تتناقل أحاديث النّساء منذ مدّة طويلة لدرجة يجب معها تدخّل وزارة الصحّة للتنبيه بعدوى الاهتمام بالفطر الهندي، حيث ترسّخ الاعتقاد عند عامّة النّاس بفكرة قدرة هذا النبات على علاج بعض الأمراض المستعصية، منها السرطانات بمختلف أنواعها دون النّظر إلى مخاطره المحتملة على صحّة مستعمليه. الفطر الهندي اختصر من بلاد الهند والدول المجاورة لها، يشبه شكله حبّات الأرز، يوضع في الحليب الذي يستبدل كلّ يومين، وعن آليات وطرق تحضيره فقد أفاد محدّثنا (مراد) بأن المريض يقوم بشرب الحليب فقط، توضع ملعقتين كبيرتين من الفطر في وعاء من الفخار، ويضاف إليها ربع لتر من الحليب، ويفضّل أن يكون زجاجة معقّمة أو حليبا معبّأ ضمن علبة كرتون، ويغطّى الوعاء بقطعة قماش من الشاش أو الكتّان تسمح بمرور الهواء ويشرب حسب التعليمات: يغسل الفطر المتخثّر في المصفاة بتمرير ماء بارد عليه، ويتمّ تحريكه بملعقة خشبية حتى يتمّ غسيل كامل الحليب العالق به، يشرب الحليب قبل النّوم يوميا دون انقطاع لمدّة عشرين يوما. ويتمّ التوقّف عن شرب الحليب لمدّة عشرة أيّام فقط، يتكرّر العلاج عند الشعور بالحاجة إليه حتى تتمّ ملاحظة تحسّن صحّة المريض العامّة، ويجب التأكّد يوميا من إضافة الحليب إلى الفطر. ولدى استفسارنا بعض (العارفين) أكّدوا صحّة تداول الفطر الهندي، وأن الطلب عليه كبيرا جدّا. وأضاف (كمال) 55 سنة، من خميس مليانة يمتهن مهنة عشّاب: (من الصعب بيع هذا الفطر لأنه يحتاج إلى عناية مركّزة ويستعمل في علاج بعض الأمراض)، مؤكّدا أنه لم يقف عند حالات شفيت، لكن الأكيد يساعد في علاج بعض الأمراض المستعصية وفق ما يتداوله زبائن المحلّ. يعتبر الفطر الهندي الذي لم يعترف به الأطبّاء أساسا في علاج الأمراض، فلو كان هذا الأمر صحيحا حسب ما أكّده لنا الطبيب عثماني (لاستغلّته المخابر في صنع الدواء، إذ من غير المعقول أن لا تتفطّن إلى مثل هذا الأمر)، مضيفا أن غالبية الأدوية مستخلصة من الأعشاب الطبيعية، مضيفا في ذات السياق أنه توجد أنواع عديدة من الفطريات السامّة لا يمكن للشخص العادي التفريق بينها، والخوف من احتمال انتشار الظاهرة وتصبح مهنة تدرّ أموالا طائلة على حساب سذاجة النّاس وصحّة المرضى. وقد انتشر التداوي بالفطر الهندي على نطاق واسع دون النّظر إلى مخاطره المحتملة على صحّة مستعمليه اعتقادا منهم بأنه الدواء الوحيد الذي يعالج بعض الأمراض المستعصية كالسرطانات والقلب والسكري والضغط الدموي وغيرها من الأمراض كالعقم، والتي عجز عن علاجها الطبّ الحديث، كما يمكن له حسب المدعو (مراد) 44 سنة، وفق ما اطّلع عليه في بعض الكتب وشبكة الأنترنت وما توصّلت إليه نتائج (المجرّبين) أنه يقوّي المناعة في الجسم ويساعد على حلّ الكوليسترول في الشرايين وتحسين عمل البنكرياس والكبد والطحال، مبرزا خصائصه العلاجية، فهو يعالج (المرّارة)، المعدة والأمعاء من الأورام، كما يمكن له شفاء الكلية ويزيد من فعالية موانع الالتهابات ويشفي الأمراض الملتهبة ويساعد على تنظيم ضغط الدم ويوقف انتشار الأورام، كما من شأنه تغذية الجسم بالفيتامينات.