الكلام لأحد ضحايا النزاع القائم، مؤسسة ''إيباد'' موزع الأنترنت ومؤسسة ''اتصالات الجزائر'' التي قطعت الخدمة عن الشركة، ومعها تم حرمان أكثر من 35 ألف زبون من الأنترنت، ولعل أكثر ضحايا هذا النزاع هم أصحاب محلات مقاهي الأنترنت وآلاف الشباب الذين لا يجدون غير هذه الفضاءات لقضاء سهراتهم الرمضانية في ظل غياب البدائل· مقاهي للأنترنت مشلولة، شباب يتخبط في الفراغ وأعمال معطلة زبائن ''إيباد'' يدفعون ثمن خلافها مع مؤسسة اتصالات الجزائر تضاربت الأنباء والتقارير الإعلامية بشأن الخلاف الحاصل بين اتصالات الجزائر ومؤسسة ''إيباد'' الممون بخدمات الأنترنت، والذي قطعت عنه خدمة الأنترنت، منذ 15 يوما، ليجد مشتركوها البالغ عددهم 35 ألفا أنفسهم ضحايا نزاع ليسوا طرفا فيه، علما أنّ المشتركين هم عبارة عن مؤسسات حكومية ودبلوماسية وحتى إعلامية وهيئات وإدارات، وما لحقهم من أضرار، وتعطيل لنظام وسيرورة عملهم·
من ضحايا قرار القطع هذا، السيد (مهدي، ض) من شوفالي، صاحب شركة ''دريم سبور'' والمشرف على موقع ''دي زاد فوت'' على الأنترنت، الذي توقف عمله مع توقف ''إيباد'' تزويده دون سابق إنذار، لتتوقف بذلك شركته ويتضرر هو ومتعاملوه، خاصة عشاق كرة القدم الذين اعتادوا الاطلاع على آخر أخبار فرقهم الرياضية عبر الموقع الإلكتروني الذي يشرف عليه· وكذا الشأن للسيد محمد من برج الكيفان، الذي مازال يدفع تكاليف كراء المحل الذي استغله في مقهى أنترنت لمدة 20 يوما فقط، لينزل عليه خبر فقدان التزويد بالشبكة العنكبوتية كالصاعقة، من طرف الممون ''إيباد''، وعليه فهو يتكبد الخسائر· نفس الأضرار لحقت كذلك بالأشخاص العاديين على غرار (جمال) الذي صرّح لنا أنّه جدّ مستاء من إجراء القطع هذا، ما أضّر به وبمهنته التي تتطلب خدمة الأنترنت، ولدى شكواه لدى مصالح ''إيباد'' أخطروه أنّ المشكل سيحل بعد أيام، وأنّه سيتم تعويضه عن أيام القطع إلا أنه وبعد مرور أسبوعين من قطع التزود بشبكة الأنترنت لم يحل المشكل ولم يعوض المسكين بل هو مرغم على دفع فاتورة استغلال الشهر الذي لم يستفد منه أصلا· ''أمين'' ضحية أخرى من ضحايا قطع التزويد بشبكة الأنترنت عن مؤسسة التعليم المهني عن بعد، وهو صاحب مقهى للأنترنت بحسين داي· هذا الأخير كان أحد زبائن ممون الأنترنت ''إيباد'' ولديه ما لا يقل عن 100 زبون يوميا من أبناء الحي الذين تعودوا على تصفح صفحات الويب لديه، خاصة أنه الوحيد بالمنطقة إلا أنه وبعد قطع التزود بالأنترنت بات يعيش البطالة وأضحى كهول وشباب المنطقة يتخبطون في فراغ قاتل. وأكد لنا هذا الأخير أنه تقدم بطلب لممون آخر للأنترنت وينتظر عملية ربطه بالشبكة العنكبوتية مجددا لتعود الحياة لمقهى الأنترنت الذي يشغله· وآخر ضحايا المشكل القائم بين مؤسستي ''اتصالات الجزائر'' و''إيباد'' الذي صادفته ''الفجر'' في خرجتها هو الشاب ''بلال·م'' وهو طالب بصدد تحضير شهادة الماجستير في المالية بالمدرسة العليا للتجارة بالعاصمة· هذا الأخير تعطلت رسالته نتيجة قطع شبكة الأنترنت وأبدى لنا استياءه من قرار قطع التزود بالأنترنت عن أكثر من 35 ألف زبون، وتساءل عن مصيره ومصير الآلاف مثله في ظل هذه المشاكل المالية التي