مقدرات الأمة الاقتصادية تنهار يوما بعد يوم، هذا ما حذر منه الخبير الاقتصادي رضا طير، مؤكدا أن استمرار الأزمة السياسية في الجزائر سيؤدي إلى عزلها اقتصاديا عن المحيط العالمي فيما يخص التزاماتها الدولية على غرار عقد الشراكة مع الاتحاد الأوروبي. اعتبر طير أن الوضع يزداد خطورة كلما طال عمر الأزمة، ويرى أن المفارقات التي حدثت خلال 7 أشهر الأخيرة (عمر الحراك) لا توحي بوجود حلول، وبالتالي كان لزاما على السلطات الفعلية للدولة أخذ الأمور بجدية وقال إنه لا بد من الحفاظ على الدولة باستراتيجية ذكية حتى لا نقع في متاهات أخرى. قال طير أمس عبر الأثير من خلال القناة الأولى، إنه «لا يمكننا إطالة عمر الأزمة أكثر فبلادنا تحتاج إلى سلطة منتخبة وتنظيم انتخابات رئاسية في أقرب الآجال مع الالتزام بشروط النزاهة والكفاءة «، مؤكدا على ضرورة أن يحمل المترشحون برامج متكاملة هادفة تمس كل القطاعات طيلة 5 سنوات المقبلة. وفيما يتعلق بتداعيات الأزمة السياسية على الاقتصاد قدم طير مقترحات في هذا الشأن، حيث دعا إلى إعادة النظر في القوانين الضريبية 6 سواء المباشرة أو غير المباشرة لأنها أعدت «على مقاس» بما فيها الضريبة على الممتلكات، والضريبة على الثروة التي كانت تزاح في كل مرة من قبل اللوبيات على مستوى المجلس الشعبي الوطني، ويتم إلغاؤها في قانون المالية بحجة أن الإدارة غير قادرة على إحصاء الأغنياء في الجزائر، و»هذا أمر غير معقول ويجب إعادة النظر فيه». كما شدد الخبير الاقتصادي في سياق متصل على ضرورة قيام العدالة بإعادة فتح ملفات المشاريع كمشروع «الباسو» في عهد السبعينيات وصولا إلى برنامج «ديزارتاك»، إلى جانب فسخ عدة عقود استثمارية من جديد والتي ساهمت في عرقلة نموالاقتصاد الوطني، مبرزا أن «هذه اللوبيات النافذة لا يزال لديها امتدادات في مراكز القرار في الجزائر، فهناك أذناب العصابة على مستوى الوزارات الهامة .. ومنها وزارة المالية والصناعة والتجارة»... على حد تعبيره . وفيما يتعلق بالقاعدة الاقتصادية 49/51 التي من المنتظر إلغاء التعامل بها في مشاريع غير استراتيجية، ضمن مشروع قانون المالية 2020، قال طير إنها قاعدة لم تأت إلا ب»الفساد»، وإنها جاءت على أساس منع تحويل العملة الصعبة إلى الخارج تم استغلالها من قبل من أسماهم بالعصابة والتي «فرضت كل أشكال الفساد تحت ما يعرف ب (الأسماء المستعارة)، فأغلب الشركات الأجنبية التي جاءت للجزائر وهمية وأخرى تابعة لأذناب هذه العصابة «.