أكد الباحث في علم الفيروسات "بيولوجي سابق في مخابر التحليلات الطبية" الدكتور محمد ملهاق، أمس، أن هناك استقرارا في الوضعية الوبائية في البلاد وتراجعا في وتيرة كوفيد 19 ، مبرزا أن الاستراتيجية التي اتبعتها الجزائر والتي تعتمد على الحجر الصحي، التباعد الاجتماعي و الجسدي والتدابير الوقائية الأخرى المرافقة ، أثبتت نجاعتها في محاصرة الفيروس إلى حد الآن ، وأكد أن التلقيح يبقى هو السلاح الوحيد الفعال ضد كوفيد 19 وأشار إلى إن وزارة الصحة، لم تسجل أي أعراض جانبية غير متوقعة بعد التلقيح. النصر: كيف تقيّمون الوضعية الوبائية في البلاد، في ظل تراجع أرقام الإصابات بفيروس كورونا و ماهي العوامل التي ساهمت في انخفاض الحالات؟ محمد ملهاق: نلاحظ أن هناك استقرارا وتراجعا في وتيرة كوفيد 19 ، حيث نسجل هذا الاستقرار وهذا التسطيح للمنحنى البياني، وقد اتبعت الجزائر استراتيجية تسطيح المستوى وهي تعتمد على الحجر الصحي، التباعد الاجتماعي ، التباعد الجسدي والتدابير الوقائية الأخرى المرافقة وهذه السياسة إلى حد الآن، أثبتت نجاعتها في محاصرة الفيروس بدليل أن الأعداد لا تتزايد ، وتفسير أسباب هذه الوضعية يعود أولا إلى سبب إداري هو نجاعة الإجراءات التي اتخذتها السلطات العمومية ، و السبب الثاني هو تطور وعي المواطنين، فالمواطن أصبح أكثر وعيا مما كان عليه في السابق ، والعامل الثالث علمي حيث يحتمل أن الفيروس في الجزائر غير من طبيعته وأصبح بطيء الانتشار . وبالنسبة للتراخي الموجود فيما يخص تطبيق إجراءات الوقاية فإن نتيجة ذلك تظهر بعد مدة ، لذلك نوصي في كل مرة بضرورة احترام التدابير الوقائية رغم تراجع وتيرة كوفيد 19 ورغم الانطلاق في حملة التلقيح ، يجب الاستمرار في التقيد بإجراءات الوقاية إلى غاية الوصول إلى مناعة مجتمعية حيث يكون هناك تلقيح 60 إلى 70 بالمئة من السكان . النصر : ما مدى فاعلية ونجاعة مختلف اللقاحات الموجودة ضد السلالات المتحورة من الفيروس ؟ محمد ملهاق : السلالات المتحورة تعتبر طفرات والطفرات هي شيء طبيعي في حياة الفيروسات ، وفي علم الفيروسات نسجل طفرات، خاصة كوفيد، يتميز بالتطور والتحور والطفرات، والمخابر المصنعة للقاح تقول أن اللقاح يعتبر فعالا ضد هذا النوع من الطفرات التي تعتبر في علم الفيروسات ، طفرات خفيفة. و في علم الفيروسات نميز بين طفرتين ، هناك طفرة خفيفة عن طريق الانزلاق وأخرى تكون كبيرة عن طريق الانكسار ولما تكون الطفرة خفيفة، فإن اللقاح يبقى فعالا ولما تكون كبيرة، فإن المخابر مجبرة في هذه الحالة على أن تقوم بتغيير في تركيبة اللقاح لكي يستجيب ويكون فعالا ضد السلالة الجديدة . النصر: ماذا تقولون بخصوص الأثار الجانبية الناجمة عن اللقاحات، خصوصا بعد الجدل في بعض الدول حول لقاح استرازينيكا؟ محمد ملهاق: بالنسبة للقاح استرازينيكا ، بعض الدول قامت بتعليق مؤقت للتلقيح، وهذا يعتبر إجراء عاديا في حالة ظهور أعراض جانبية لأي دواء أو أي لقاح غير متوقعة ، والتي لم تظهر خلال التجارب السريرية والآن ظهرت ، ولكن الوكالة الأوروبية للدواء ومنظمة الصحة العالمية ومخابر استرازينيكا كلها أكدت عدم وجود دليل علمي للعلاقة السببية بين اللقاح و تجلطات الدم، و قد ذكرت استرازينيكا في بيان لها، عند مراجعتها لبيانات 17 مليون ملقح، أنها لم تسجل تسبب الفيروس في التخثر، و يرى بعض الباحثين أن عدد جلطات الدم المسجلة حاليا، ليست أكثر من عدد الحالات المسجلة قبل التلقيح في الظروف العادية، والآن، الأبحاث مستمرة وتعليق التلقيح هو إجراء عادي وهو تعليق مؤقت وليس دائما ، وفي حالة التأكد أن الجلطة سببها اللقاح، فإنه سيتم توقيف هذا اللقاح أو تغييره وفي حالة التأكد أنه لا توجد علاقة سببية وأن اللقاح غير متسبب في الجلطة سيتم الاستمرار في التلقيح . وبخصوص الجزائر، فإن وزارة الصحة، لم تسجل أي أعراض جانبية غير متوقعة ، أما الأعراض الجانبية الخفيفة التي تسجل لدى بعض الأشخاص، فإن كل اللقاحات تنجم عنها مثل هذه الأعراض الخفيفة وليس لقاح كوفيد 19 فقط . ونؤكد مرة أخرى ، أنه في غياب دواء يبقى التلقيح السلاح الوحيد الفعال ضد كوفيد 19 ، وسلاح الوقاية والتباعد والحجر الصحي هو محدود الفعالية بالمقارنة مع التلقيح .
