حادثة عياش كادت تتكرر مع عجوز سقطت في بئر بعمق 40 متر بسطيف

نجت من الموت بعدما لامست المياه برجليها

تمكن، ليلة الخميس، رجال الحماية المدنية بولاية سطيف من إنقاذ عجوز من موت محقق، بعدما سقطت في بئر ارتوازية على عمق 40 مترا، في مشهد أعاد إلى الأذهان حادثة عياش بالمسيلة.
العملية قامت بها فرقة الحماية المدنية بالعلمة، مدعمة بفرقة التعرف والإنقاذ في الأماكن الوعرة، التابعة للوحدة الرئيسية للحماية بسطيف، وكان ذلك بعد تلقي مكالمة هاتفية عن سقوط عجوز تدعى فطيمة تبلغ من العمر 75 سنة، في بئر ارتوازية بمنطقة بوجنادة ببلدية القلتة الزرقاء بدائرة العلمة، الحادث وقع في حدود الساعة الثامنة ليلا.
وحسب مصادرنا، فإن رجال الحماية المدنية وصلوا إلى موقع الحادث في حدود الساعة التاسعة ليلا، فقاموا بمعاينة المكان، وتبين أن العجوز نحيفة الجسم، وسقطت في بئر قطرها 40 سم، وظلت عالقة على عمق 40 مترا، والبئر يفوق عمقها 120 متر.
واتضح على الفور أنها لازالت على قيد الحياة، وتمكن رجال الحماية المدنية من الحديث معها، وتجاوبت معهم العجوز بصفة عادية، والمفزع في الحادث أن العجوز لامست الماء برجليها، ما يعني أن أي حركة إضافية قد تهوي بها في الماء، ويكون مصيرها الغرق. لكن رجال الحماية المدنية أحسنوا التصرف، فوفروا الإنارة داخل البئر، وأرسلوا لها حبلين في نهاية كل حبل عقدة، وبما أن ذراعيها كانا ممدودان نحو الأعلى طلبوا منها أن تدخل يديها في كل عقدة، فامتثلت العجوز للأمر، وعند سحب الحبلين التفا حول معصمي العجوز، لتستمر عملية السحب بحذر مع تواصل الحديث مع العجوز التي كانت في كل مرة تؤكد تمسكها بالحبلين، وبأنها تصعد إلى الأعلى رغم ضيق القناة، فتواصل السحب بتركيز كبير مع حديث مستمر مع العجوز، وسط "سيسبانس" رهيب. واستغرق التدخل حوالي ساعة ونصف، وقد نجحت العملية، وتمكن رجال الحماية المدنية من إخراجها من البئر سالمة، لم تصب إلا بخدوش طفيفة، نتيجة احتكاكها بالأنبوب.
وفور خروجها سالمة كان المشهد مثيرا للغاية، وسط أجواء من الفرحة والتصفيقات على رجال الحماية المدنية، الذين أدوا المهمة باحترافية عالية، وحالوا دون تكرار حادثة عياش الذي توفي في نفس الظروف بولاية المسيلة، في شهر ديسمبر من سنة 2018، وهي الحادثة التي عادت اليوم إلى الأذهان، لكن هذه المرة الأمر يتعلق بالعجوز فطيمة، التي نجت من الموت، وأنقذها رجال الحماية المدنية.
يذكر أن ظروف سقوط العجوز فطيمة ظلت غامضة ومثيرة للجدل، لأن أنبوب البئر يرتفع عن سطح الأرض بحوالي نصف متر، الأمر الذي فتح تحقيقا في القضية لمعرفة ملابسات السقوط المثير في بئر قطرها 40 سم.