* زوجي عندما يكون في البيت يحوِّل حياتي أنا والأولاد إلى جحيم، يصرخ ولا يلعب مع الأولاد، وإذا أراد أحدٌ شيئًا فلا يتجرأ بطلبه منه، وحتى أنا لا أستطيع الجلوس معه، لأنه يسخر مني ويحتقرني بشدة، وأنا في حالة لا يعلم بها إلا الله، لا نريد منه شيئاً، فقط يتركنا في حالنا، علمًا أنه أحياناً يكون طيِّبًا، ولكن فجأة ينقلب كالوحش، مع أني والله غير مقصِّرة في شيء معه، وأنا أشك أنه مسحور.. أرشدوني مأجورين. ** الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: جعل الله تعالى الحياة الزوجية لتكون سكناً ومودة ورحمة، وكلما كانت الأهداف بين الزوجين تجمع بين الدنيا والآخرة، ويوجد بينهما التقاء وتوافق، كانت الحياة بينهما في استقرار وسعادة. وإذا دخل الشيطان أو ضعفُ النفس أو شهواتها المحرمة في الحياة الزوجية كانت الخلافات والمشكلات والتوترات. ولذلك يوجد كثيرٌ من العوامل التي تسبِّب تدهور العلاقة الزوجية، وتتحول إلى صراعات وخلافات ومنها: - الملل في الحياة الزوجية: وهذا يتم بعد فترة زواج، ما لم يسعَ كل من الزوجين إلى تجديد حياتهما وتغيير نمطيتها. - اهتمام الزوجة بالأبناء، وترك احتياجات الزوج أو تسويفها، وهذا يتطلب من الزوجة أن توازن بين الأمور، وتسعى إلى توفير الجو المناسب للزوج. - عدم الصبر على الأعباء والمشكلات التي تواجه متطلبات الأسرة المادية والمعنوية، فتجعل الزوج في حالة انفعال دائم، وتفقده السيطرة على تصرفاته وسلوكياته. - دخول وسوسة النفس، وعدم الرضا بما قسَّمه الله تعالى للشخص تجعله في حالة عدم استقرار، وتؤدي إلى حالة من العصبية والانفعال الضار. وليعلم الزوجان أن السعادة الحقيقة هي الرضا بما قسمه الله تعالى لهما، فليحرص كل شخص منكما أن يرضى على وضعه وظروفه، ومحاولة السعي إلى تحسين وضعه بقدر المستطاع، فإن لم يوفق، يرضى بقضاء الله تعالى وقدره. وينبغي أن تتذكر الزوجة بعض الأيام التي عاشتها من قبل في صفاء ومودة في حياتها الزوجية، حتى تتغلب على الفترة التي يوجد فيها صراعات أو مشكلات الآن. وتكون من دعائم الصبر ومقوماتها. وإذا شعرت الزوجة بضيق من سوء تصرفات زوجها ينبغي أن تبحث عن أخلاق ترضاها فيه وتنظر إليه من خلالها حتى لا تكون الصورة كلها مظلمة. ويجب أن تسعى إلى البحث عن عيوبها الشخصية أولا، ثم تسعى إلى تعديلها وتقويمها في نفسها، ويمكن أن يحدث تغيير تابع بعدها من الزوج. ويجب أن تؤهل الأبناء على تقبل مثل هذه الأخطاء، ولا تجعلها وسيلة ليكرهوا الأب أو ينظروا له نظرة سلبية. وينبغي أيضاً أن يقوم كل من الزوجين بإجازة لمدة ثلاثة أيام كل واحد فيهم في بيت أهله دون غضب أو مشكلة، فأحيانا البعد لفترة يُشعر الطرف الآخر بأهمية زوجه.. ومن المفيد أن يجلس كل من الزوجين بعدها لتخطيط الفترة القادمة من حياتهما، وتحديد الأسباب التي تسبب تصدع الحياة الزوجية وكيفية تجنبها. وفي الأول والآخر تحتاج الحياة الزوجية وأعبائها إلى صبر ومزيد من الدعاء واللجوء إلى الله تعالى في كل وقت وفي كل حين.. ولنعلم أن مع العسر يسرًا. مع الحرص على البعد عن تعليق أخطائنا على عوامل خارجية مثل: الأعمال أو السحر وما دون ذلك. وحتى إن وُجد فذكر الله تعالى وقراءة القرآن والدعاء وسائل طبيعية في علاج ذلك. ونسأل الله العلي العظيم أن يعيد بينكما المودة والرحمة، ويجعل زواجكما لحظات سعادة وسكينة.