أثار، أمس ،عدد من البحارة في لقائهم المباشر مع وزير الصيد البحري وتربية المائيات ، سيد علي فروخي ، بميناء الصيد البحري الجديد بالقالة في ولاية الطارف ، جملة من الانشغالات المهنية، خصوصا ما تعلق بتهرب بعض مجهزي السفن من التصريح بالاشتراكات لدى صندوق «كناص». وقال ممثلون عن البحارة ، بأن بعض زملائهم تفاجأوا بعد إحالتهم على التقاعد، بعدم تصريح مجهزي سفن بعملهم خلال الأشهر الأخيرة، بعد قضائهم أزيد من أربعة عقود في نشاط الصيد البحري، مشيرين إلى أنهم اضطروا لجمع إعانات مالية تضامنية مع هؤلاء البحارة المحرومين من المعاش، في انتظار تسوية وضعياتهم، مستعجلين تدخل الوزير لحل هذا الإشكال الذي بات يؤرقهم الصيادين و الجمعيات المهنية على حد سواء، فضلا عن مطالبتهم بإعادة النظر في منحة التقاعد المخصصة لهم و التي لا تتعدى 15 ألف دينار. كما اشتكى بعض البحارة من عدم استفادتهم من منحة التضامن المخصصة لمجابهة أثار تفشي فيروس كورونا، سواء تلك المحددة قيمتها ب10 آلاف أو 30 ألف دينار، رغم أقدميتهم المهنية و إيداعهم للملفات مستوفية كل الشروط حسبهم لدى الجهات المعنية. و طرح البحارة بعض النقائص، خاصة ما تعلق بنقص النظافة وعدم توفر المياه وغياب أبسط المرافق الخدماتية و التماطل في إخلاء المعدات المركونة بالميناء التي باتت تعيق حركة رسو السفن والاتهامات الموجهة لمؤسسة تسيير المواني بعنابة أمام النقائص المسجلة في الميناء والتقاعس في إزالة التحفظات التي وقفت عليها السلطات المحلية والتي كانت محل مراسلات وتقارير للوالي. علاوة على طرحهم لقضية «التلاعب» في منح رخص الرسو و التي يقول بعض البحارة بأنها تذهب لأطراف دخيلة على القطاع، ما حرم المهنيين و خريجي معاهد التكوين في الصيد البحري من الاستفادة من مزايا أجهزة التشغيل لاقتناء سفن جديدة لدعم الأسطول البحري الذي أصابته الشيخوخة حسبهم بعد تجاوز معدل عمره 35سنة. ناهيك عن المطالبة بحل مشكلة الصيد العشوائي للأسماك أمام عدم احترام البعض لفترة الراحة البيولوجية واصطياد أسماك لا تتوفر على الحجم التجاري بالشكل الذي بات يهدد مستقبل الثروة السمكية بالسواحل المحلية بالانقراض، داعين لوضع برنامج لإعادة الاعتبار لصيانة و ترميم السفن أمام قدم الأسطول البحري وكثرة الأعطاب. من جانبه دعا الوزير في رده على البحارة، لضرورة تنظيم أنفسهم للدفاع عن حقوقهم و معالجة كل المشاكل المطروحة، كاشفا عن إنشاء لجنة ولائية التي ستتكفل بدراسة كل المشاكل التي طرحها البحارة، خاصة ما تعلق بمنحة كوفيد 19 ، و بالنسبة للمعاش والتصريح لدى صندوق الضمان الاجتماعي ، طلب فروخي من البحارة السهر بأنفسهم على مراقبة مجهزي السفن بخصوص دفعهم للاشتراكات و التصريح بهم لدى صندوق الضمان ، قبل إحالتهم على التقاعد، تفاديا لانعكاس ذلك على ظروفهم الاجتماعية. و خلال زيارته للولاية، تفقد الوزير وضعية ميناء القالة الجديد للصيد البحري، أين قدمت لهم بالمناسبات شروحات وافية حول وضعية هذا المرفأ الذي تجري به عملية تهيئة و توسعة، و الذي يضم أزيد من 170 قطعة بحرية تشغل أزيد من 1100 بحار، ليعاين بعدها بمقر الوكالة الوطنية للتنمية المستدامة للصيد البحري و تربية المائيات آخر الاستعدادات لبدء تشغيل هذه الهيئة و مباشرة مهامها تحسبا لإعادة فتح استغلال المرجان الأحمر، كما تم عرض التسلسل الزمني للإجراءات و الأنشطة التي سيتم تنفيذها في هذا السياق، قبل أن يشرف على ورشة عمل حول الاستعدادات لإعادة فتح استغلال المرجان الأحمر خلال هذه السنة و الجوانب التقنية و التنظيمية المتعلقة بالعملية، و هذا بحضور كل الفاعلين و المتعاملين من مجهزي السفن .
