زروال، حمروش وغزالي وآخرون ينخرطون أم "سيصمتون؟" بلعباس يؤكد أن بوتفليقة سيستغني عن منشطي الحملة أفرز الحراك السياسي الذي سبق الموعد الانتخابي خريطة سياسية جديدة بدت ملامحها تظهر في الأفق منذ الإعلان عن النتائج، وذلك بفعل التحالفات الحاصلة بين مختلف التعدديات الإيديولوجية وشخصيات أخرى تفضل الانخراط في المعارضة عبر تأسيس أحزاب تراهن عليها في الميدان بعد أن حسمت معركة الرئاسيات لصالح بوتفليقة، بينما أبان التيار الإسلاموي عن انقسام واضح عمقته اللعبة الانتخابية. لا يختلف اثنان في كون رئاسيات 2014 مفصلية ومحركة ل”الصامت” من الشخصيات الثقيلة التي انزوت إلى زاوية منعزلة منذ خروجها من العمل السياسي على غرار مولود حمروش، اليامين زروال، وسيد أحمد غزالي وآخرون محسوبون على المؤسسة العسكرية كالجنرال السابق يعلى، ما يطرح تساؤلات حول أشكال تحركاتهم السياسية اللاحقة، وإن كانوا سيعودون إلى الانزواء إلى زوايا ”صمت القبور”، هذا فيما أكدت أكبر شخصية شاركت في سباق الرئاسيات وهو علي بن فليس، أنه لن يغادر النشاط السياسي وسيلجأ إلى تأسيس حزب معارض في إطار مواصلة النضال. وقبل بن فليس كان علي بن واري الداعم له والوزير السابق في حكومة حمروش المقصى من الرئاسيات، قد أعلن عن تأسيس حزب سياسي ”عصري” وفق قوله، بعد ظهور نتائج الانتخابات، وهو ما ذهب إليه أيضا رشيد نكاز، رجل الأعمال الجزائري في فرنسا، لتأسيس تيار سياسي يحاكي تطلعات المواطنين، وكلهم أمل في الحصول على اعتماد من وزارة الداخلية، بعد اتهامهم السلطة بإقصاءهم من دخول سباق التنافس الانتخابي. كما أفرزت اللعبة الانتخابية ظهور جبهة معارضة تضم في صفوفها مختلف التوجهات السياسية، تدعمت بشخصيات تتقاطع في الأهداف عقب إعلان بوتفليقة ترشحه لولاية رابعة قبل أشهر، فقد اجتمعت ونزلت للشارع، وفي قاعة حرشة جلس علي بلحاج، مع سعيد سعدي، بعد أن كانا من ألد الأعداء للتنديد بسياسة النظام، ومثلما يبدو فإن نشاط المعارضة الذي أجلس التيار الإسلامي مع اليساري على طاولة ما يسمى التنسيقية الوطنية لمقاطعة الانتخابات، يتجه في طريق عقد تحالفات أخرى لتقوية جبهة مناوئة لسلطة أحكمت إغلاقها على مفاصل اللعبة السياسية. أمين لونيسي قال إن المقاطعة هي التي فازت في الاستحقاقات بلعباس يؤكد أن بوتفليقة سيستغني عن منشطي الحملة أكد رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، محسن بلعباس، أن المقاطعة هي التي كانت الفائز الأكبر في الانتخابات، وأن الرئيس سيواجه صعوبة في بداية العهدة وخلال أداء اليمين الدستوري، وتوقع عودة صراع الأجنحة في الأفالان والأرندي، وقال إن الرئيس سيضطر للاستغناء عن مجموعة من المسؤولين خلال بداية العهدة. اعتبر رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، محسن بلعباس، أن فوز بوتفليقة بعهدة رابعة ليست مفاجأة بالنسبة له، ”لأن الحزب كان ينتظر تلك النتائج التي أعلن عنها وزير الداخلية”. وأبرز أن بن فليس لن يكون هو الفائز. وأشار محسن بلعباس، في حوار مع موقع ”كل شيء عن الجزائر”، إلى أن حزب الأرسيدي يرى أن نسبة المشاركة تم تضخيمها بشكل كبير، ودافع عن خيار المقاطعة الذي ركبته مجموعة من الأحزاب والشخصيات، وذلك من خلال التراجع الذي سجل في نسبة المشاركة من سنة 2009 إلى 2014، وقال إن المقاطعة هي التي فازت في الاستحقاقات، ”لأن عديد المناطق قاطعت الصندوق مثلما هو الأمر بالنسبة لمنطقة القبائل والمناطق التي مسها الإرهاب أيضا”، وأضاف أنه رغم الفوز ”الظاهري” لبوتفليقة، غير أن رجال الرئيس بوتفليقة الذين قادوا الحملة خسروا الانتخابات في ولاياتهم الرئيسية، كما أن الرئيس الآن عاجز وهو في بداية العهدة، خاصة بعد ظهوره رفقة مرافق خاص وهو يدلي بصوته، مشيرا إلى أن قانون الانتخابات يحدد في المادة 45 أن الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة هم فقط من بإمكانهم إرفاق مرافق إلى داخل المعزل، ولهذا فقد أعطى دليل قاطع على أنه عاجز بأتم معنى الكلمة، وهو دليل آخر على أن المجلس الدستوري تغاضى عن العجز، وشدد أن يوم تأدية اليمين الدستورية سيكون يوما عصيبا على الرئيس، لأنه سيظهر عاجز عن قراءة التعهد الشرفي. وتوقع المتحدث أن يقوم الرئيس بتعديل حكومي في بداية العهدة، وسيقوم بالتضحية وإبعاد بعض المسؤولين والوزراء، وقال إن الأرسيدي سينطلق في الأيام القليلة القادمة للتحضير للندوة الوطنية، وهناك أرضية يتم إعدادها الآن على مستوى لجنة تقنية سيتم تعديلها ودراسة إمكانية توسيع التنسيقية والنظر في تنظيم مسيرة في الشارع للمواصلة الضغط.