانة وردة، معتبرين ذلك خسارة كبيرة للفن والإبداع، لما تتمتع به من مكانة خاصة وكبيرة وحسها الفني الرائع والممتع وأدائها الغنائي المتميز.

و قد ولدت الفنانة الجزائرية ورد في فرنسا عام 1939 لأب جزائري وأم لبنانية، واسمها الحقيق وردة فتوكي،.. بدت علي وردة حلاوة الصوت وهى صغيرة مما ادى بالفنان احمد التيجانى لاكتشافها فقدمها فى الاذاعة الفرنسية الموجهة لعرب شمال افريفيا ، ونجحت وعندما بلغت السابعة عشر سافرت الى بيروت وغنت هناك ونجحت وقابلت حلمى رفلة الذى عرض عليها البطولة فى "المظ وعبده الحامولى" ونجحت اغنية"ح اقولك حاجة" فى عام 1960 ثم عادت الى الجزائر بعد الاستقلال ، لكن وردة اعتزلت الغناء بعد زواجها ثم عادت الى مصر بعد الطلاق وكانت الانطلاقة الثانية لها حيث تزوجت من بليغ حمدى ولحن لها اشهر اغنياتها مثل"بلاش نفارق" وعملت فى السينما مرة اخرى مع حلمى رفلة وحسن الإمام.

و اثناء اعتزال وردة الغناء طلبها الرئيس هواري بومدين كي تغني في عيد الاستقلال العاشر عام 1972، بعدها عادت للغناء مما ادى الى انفصالها عن زوجها جمال قصيري وكيل وزارة الاقتصاد آنذاك ، و كان ميلادها الفني الحقيقي في أغنية (أوقاتي بتحلو) التي أطلقتها في عام 1979م في حفل فني مباشر من ألحان سيد مكاوي. كانت أم كلثوم تنوي تقديم هذه الأغنية في عام 1975 لكنها ماتت. لتبقى الأغنية سنوات طويلة لدى سيد مكاوي حتى غنتها وردة ، و قد تعاونت وردة الجزائرية مع الملحن محمد عبد الوهاب ، و قدمت مع الملحن صلاح الشرنوبي العمل الشهير (بتونس بيك)...كما شاركت في العديد من الأفلام منها ألمظ وعبدو الحامولي مع عادل مأمون ومع رشدي أباظة أميرة العرب وحكايتي مع الزمان...وكذلك مع حسن يوسف في فيلم صوت الحب وكان أول أفلامها السينمائية بعد عودتها من الجزائر.

يذكر أن أخر ما قدمته وردة أغنية 'ما زلنا واقفين' بمناسبة الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر، وتم طرح ألبومها (اللي ضاع من عمري) منذ فترة وحقق نجاحا كبيرا.