أعلنت الحكومة الإسبانية, يوم الخميس, عن إلغاء عقد لشراء ذخيرة من شركة صهيونية بقيمة تقارب 6 ملايين دولار, في خطوة جاءت عقب موجة انتقادات واسعة من أحزاب سياسية ومنظمات حقوقية داخل البلاد, على خلفية العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة. وأكدت مصادر حكومية أن قرار الإلغاء تم بشكل أحادي, مشيرة إلى أن إسبانيا لن تمنح ترخيصا لاستيراد الذخيرة "لأسباب تتعلق بالمصلحة العامة", وأوضحت الحكومة أنها تدرس حاليا التداعيات القانونية المترتبة على فسخ العقد. وشددت الحكومة الإسبانية على أنها لم تشترِ أو تبيع أي أسلحة لشركات صهيونية منذ السابع من أكتوبر 2023, و أنها لن تنفذ أي صفقة تم التوقيع عليها قبل هذا التاريخ, مؤكدة التزامها بدعم القضية الفلسطينية والسلام في الشرق الأوسط. وكانت حركة "اليسار الموحد", الشريك في الائتلاف الحاكم الإسباني, قد حذرت من احتمال اندلاع أزمة حكومية غير مسبوقة في حال استمرار الحزب الاشتراكي في اتخاذ "قرارات أحادية" بمجال التسلح, خاصة في ما يتعلق بصفقات مع الكيان الصهيوني وزيادة كبيرة في ميزانية الدفاع. وانتقد زعيم "اليسار الموحد" أنطونيو مايو, في تصريحات صحفية أمس الأربعاء, بشكل خاص اتفاق تسليح مع الكيان الصهيوني يشمل توريد ذخيرة من عيار 9 ملم بقيمة تفوق 5.5 ملايين يورو, متهما وزارة الداخلية بعدم احترام قرار سابق يقضي بوقف التعامل مع الشركات الصهيونية. وكشفت إذاعة إسبانية عن العقد الذي نشر الجمعة الماضي, مما أثار غضب اليسار, إذ أكد تحالف "سومار" في بيان أن "التزام الحكومة الإسبانية تجاه الشعب الفلسطيني يجب أن يكون مطلقا", وجدد مطالبته بإلغاء العقد "فورا". وقال النائب إنريكي سانتياغو, الأمين العام للحزب الشيوعي الإسباني, العضو في "سومار", خلال مؤتمر صحفي: "لا 6 ملايين يورو, ولا حتى 6 مليارات يورو, يمكن أن تبرر لإسبانيا المخاطرة بالتواطؤ في الإبادة الجماعية" بغزة. و أضاف أن الشركة الصهيونية تفصح على شبكاتها الاجتماعية عن مشاركتها في ارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية وتطهير عرقي وتروج لدورها. وكانت إسبانيا قد أعلنت منتصف العام الماضي هي و ايرلندا والنرويج اعترافها رسميا بدولة فلسطينية مستقلة, مشيرة إلى أن الخطوة تتماشى مع القرارات الأممية وغير موجهة ضد أي طرف. وترتكب قوات الاحتلال الصهيوني, منذ 7 أكتوبر 2023, إبادة جماعية في قطاع غزة, أسفرت عن أكثر من 168 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين, معظمهم من الأطفال والنساء, إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.