أخبار عمليات الاغتيال والتصفية الممنهجة والمتعمدة من قبل جيش الاحتلال الصهيوني في غزةبفلسطين،والتي تكاد أن تكون يومية في حق الفلسطينيين العزل قد استفحلت بشكل يندى له جبين الإنسانية،باتت لا يسكت عنها ولا يمكن أن تستمر إلى أكثر مما هي عليه،فهي حرب إبادة خاصة في حق الصحافيين بشكل ملفت،فقد استشهد مراسلا قناة الجزيرة أنس الشريف ومحمد قريقع أول أمس جراء قصف صهيوني استهدف خيمة الصحفيين قرب مستشفى الشفاء المعروف،حيث أفادت التقارير الإخبارية أن القصف أسفر أيضاً عن استشهاد المصورين إبراهيم ظاهر ومحمد نوفل..؟ وتوالت أنباء الإبادة ،بأن خيمة الصحفيين الملاصقة لمستشفى الشفاء تعرضت لهجوم من طائرة مسيّرة صهيونية،وهذه دلالة أخرى موثقة على أن إسرائيل لا حرمة لديها لأحد من الفلسطينيين،مهما كان منصبه ومهمته،فلا فرق عندها بين الأطفال والنساء والشيوخ العزل،وبين الأطباء والممرضين والمرضى،فكلهم أعداء يستحقون القتل والتصفية الجسدية،وهذا عار ومسبة تاريخية تلاحق الشعوب والحكماء على حد سواء،جراء التفريط والعجز الذين أبدوه في حق إخوانهم في غزة وفي فلسطين الجريحة التي تئن تحت وطأة الاحتلال،على أقل تقدير منذ صدور قرار التقسيم للأمم المتحدة اللعين والمشؤوم رقم 181 المؤرخ في 29 نوفمبر 1947 ..! هذا وقال بيان نشره جيش الاحتلال بعد الغارة،أقر فيه باستهداف الصحفي أنس الشريف،الأحداث والمآسي نفسها ،فقد سجلهاأمير الشعراء في قصيد له تسمى (ثمن الحرية ) التي قيلت في حفلة أقيمت لإعانة منكوبي سوريا بمسرح حديقة الأزبكية في يناير سنة (1926م) بعد أن قصف الفرنسيون دمشق وخلفوا فيها الدمار وكأنه البارحة،وهو عينه الذي يحصل الآن في غزة التي نتفرج عليها يوميا حكاما ومحكومين دون أن نحركساكنا..؟ التاريخ الذي يكرر نفسه بحلوه ومره وبأنيابه وأظافره،لن يغفر لنا وسيسألنا يوما ما عن هذا التفريط المفرط الذي أضعفنا فيه شرف الأمة ومقدساتها،ونحن في إمكاننا التضحية ولو بقليل من التضحية ومن الجهد المال،ولكن لا حياة لمن تنادي..؟!