تثبت عدم جدية مؤسساتنا التجارية· والدة هذا الشاب هي أيضا ضحية أخرى للخلاف القائم بين المتعاملين التجاريين، حيث حرمت من الدردشة مع ابنها المقيم بفرنسا والذي تعودت على تفقد أخباره بصفة يومية عبر ''السكايب''· كما شهدت عديد المؤسسات والهيئات تعطيلا في برامج عملها ونشاطها ككل، خاصة تلك التي تعتبر خدمة الأنترنت بالنسبة لها جزءا لا يتجزأ من نشاطها مثل المؤسسات الإعلامية، وهو ما حصل مع بعض الجرائد واليوميات الوطنية والخاصة مهدي معمري نوار حرز الله يحمّل اتصالات الجزائر مسؤولية مشكل الديون ''إيباد'' تطالب ب 500 مليون دينار كتعويض أرجع مدير عام مؤسسة التعليم المهني عن بعد''إيباد''، نوار حرز الله، المشكل القائم بين هيئته ومجمع ''اتصالات الجزائر'' إلى خلل في التسيير المالي والتجاري على مستوى المجمع مما تسبب في تفاقم ديون مزودي خدمات الانترنت الخواص في الجزائر، بما فيها مؤسسة ''إيباد'' التي ارتفعت ديونها إلى 5,3 مليار دينار· وأوضح نوار حرز الله في اتصال مع ''الفجر'' أن مشكل الديون بدأ سنة 2007 وكان نتيجة خلل تقني أصاب نظام ''فايا'' لمجمع اتصالات الجزائر، ما أحدث تفاقما لديون مزودي الخدمات، ليتأزم المشكل أكثر مع تعليمة الوزير السابق للبريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال بوجمعة هيشور في 22 أفريل 2008 حيث خفض تسعيرة الأنترنت بنسبة 50 بالمائة ما أجبر مزودي خدمات الانترنت البيع ب50 بالمائة في حين يشترون بسعر 100 بالمائة من مجمع اتصالات الجزائر، أي البيع بالخسارة. وأشار حرز الله في هذا الصدد إلى أن مؤسسة اتصالات الجزائر لم تحترم المادة السادسة من اتفاقية الشراكة، والتي تنص على تعويض مزودي خدمات الأنترنت بيوم مجاني من الاستغلال للشبكة عن كل قطع للأنترنت يتجاوز ثلاث ساعات، وهذا ما لم يُطبقه مجمع اتصالات الجزائر - أضاف حرز الله - وهو ما تسبب حسبه في تأزم الوضعية المالية لمزودي خدمات الأنترنت· وأكد حرز الله أنه لدفع مستحقات شركة اتصالات الجزائر، يتعين على هذه الأخيرة دفع تعويض قيمته 500 مليون دينار كضريبة مضافة على الدخل، وكذا تعويض الخسائر المترتبة عن 60 يوما من قطع الخدمات، مشيرا إلى أن المؤسسة تضمن حوالي 600 منصب شغل يمكن أن يغلق إذا أفلست الشركة، لا سيما بعد رفض مسؤولي مؤسسة اتصالات الجزائر الدخول في رأسمال الشركة كحل للأزمة بين المتعاملين· كما أعاب حرز الله قرار قطع التزود بشبكة الأنترنت عن ما يقارب 40 ألف مشترك، من بينها سفارات دول أجنبية، وزارات، هيئات عمومية، إلى جانب الخواص، وأكثر من 1600 مقهى للأنترنت عبر القطر الجزائري، وتساءل.. ما ذنب هؤلاء الزبائن لينقطع عنهم التزود بشبكة الأنترنت التي أضحت ضرورة حياتنا اليومية· راضية· ت المكلف بالإعلام بوزارة البريد وتكنولوجيات الاتصال ل''الفجر'' ''تحديد السعر المرجعي للأنترنت سيوسع شبكة التزويد'' كشف مسؤول الإعلام والاتصال بوزارة البريد وتكنولوجيات الاتصال، السيد خياط، أن مشكل السعر المرجعي لاستغلال شبكة الأنترنت سيحل قريبا· وأضاف خياط في اتصال مع ''الفجر'' أن وزارة البريد وتكنولوجيات الاتصال هي بصدد إعداد دراسة موسعة بالتنسيق مع جميع الشركاء، وعلى