حفل افتتاح المونديال على إيقاع إفريقي و الجزائر حضرت بصوت الشاب خالد

ملعب سوكر سيتي يشهد إقبال جماهيري غير مسبوق

افتتح الرئيس الجنوب إفريقي جاكوب زوما أمس رسميا بطولة كأس العالم 2010 التي تستضيفها بلاده حتى 11 جويلية المقبل، وجاء الافتتاح الرسمي للبطولة بعد حفل افتتاح على الطراز الإفريقي في ملعب سوكر سيتي بالعاصمة جوهانسبورغ، و شهد مجموعة هائلة من الأغاني والرقصات الإفريقية المعروفة وشارك فيه الآلاف من الموسيقيين والراقصين الذين رحبوا بالعالم في القارة السمراء، وبدأ الحفل بعرض لطائرات حربية علقت بذيولها العلم الجنوب إفريقي فوق ملعب سوكر سيتي ، ويطلق عليه "كالاباش" والذي أعيد بناؤه خصيصا للمشاركة في استضافة فعاليات المونديال.
ورحب رئيس مجموعة "ماخونيا رويال تراست" المسؤولة عن تنسيق أنشطة ثقافية، زولاني مكيفا بالحضور، حيث قال "اللحظة التاريخية جاءت".
والتف المئات من المشاركين في الاستعراضات بثياب تحمل ألوان قوس قزح وجرى تشكيل تسعة خطوط من مركز الملعب ، تشكل الجسور إلى المدن التسع الأخرى المشاركة في استضافة المنافسة،. وقدمت المطربة الجنوب إفريقية ثانديسوا مازواي الأغنية الشهيرة للمطربة الراحلة ميريام ماكيبا "ماما أفريقيا"، إضافة إلى الفنانة الشهيرة شاكيرا التي ألهبت الجماهير في المدرجات بأغنيتها واكا واكا.
وشارك في العروض الفنية نجم الراي الجزائري الشاب خالد والمطرب النيجيري الشهير فيمي كوتي ، ورحبا بالجماهير التي كانت أغلبها من مشجعي جنوب إفريقيا.
قال رئيس الإتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتيير خلال حفل انطلاق الدورة ال19 لكأس العالم بجنوب إفريقيا "إنه حلم يتحقق .. وهاهي كأس العالم في جنوب إفريقيا، .. وحتى وإن لم يكن نيلسون مانديلا هنا فإن روحه معنا".
ومن جهته قال رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما قبيل إعطاءه رسميا إشارة انطلاق المباراة الافتتاحية الأولى بين فريق بلده المنظم والمكسيك بملعب سوكار سيتي بجوهانسبورغ :" إن الرئيس الأسبق لجنوب إفريقيا والحاصل على جائزة نوبل للسلام كان يود المجيئ ولكنه تعرض لمأساة عائلية . ورغم ذلك كلفني بأن أقول لكم لابد من أن تنطلق الفرجة ".
وكان جوزيف بلاتر قد بعث برسالة تعزية الى الزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا لوفاة حفيدته في حادث سيارة الليلة الماضية.
وقال بلاتر في رسالته حسبما ذكر موقع الاتحاد الدولي على الانترنت إن الجميع في "الفيفا" شعر بحزن عميق لدى علمه بالوفاة المأساوية لزيناني مانديلا.
وأعرب بلاتر عن تفهمه الكامل لعدم قدرة مانديلا حضور حفل افتتاح مونديال 2010 المقام في جنوب أفريقيا اليوم، مؤكدا أن "مانديلا سيكون معنا بوجدانه، وهو الأمر الذي نشعر بامتنان عميق حياله".
وكانت مؤسسة نيلسون مانديلا قد أعلنت صباح أمس بأن " رئيس جنوب أفريقيا الأسبق لن يحضر حفل افتتاح بطولة كأس العالم لكرة القدم لعام 2010 بسبب وفاة حفيدته في حادث سيارة مأساوي".
افتتاح استثنائي بكل المقاييس
يترقب الجميع حفل افتتاح دورة جنوب إفريقيا بشغف بالغ، تبعا لانطواء الحدث على قدر هام من الاستثنائية، حيث سيكون رفع الستائر هذا الحفل الموسيقي بملعب “أورلاندو ستاديوم” وسط ضاحية سويتو بجوهانسبورغ، على إيقاع 90 ألف من آلات الفوفوزيلا الموسيقية الشهيرة في هذا البلد.
وينتظر أن يحضر الافتتاح الذي سيتم نقله مباشرة إلى العالم بأسره، ما يربو عن الخمسين رئيسا وزعيما عالميا، غالبيتهم من الرؤساء الأفارقة، كما ينتظر أن يحضر المباراة 11 ألفا آخرين من كبار الشخصيات، بيد أنّ الأضواء ستسلط على الرجل الرمز نيلسون مانديلا (91 عاما) الرئيس السابق لجنوب أفريقيا والذي قضى 27 عاما في السجن.
جنوب إفريقيا والتحدي المضاعف
عشية افتتاح المنافسة، أجمع خبراء ومتتبعون على أن جنوب إفريقيا التي " ما زالت الكهرباء لم تصل إلى بعض نواحيها إلى الآن"، أفلحت في كسب الشق الأول من الرهان بتخطيها مرحلتي الشك والقلق اللذين طالما خيّما عليها خلال الأربع سنوات الأخيرة، وسط تشكيك أوروبي في مقدرة بلد البافانا بافانا في خلافة ألمانيا بامتياز.
أول مرة مطربة عربية على رأس حفل الافتتاح
ولأول مرة أيضاً ستشارك مطربة عربية الأصل في حفل افتتاح كأس العالم، ويتعلق الأمر بشاكيرا الكولومبية الجنسية اللبنانية الأصل، التي ستؤدي أغنية "واكا واكا"، كما سيشارك عدد من النجوم الفنية العالمية اللامعة، على غرار النجمة الأميركية إليسا كيس وجون ليجيند وفريق بلاك أيد بيس، فضلا عن ملكة جمال كأس العالم، وهي الأرجنتينية جنيفر شيرمان، علما أن مغني الأوبرا الجنوب إفريقي "سيفيوو نتشيبي" الذي رحل قبل عشرة أيام، سيكون أبرز الغائبين عن الافتتاح.
فرصة لتعزيز استقرار بلاد الأبرتايد
ويرى داني جوردان رئيس اللجنة المنظمة لنهائيات كأس العالم، أن النجاح المرتقب لجنوب إفريقيا في استضافة البطولة العالمية لأكثر الرياضات شعبية، سيشكل نقطة بداية جديدة في بلد متعدد الأعراق ومؤشر على وصول الأخير إلى مرحلة النضج والتقريب بين الناس وإنشاء علاقة من الوحدة والفخر الوطني، خصوصا إذا ما نجح منتخب (الأولاد) في إحراز الكأس العالمية أو الوصول إلى دور متقدم.
وقد عززت كأس العالم بصورة لافتة من الحراك الاقتصادي في جنوب إفريقيا، حيث كان البلد عنوانا كبيرا لأعمال الإنشاء في مجالات بناء الطرق والسكك الحديدية والملاعب، فضلا عن الانتعاش المحتمل لمنظومة السياحة بمناسبة المونديال، بما يعدّ نقطة مضيئة أعقبت فترة ركود عاشها الاقتصاد المحلي منذ نحو عقدين.