شدد نائب رئيس المجموعة البرلمالنية لحزب جبهة التحرير الوطني بهاء الدين طليبة على ضرورة تجنيد كل الطاقات المتوفرة في البلاد بما فيها المحروقات غير التقليدية، من حيث الاحتياطي والانتاج والتصدير، معتبرا أن تعديل مشروع هذا القانون يتضمن حذف كل المواد والفقرات المتعلقة بهذا النوع من المحروقات .واوضح طليبة، أمس ، خلال تدخله بالمجلس الشعبي الوطني بخصوص مشروع القانون الذي يعدل ويتمم القانون 05-07 المؤرخ في 28 افريل 2005 والمتعلق بالمحروقات ان الحكومة تتجاهل تماما خطورة غاز "الشيست" بل تؤكد ان استغلال المحروقات غير التقليدية واستخراج هذا النوع من الغازات والمحروقات لن يلوث بتاتا المياه الجوفية في الصحراء وهو قرار مناف لكل الدراسات التي اثبتت خطورة هذا النوع من الممارسات على البيئة، واعتبر المتحدث ان غاز الشيست موجود في جوف 38 دولة تقريبا منها الجزائر وتونس وليبيا وبعض الدول الافريقية وان هناك نوايا اليوم من بعض الدول الغربية لاستغلال هذا الغاز واستخراجه لفائدتها وهو ما قد تترتب عنه اضرار خطيرة بالقشرة الارضية. وكشف رئيس المجموعة البرلمالنية للحزب العتيد ان وزارة الطاقة والمناجم قد منحت ما يسمى بعقود تسبيقية لاستغلال هذا النوع من المحروقات حتى قبل صدور هذا القانون ومناقشته وهو ما يشكل "ان صح التعبير خرقا صارخا لقوانين الجمهورية الناظمة للمسار التشريعي في بلادنا واستخفافا واضحا بالبرلمان وسيادته في سن التشريعات ووضع القوانين واستهتارا بسلطة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة"، مضيفا خلال مداخلته ان مؤسسة سوناطراك قد منحت لمتعامل فرنسي امتياز التنقيب عن البترول في مياهنا الاقليمية في عرض البحر المتوسط ثم جاء التكذيب من قبل وزارة الطاقة والمناجم، وقال كيف يحدث كل هذا في ظل تعتيم وتغييب البرلمان ونواب الامة عن مثل هذه القرارات المصيرية متسائلا من جانبه كيف يتم اتخاذ قرارات خطيرة بهذا الحجم دون فتج نقاش حولها ودون اشراك الخبراء ودون الاستئناس بآراءهم ليس فقط في الجزائر بل على المستوى الاورو – مغاربي مثلما نص عليه البيان الختامي للندوة التي اقيمت منذ ايام قليلة بوهران. للاشارة فقد أعلنت كل من وزارة الطاقة والمناجم وسوناطراك سابقا أنهما تستعدان إلى التوجه نحو استغلال الغاز الصخري، حسبما أكدته نائبة مدير بسوناطراك، ياسمينة حمدي، خلال الندوة الدولية للاستثمار الطاقوي في الجزائر المنعقدة نهاية نوفمبر الفارط، حيث ستفوق استثمارات الشركة 80 مليار دولار في الفترة الممتدة بين 2012/2016، يتم فيها إنجاز مشاريع بتروكيماوية بالشراكة مع المجمعات الدولية، تدرس إمكانية تطوير الغاز الصخري في ظل المساعي الحكومية الجزائرية الرامية إلى تكثيف استغلاله. وحذر الخبير في الكوارث الطبيعية ورئيس نادي المخاطر الكبرى، عبد الكريم شلغوم، من الخطر الكبير الذي يهدّد الجزائر في حال تم المضي في مشروع استخراج الغاز الصخري "غاز الشيست"، مؤكداً أنه سيتسبب في تسميم البيئة التي سيتم إنجاز المشروع فيها. وأوضح شلغوم، أن خطر استخراج الغاز الصخري، يمتد إلى غاية تلويث المياه الباطنية، وهو ما سيسبّب مشاكل صحية للمواطنين، داعيا الحكومة إلى ضرورة إلغاء هذا المشروع باعتبار الجزائر في غنى عنه مادام الغاز الطبيعي متوفرا بكميات كبيرة.