في رحاب حديث فكيف نصلي عليك؟ عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال: قال بشير بن سعد: يا رسولَ الله أمَرَنا الله أن نصلي عليك فكيف نصلي عليك؟ فسكت ثم قال: ((قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وبارِكْ على محمد وآلِ محمد كما باركت على إبراهيم في العالَمين إنك حميد مجيد. والسلام كما علمِتُم)) رواه مسلم. وزاد ابن خزيمة فيه: (فكيف نصلي عليك إذا نحن صلينا عليك في صلاتنا). *المفردات: (أبو مسعود): هو عقبة بن عامر بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي البَدْري شهِد العقبة الثانية ولم يشهد بدرًا وإنما نزل به فنسب إليه سكن الكوفة ومات في خلافة علي رضي الله عنه. (بشير بن سعد): هو أبو النعمان بشير بن سعد بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي شهد العقبة وما بعدها. (أمرنا الله) يعني: في قوله تعالى: ﴿صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56]. (فسكت) أي: رسول الله صلى الله عليه وسلم. ((آل محمد)): هم أزواجه وذريته وسائر مَن حرمت عليهم الصدقة من بني هاشم وقد فسَّر الآلَ زيدُ بن أرقم بأنهم: آل علي وآل جعفر وآل عَقيل وآل العباس كما في صحيح مسلم. ((حميد)) أي: إنك محمود بمحامدك اللائقة بعظمة شأنك. ((مجيد)) أي: كريم. ((والسلام كما علمتم)) أي: كما علمتُموه في أحاديث التشهد وهو: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته. *البحث: حديث الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أخرجه الشيخان عن كعب بن عجرة بلفظ: ((قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارِكْ على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد)). ورواه الشيخان عن أبي حميد الساعدي بلفظ: ((قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى أزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد)). وآل إبراهيم هم إسماعيل وإسحاق وأولادهما وقد جمع الله لهم الرحمة والبركة بقوله: ﴿رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ﴾ [هود: 73] ولم يجمَعْها لغيرِهم فسأل النبيُّ صلى الله عليه وسلم إعطاء ما تضمَّنَته الآية.