أكد مشاركون يوم الخميس في الملتقى الدولي حول "الفكر الإصلاحي" بادرت بتنظيمه جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة أن العلامة عبد الحميد بن باديس (1889-1940) يعد ''نموذجا للفكر الإصلاحي للمجتمعات المعاصرة''. و في مداخلة قدمها في هذا الملتقى العلمي بعنوان ''المشترك الإنساني في الفكر الإصلاحي الديني الأوروبي و العربي الإسلامي في العصر الحديث''، أوضح الأستاذ مختار نصيرة (جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية)، أن الشيخ عبد الحميد بن باديس قد أسهم بشكل كبير في إعادة إحياء النفوس و المجتمع الجزائري من خلال الإصلاحات و المجهودات العظيمة التي بذلها في سبيل الاجتهاد العلمي في المجالين الديني و الاجتماعي للنهوض بالفكر و التوعية كان له دور في إخراج الاستعمار من الوطن. ويعتبر الإصلاح الديني الذي أسس له العلامة بن باديس "مفهوما تاريخيا و إجراء اجتماعيا ساهم بقدر وافر في بروز نهضة حضارية واسعة الأطراف رتبت لما بعدها و رسخت تراثها كأثر يمكن أن تستفيد منه المجتمعات الحالية"، وفقا لما أشار إليه الأستاذ نصيرة، مضيفا أن هذا الملتقى هدفه البحث في نطاق معالجة أكاديمية في مجال الإصلاح الديني و الفكري في كلا التجربتين الأوروبية والعربية الإسلامية بغرض محاولة إيجاد مفهوم مشترك للإشكالات التي تفرضها القضايا المعاصرة. إقرأ أيضا: يوم العلم: إحتفاء بابن باديس رائد النهضة الإصلاحية والمدافع عن الهوية والوحدة الوطنية من جهتها، أكدت الدكتورة نورة رجاتي من جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الاسلامية في مداخلة بعنوان ''المشترك الإنساني، مقاربة و رؤية منهجية'' على "ضرورة إبراز آلية التجديد الديني و الفكري و ما يمكن أن يوفره من إعادة انسجام للإنسان و الإنسانية كسبيل لإظهار التعايش و إرساء معالم التلاحم و إظهار مدى أهمية ذلك في تجاوز الأزمات كونه مرجعا إجرائيا ساميا يلبي حاجة الإنسان في التواصل و تجديد العقيدة"، مبرزة أن النهج الذي اعتمده بن باديس يشمل -حسبها- كل هذه الأطر التي من شأنها تنوير المجتمعات على اختلاف عقائدها. بدوره، إعتبر الأستاذ عبد القادر بخوش من جامعة قطر أن حاجة العالم الراهن إلى فكر إصلاحي إنساني مشترك ذي أساس معرفي و قيمي "أصبح لابد منه"، ففي أوروبا -كما قال- ساهم الفكر الإصلاحي في القرن ال 16 في التغيير عبر الثورة على الكنيسة الكاثوليكية نجم عنه عصر جديد عرف بالعصر الحديث بلغ مرتبة كبيرة من التفتح في المجالات الثقافية و العلمية، أما في العالم العربي الإسلامي فقد دشن الإصلاح الفكري و الديني مع نهاية القرن 19 و مطلع القرن العشرين عصرا جديدا لتغيير الحال الاجتماعي و السياسي، حيث أسفر عن تحرير الإنسان من مظاهر التخلف التي لازمته في كل مجالات الحياة فرسخت لديه مبادئ العقيدة الصحيحة. تجدر الإشارة إلى أن هذا الملتقى، الذي حضرته السلطات المحلية و شارك فيه أساتذة محاضرون من عديد جامعات الوطن و كذا من بلدان أجنبية على غرار قطر و مصر، قد بادرت بتنظيمه تنسيقية المؤسسات الجامعية بقسنطينة و عكفت على تنشيطه جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بمناسبة إحياء يوم العلم (16 أبريل من كل سنة).