رأسهم مؤسسة اتصالات الجزائر وسلطة الضبط للاتصالات السلكية واللاسلكية، لتحديد السعر المرجعي· واعتبر خياط في تصريحه أن السعر الحالي لاستغلال الانترنت هو مرتفع بالنظر للمستوى المعيشي للمواطن الجزائري، لذا من الضروري مراجعة التسعيرة· وأشار إلى وجود 73 مؤسسة مرخصة في مجال التكوين المهني عن بعد دون ممارسة نشاطها في الميدان، بسبب عدم التوصل إلى تحديد السعر المرجعي لاتصالاتها، فتحديد السعر المرجعي سيسمح بدخول 73 متعاملا جديدا إلى سوق الأنترنت بالجزائر· وأضاف أن الوزارة تسعى لاعتماد إجراءات جديدة تسمح بجلب مستثمرين متعاملين جدد في قطاع الشبكة المعلوماتية بالجزائر، مما يرفع من جودة الخدمات المقدمة للزبائن بفعل المنافسة بين المتعاملين، لتقديم أفضل الخدمات وضمان سرعة وفاعلية الشبكة· راضية·ت مدير الاتصال بشركة ''اتصالات الجزائر'' عبد الحكيم مزياني يرد مستقبل الأنترنت ليس مهددا بالجزائر بعد ''إيباد'' اعتبر مدير الاتصال على مستوى شركة اتصالات الجزائر، عبد الحكيم مزياني، مشكل عدم تسديد مؤسسسة ''إيباد'' لديونها المقدرة ب 5,3 مليار دينار، مشكلا تجاريا وأغراضه غير واضحة، حيث تعدى المشكل مؤسسة ''إيباد'' ليمس عمال اتصالات الجزائر، والذي يبلغ عددهم 26 ألف عامل، أي 26 ألف عائلة، ولا مجال للمقارنة مع مؤسسة ''إيباد'' التي تشغل 500 عامل، وهي مقارنة غير موضوعية· وأضاف عبد الحكيم مزياني أن عدد مشتركي اتصالات الجزائر يقدر بنحو 500 ألف مشترك في شبكة الأنترنت أي ما يعادل 6 ملايين شخص، على غرار زبائن ''إيباد'' التي يبلغ عددهم 35 ألف مشترك، مضيفا أن القول إن مستقبل الأنترنت مهدد بالجزائر بسبب مشكلة ''إيباد'' هو غير مقبول لأن مؤسسة بريد الجزائر هي أول من أدخلت الشبكة العنكبوتية إلى الجزائر وليس مؤسسة ''إيباد'' كما يزعم مسؤوليها، هذا ناهيك عن وجود ممونين للأنترنت قادرين على ضمان هذه الخدمة للمواطن الجزائري· وأشار مدير الاتصال على مستوى شركة اتصالات الجزائر أن هذا المشكل أثر سلبا على نفسية ومردودية عمال الشركة، خاصة بعد إلغاء المنح المقدمة للعمال بسبب نقص مدخول الشركة، متفهما بذلك لجوء العمال لمهاجمة شركة اتصالات الجزائر في الجرائد· حياة·م استطلاع أجرتة مؤسستا "ميدكوم"و"ايدياتيك"لحلول الأنترنت 4,5 مليون مستخدم للأنترنت في الجزائر راضية·ت أظهر استطلاع أجرته مؤسسة ''ميدكوم'' بالتنسيق مع ''إيدياتيك'' أن عدد مستخدمي الأنترنت في الجزائر عرف نموا متسارعا خلال ال3 سنوات الماضية، وقدر عددهم ب5,4 مليون مستخدم أي ما يعادل نسبة 8,12 بالمائة من السكان. وأوضح بيان للمؤسسة، تلقت ''الفجر'' نسخة منه، أن الاستطلاع أقيم على شكل استبيان إلكتروني نشر على عدة مواقع وتم عن طرق حملة عبر البريد الإلكتروني، وأجريت الدراسة على أساس توزيع عدد مستخدمي الأنترنت في الجزائر حسب النوع، والفئات العمرية الاجتماعية والمهنية للمستخدمين· أكد 75 بالمائة ممن شملتهم الدراسة أن الانترنت أضحت أداة لا يمكن الاستغناء عنها، وجزءا من حياتهم اليومية بحيث يستخدمونها على الأقل مرة واحدة في اليوم بمعدل ساعي يتراوح ما بين نصف ساعة إلى ساعتين، كما أظهر الاستطلاع أن الرجال