تحتضن العاصمة الموريتانية، نواكشوط، يومي الأربعاء و الخميس المقبلين، أشغال الورشة ال10 لرابطة أئمة وعلماء و دعاة الساحل لوضع اللمسات الأخيرة على دليل التربية الدينية السلمية، تعزيزا لدور الأئمة في حماية الشباب من "خطر الراديكالية و التطرف العنيف". و يعكف المشاركون خلال اللقاء الذي تنظمه الرابطة بالتعاون مع وحدة الإتصال و التنسيق على وضع اللماسات الأخيرة على "دليل الممارسات السليمة لتدريس مادة التربية الدينية في مواجهة الغلو و التطرف العنيف" بعد سنتين من المناقشة و التباحث في محتوياته قبل تحريره النهائي و الإعلان عن صدوره رسميا ختاما لأشغال الورشة اب10 يوم الخميس المقبل حسب المنظمين. و تهدف الورشة التكوينية العاشرة للرابطة بعد التحرير النهائي للدليل إلى وضعه تحت تصرف العلماء و الدعاة و الأئمة و العاملين في الشأن الديني ل"مكافحة التطرف و الرد على الشبهات و تعزير مبادئ السلم و المصالحة" من خلال مقترحات الأعضاء، ما من شأنه "تعزيز و تحسين محتوى تدريس التربية الإسلامية في المدارس", حسب ذات المصادر. ويحتوي مشروع "دليل الممارسات السليمة لتدريس مادة التربية الدينية في مواجهة الغلو و التطرف العنيف" الذي يعتزم أعضاء الرابطة إصداره بعد المناقشة و الإثراء على ثلاثة محاور تتعلق ب "المصطلحات" و "الأخلاق " و "الشبهات". ويتضمن محور "المصطلحات" على عديد المفاهيم منها "الدين و مراتبه" و "الدين و التدين" و "نظرية الحق و الباطل" و "الفرقة و الإختلاف" و "الغلو و التطرف" و "الولاء و البراء" و "الجهاد و القتال" و "الأمة و المواطنة" و "الحقوق و الواجبات" و"الدعوة إلى الله" و "التقليد و الإجتهاد و التجديد". وإتفق المشاركون يومها في لقاء نواكشوط 2017 على إعداد دليل علمي لفائدة العلماء و الأئمة و الدعاة و العاملين في الشأن الديني لمكافحة التطرف والغلو و حماية الشباب من خطر الراديكالية و التطرف العنيف على أن تأخد على عاتقها وحدة الإتصال و التنسيق مهمة نشر و توزيع هذا الدليل. و بهدف المحافظة على الوحدة الوطنية و الإنسجام الإجتماعي لكل دولة، عضو في الرابطة، شدد المشاركون في لقاء نواكشط السالف الذكر على ضرورة مراعاة "دليل التعاليم الدينية الصحيحة للتصدي للتطرف و التشدد العنيف" لخصوصيات كل دولة عضو في الرابطة. كما تشارك في هذه الورشة التي تنظمها الرابطة بالتعاون مع وحدة التنسيق والاتصال لدول الساحل الإفريقي، كل من "المركز الإفريقي للدراسات والبحث حول الإرهاب" التابع للاتحاد الإفريقي و "بعثة الاتحاد الافريقي إلى مالي و الساحل". وتعد وحدة التنسيق و الإتصال آلية إقليمية للتنسيق الأمني و تبادل المعلومات بين دول الساحل لمكافحة الإرهاب و التطرف العنيف، أنشئت سنة 2010، يتركز نشاطها على التنسيق بين دول المنطقة و تفعيل جهود المجتمع المدني في الوقاية من التشدد و التطرف. ويشارك في هذه الورشة ثلة من كبار الأئمة و الدعاة و علماء الدين و كبار المرشدين يمثلون الدول الأعضاء في الرابطة وهي الجزائر و موريتانيا و ليبيا و مالي و نيجيريا و النيجر و بوركينا فاسو و تشاد بالإضافة إلى دولتين بصفة ملاحظ في إطار مسار نواكشوط وهي كوت ديفوار و جمهورية غينيا، فضلا عن ممثلين لمنظمات أقليمية و قارية و كذا جامعيين و فاعلين في الحقل الثقافي المحلي.