أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة، أمس، أن تاريخ العلاقات الجزائرية- الأمريكية عريق يمتد إلى قرون من الزمن، وشهدت العلاقات قفزة نوعية في السنوات الأخيرة. أشاد وزير المجاهدين، بالدعم الذي قدمه الرئيس الراحل جون فريدريك كيندي للجزائر إبان الثورة، ومناصرته للجزائريين لنيل حريتهم، وذلك في ندوة تاريخية نظمها المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954، بعنوان «جون كيندي والثورة الجزائرية 1957-1962» بقاعة علي معاشي بصافكس. وقال: «الجزائر تحتفي بالذكرى 60 للاستقلال، تحتفي اليوم بقامة عالمية ناصرت كفاح الجزائريين في أحلك الظروف». وأوضح ربيقة، أن هذه الندوة التاريخية تأتي تنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية المتعلقة بتنظيم فعاليات تخليدية وتكريمية لكل الشخصيات العالمية من أصدقاء الثورة الجزائرية، واستحضار قيمهم وتكريسها باعتبارها جسر التواصل بين الأمم والضامن الأكيد لزرع التعاون والسلام العالمي. وأضاف الوزير: «ذكر فضائل أحرار العالم مفخرة، وإحياء ذكراهم واجب يفرده الوفاء لتاريخهم وقيمهم. ومن شيم الجزائر قيادة وشعبا الوفاء لذوي الفضل ممن ساند الجزائريين وانتصر للمبادئ السامية». وقال إنه من بين هؤلاء الرجال صاحب المواقف الخالدة الرئيس كيندي، الذي تميز بالشجاعة والانفتاح على أفكار تحرر الشعوب المستضعفة التي تكافح من أجل نيل حريتها. وأبرز ربيقة، أن التاريخ سجل له في خطابه الشهير، قوة موقفه في حق الشعب الجزائري في تقرير مصيره منذ 1957، وتهانيه لنيل الجزائريين حريتهم في 1962، ودعمه المتميز للجزائر بعد 132 سنة من الإستدمار، بصفته رئيس رئيسا للولايات المتحدةالأمريكية. طبع كتب حول العلاقات بين البلدين وكشف في هذا الصدد، عن طبع الوزارة مجموعة من الأعمال الأكاديمية المرتبطة بالعلاقات الجزائرية- الأمريكية، وستوزع على نطاق واسع داخل الوطن وعلى مستوى ممثلياتنا الدبلوماسية بالخارج، عرفانا بالخدمات الجليلة التي قدمها كيندي للثورة الجزائرية. وذكر وزير المجاهدين بإطلاق إسم كنيدي على أشهر ساحة ببلدية الأبيار تخليدا لذكراه، ليظل أحد الشخصيات العالمية التي سيبقى دعمها المتميز لقضيتنا الوطنية في ذاكرة الشعب الجزائري، قال الوزير. وأضاف: «ستبقى تلك القيم للإنسانية تساهم في إذكاء ودعم حركات تحرر الشعوب التي لازالت مستعمَرة». وقال أيضا: «وستبقى مواقف هؤلاء الرجال العظماء والعلاقات التاريخية للصداقة، مرتكزا لتعزيز الروابط بين البلدين، التي كانت تهدف دوما لنسج علاقات التعاون في شتى المجالات في مختلف القضايا الاستراتيجية ذات الاهتمام المشترك على المستويين الدولي والإقليمي، وإلتزامهما الدائم بتعزيز الأمن والاستقرار، وترقية الحلول السلمية في العالم أجمع، بالنظر للمكانة العالمية للبلدين في المحافل الدولية». كما تطرق البروفيسور علي تابليت في محاضرته، إلى العلاقات الجزائرية- الأمريكية من 1776 إلى 1830، ولأشهر القناصلة الأمريكيين الذين عيّنوا في الجزائر في هذه الفترة. وأبرز تابليت، أن جورج واشنطن كان يختار الشخصيات الهامة لتعيينها في الجزائر. وأشار أن العلاقات بين البلدين لم تكن متميزة في البداية، نظرا للوشايات الفرنسية والبريطانية، إلا بعد عشر سنوات من استقلال الولاياتالمتحدةالأمريكية.