توفي ثلاثة أطفال، اختناقا بالدخان، إثر حريق شب بمسكنهم بحي الحدب ببشار، في حدود الساعة الحادية عشرة من مساء أول أمس، في حين ما تزال والدتهم ترقد بمصلحة الإنعاش بمستشفى 240 سرير ببشار، متأثرة بحروق متفاوتة الخطورة. وقائع الحادثة المأساوية، كما رواها ل"الشروق" عمي أحمد، أحد جيران عائلة ميلودي التي شب الحريق بمسكنها، حدثت في غياب صاحب المنزل، الذي كان ليلتها بمزرعته الفلاحية، ويفيد الجار أنه عاد إلى منزله بعد أداء صلاة العشاء، وبعد لحظات من دخوله منزله تفاجأ بشدة التيار الكهربائي تزيد وتنقص قبل أن يقرع باب بيته وبشدة أحد الجيران ليقول له بأن دخانا كثيفا يتصاعد من بيت الجار ميلودي. وبعد قرعهم بالباب لعدة مرات لم يستجب لهم أحد وهنا اضطر الجيران لكسر الباب ليتفاجؤوا بألسنة لهب، ودخان يخيم على كامل أرجاء البيت، وهنا سارعوا لمحاولة الاتصال بمصالح الحماية المدنية عبر خطوطها غير أنهم لم يتمكنوا من ذلك. كما تنقل المتحدّث لمصلحة الشرطة المتواجدة عبر الحي ورغم محاولة الشرطة الاتصال بمصالح الحماية عبر خطوطها الهاتفية إلا أنها لم تتمكن من ذلك، ووقتها لم يجد حلا سوى إحداث فتحة عبر الجدار الخارجي للمنزل ليتمكنوا وبصعوبة من دخوله وبعد جهد جهيد تمكنوا من الوصول لغرفة الأطفال، الذين تم إخراجهم وكانوا وقتها قد لقوا حتفهم اختناقا بدخان الحريق: زكرياء 5 سنوات وسلسبيل 3سنوات، ومحمد أمين سنة ونصف، في حين تم نقل والدتهم على جناح السرعة نحو مستشفى 240 سرير. وبعد مرور أكثر من ساعة على وقوع الحادثة يقول الجيران، وصل أعوان الحماية المدنية، وكان وقتها كل شيء انتهى والأطفال تم نقلهم إلى المستشفى، داخل سيارة نفعية من جهته، أكد عم الأطفال ميلودي جيلالي في تصريح ل"الشروق"، بأن عائلته لم تصدق لحد الآن ما حدث لعائلة أخيه الذي فقد كل أطفاله في حين ترقد زوجته بالمستشفى. وأمام هذا المصاب الجلل تطالب عائلته السلطات الأمنية بإجراء تحقيق معمق لمعرفة أسباب الحادث، رغم أنهم مؤمنون بقضاء الله وقدره . في حين ما يزال أصحاب الحي يتساءلون عن تعطل شبكة الاتصال بأرقام مصلحة الحماية المدنية في ذلك الوقت بذات، ما أخّر وصولهم لقرابة الساعة ونصف. هذا وقد ووري الأطفال الثلاثة الثرى أمس بعد صلاة العصر وسط حزن رهيب، خاصة من جهة والد الأطفال الذي كان تحت الصدمة ولم يصدق ما حدث لعائلته الصغيرة والتي فقدها بكاملها. وتواصل الجهات المختصة التحقيق في أساب الواقعة.