وصلت المهلة التي منحها الاتحاد الجزائري لكرة القدم للأندية المدينة، بخصوص تسوية ديونها تجاه اللاعبين والمدربين، إلى مرحلتها الأخيرة وسط تساؤلات بمدى قدرة هيئة زطشي على الالتزام بتهديداتها القاضية بمنع الأندية المذكورة من الاستقدامات الموسم المقبل، وجديتها بشأن تطبيق القوانين وهي التي كانت منحت الأندية المدانة ثلاث فرص لتسوية مستحقاتها لكن من دون تجسيد فعلي إلى حد الساعة، بعد أن أكدت مصادرنا أن الأندية المعنية بالقضية، والتي أمهلتها الفاف إلى الشهر الجاري لتسوية ديونها، امتنعت عن تسوية مستحقات الدائنين. وقالت مصادر "الشروق" إن الأندية المدينة والموجودة تحت ضغط مهلة الفاف، لم تقدم إلى حد الساعة على القيام بأي خطوة لتسوية ديونها تجاه اللاعبين والمدربين، الذين اشتكوها من للجنة المنازعات، وهي التي تحصلت على ترخيص استثنائي من طرف الفاف لتأهيل اللاعبين الذين استقدمتهم خلال فترة التحويلات الشتوية الأخيرة، بعد أن كانت فشلت في الالتزام بالمهلتين الأوليين للفاف بخصوص تسوية الديون، الأولى نهاية ديسمبر الفارط والثانية منتصف جانفي الفارط أيضا، قبل أن تلجأ هيئة زطشي إلى خيار تحديد مهلة أخرى تحت ضغط الأندية بسبب الأزمة المالية التي تعاني منها الأندية الجزائرية وعجزها عن تسوية مستحقات لاعبيها لهذا الموسم، فما بالك بتسوية ديون مترتبة عن سنوات فارطة. وأشارت مصادرنا إلى أن أندية كوفاق سطيف مثلا لم يقم إلى حد الساعة بتسوية ديونه، وهو وضع كل الأندية المعنية بمهلة الرئيس خير الدين زطشي، رغم أن الديون المترتبة عليها ليست كبيرة، وكانت هذه الأندية تنتظر الحصول على أموال حقوق البث التلفزيوني لتسوية جزء من تلك الديون، لكن عدم قيام الرابطة المحترفة لكرة القدم بتسوية وضعية أندية الرابطتين المحترفتين الأولى والثانية بخصوص حقوق البث التلفزيوني عطل هذه العملية، رغم الوعود التي كان أطلقها زطشي لرؤساء الأندية خلال آخر اجتماع معهم، ما أغضب هؤلاء الذين تساءلوا حول سر تماطل الرابطة في تسوية هذه القضية، والتي من المتوقع أن تطول أكثر بسبب التغييرات التي طالت الرابطة بتنحية قرباج وتعيين لجنة مسيرة مؤقتة، وتتوقع مصادرنا أن لا يحسم ملف حقوق البث التلفزيوني إلا بعد انتخاب رئيس جديد للرابطة سيكون له الحق في إمضاء قرارات استفادة الأندية من تلك الأموال. من جهة أخرى، يتساءل متابعون عن استراتيجية الفاف المستقبلية في التعامل مع ملف ديون اللاعبين وقرارات لجنة المنازعات، في ظل تشعب ديون الأندية تجاه اللاعبين والطواقم الفنية، خاصة خلال الموسم الجاري، ما دام أن العديد من الأندية لديها ديون عالقة تمتد إلى ستة أشهر كاملة، على غرار أندية اتحاد بلعباس ووفاق سطيف وشباب بلوزداد واتحاد البليدة ودفاع تاجنانت وغيرها، ما يعني أن بداية الموسم المقبل ستكون على وقع الديون كالعادة، والجميع ينتظر موقف الفاف من تكرر هذا المشكل رغم أن زطشي كان هدد وتوعد الأندية بحرمانها من الاستقدامات بسبب مشكل الديون، على اعتبار أن منع 80 بالمئة من الأندية من الاستقدامات صعب التجسيد بعد أن تحول المشكل المالي إلى قاعدة ثابتة في كرة القدم الجزائرية لن تحله لا القوانين الصارمة ولا التهديدات ولغة الوعيد.