أكثر تصفحا لصفحات الويب من النساء، وتقدر نسبة مستخدمي الأنترنت من الرجال ب 2,74 بالمائة، في حين لم تتجاوز نسبة مستخدمي الانترنت من النساء حسب الدراسة 8,25 بالمائة· ولم تستثن الدراسة التي أجرتها مؤسستي ''ميد كوم'' و''إيدياتيك'' الفئة العمرية لعينة البحث، حيث أظهرت أن نسبة المستخدمين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 20 و29 سنة تقدر ب2,29 بالمائة، في حين تبلغ نسبة المستخدمين الذين تتراوح أعمارهم مابين 30 و39 سنة 3,23 بالمائة· أما نسبة المستخدمين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 40 و49 سنة فتقدر حسب الدراسة ب7,21 بالمائة، وتقدر نسبة مستخدمي الانترنت الذين تفوق أعمارهم ال50 سنة 7,16 بالمائة· كما أوضح الاستطلاع أن ثلثي مستخدمي الأنترنت، أي نسبة 2,66 بالمائة، كانوا من الأكاديميين في التحصيل التعليمي والأقسام النهائية، إلى جانب خريجي التعليم المهني بنسبة 01,8 بالمائة. ولمعرفة نسبة استخدام الأنترنت حسب المناطق قسمت الدراسة القطر الجزائري إلى أربع مناطق هي الوسط، الجنوب الشرق والغرب· وقد سجلت أعلى نسبة في استخدام الانترنت بالوسط بنسبة تقدر ب28,29 بالمائة تليها منطقة الشرق بنسبة 97,23 بالمائة، ثم منطقة الغرب بنسبة 68,15 بالمائة ومنطقة الجنوب بنسبة 36,9 بالمائة· وتضمنت الدراسة نوع الاستخدام، وأظهرت أن نسبة 6,82 بالمائة من استخدام صفحات الويب يكون لإرسال أو استقبال البريد الالكتروني، 5,42 بالمائة، منها لاستخدام الرسائل الفورية (رسائل قصيرة عبر الانترنت)، و8,33 بالمائة لحضور محافل المناقشة، ويقضون 33 بالمائة من المكالمات الهاتفية عبر الأنترنت ''سكايب'' و 9,9 بالمائة في عقد المؤتمرات بالفيديو· وفيما يتعلق باستخدام الأنترنت للتسوق أظهرت الدراسة أن 5,39 بالمائة من مستخدمي الأنترنت في الجزائر قدمت بالفعل عمليات الشراء، وأوامر أو التحفظات نتيجة للمعلومات التي تم جمعها على شبكة الأنترنت، و 5,20 بالمائة منهم قد سبق لهم أن قدمت الشراء أو الحجز مباشرة عن طريق الأنترنت، وذلك بسبب الغياب شبه التام للمدفوعات الإلكترونية· وتضمن الاستطلاع الذي أجري مؤخرا مشروع ''أرستيك'' الذي انطلق بدأ منذ بضع سنوات والمصمم لتوفير لكل عائلة كمبيوتر، والفكرة هي زيادة تغلغل أجهزة الكمبيوتر والأنترنت في الأسر الجزائرية. واظهر الاستطلاع أنه فقط 4,5 بالمائة من عينة البحث انخرطوا في هذا المشروع· وأفاد البيان الذي تلقت ''الفجر'' نسخة منه أنه بعد خمسة أسابيع من الميدان تم جمع 5944 الاستبيان ثم تحليلها. وللإشارة فإن شركة ''ميد كوم'' هي شركة جزائرية تعمل في مجال الأنترنت والتسويق وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، تقدم خدماتها للعملاء والشركاء، كما تعمل على البحث والتحليل في مجال التسويق على الشبكة العنكبوتية بشكل عام والإعلان على شبكة الأنترنت على وجه الخصوص، لشراء الخدمات، وإدارة حملات على الإنترنت، توظيف المؤهلين وإرسال وإدارة الحملات والنشرات الإخبارية عبر البريد الإلكتروني. أما مؤسسة ''إيدياتيك'' فهي مؤسسة جزائرية أيضا تعمل في مجال حلول البرمجيات والاستقصاءات على شبكة الأنترنت·
