وصف الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الرئيس الأسبق للجزائر الراحل أحمد بن بلة بأنه “رجل من رجالات الجزائر التاريخيين”، وأنه قدم الكثير لمسار الجزائر المعاصرة، وأنه من صفوة حكماء إفريقيا المتبصرين. وقال بوتفليقة في رسالة تعزية وجهها الأربعاء الماضي إلى عائلة الفقيد اليوم: “يشاء القدر أن يرحل عنا واحد من أبرز زعماء الجزائر المعاصرين وحكيم من صفوة حكماء إفريقيا المتبصرين المجاهد الرئيس المغفور له بإذنه تعالى أحمد بن بلة أحسن الرحمن وفادته وطيب ثراه وأكرم مثواه وأنزله في جنات النعيم مع الصادقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا”. وأضاف بوتفليقة “لقد اقترن اسم الفقيد بتاريخ الحركة الوطنية وثورة التحرير الظافرة وبناء الدولة الحديثة وترك بنضاله مآثر في مسيرة الجزائر ونهضتها منذ كان على رأس المنظمة الخاصة لحركة انتصار الحريات الديمقراطية في أربعينيات القرن المنصرم”. وذكّر الرئيس بوتفليقة أن الفقيد “قد كابد في نضاله الطويل ظلمة السجون وذاق أهوال التعذيب وغربة المنفى ولكن ذلك لم يزحزحه عن مبادئه قيد أنملة ولم ينل من صلابة عزيمته وإيمانه بحق شعبه في التحرير واستعادة السيادة مثقال ذرة بل زاد في تصميمه وإيمانه ببلوغ الغاية القصوى في نضاله”. ”ولم يكن من المصادفة — كما أوضح رئيس الجمهورية — أن يرتقي فقيد الجزائر سدة الحكم في الجزائر المستقلة ليتحمل مسؤولية ثقيلة بالنظر إلى ما كان عليه وضع البلاد آنذاك بعد سبع سنوات ونصف من الدمار الشامل وعلى خلفية أكثر من قرن وربع قرن من الاحتلال البغيض”. وأكد رئيس الدولة أنه بوفاة أحمد بن بلة تكون الجزائر “فقدت فيه اليوم رجلا من رجالاتها التاريخيين العظام أدى الواجب بأمانة مناضلا ومجاهدا ورئيسا أولا للجزائر المستقلة عمت سمعته المشرفة كل أرجاء العالم”، مضيفا أنه “على الرغم من السنين التي أثقلت كاهله فقد ظل على عهده أمينا مسهما في دعم تدابير وإجراءات الوئام والمصالحة الوطنية وإرساء ثقافة السلم والمحبة والتآخي في وطنه الحبيب وفي القارة الإفريقية”. وتابع بوتفليقة قائلا “وهكذا فمن ذروة النضال السياسي إلى قمة الكفاح المسلح إلى سدة الحكم إلى أوج الصبر والوفاء إلى الرفيق الأعلى ظل فقيد الجزائر يكافح وينافح طيلة حياته المديدة التي لم ينتقل فيها من موقف سام إلا إلى موقف أسمى حتى رحل عن الدنيا”. وجاء في برقية الرئيس بوتفليقة “وجدير بمن آتاه الله هذه المكانة الرفيعة وحباه بالمراكز العالية والأخلاق الفاضلة أن يتربع في حياته على عرشه في قلوب مواطنيه وأن ينال الإعجاب والتبجيل لدى معاصريه وأن تعتصر لفقده عيون كل الجزائريين دمعا وتنفطر قلوبهم ألما فليس من الهين فقدانه ولا في الإمكان نسيانه”. وقال الرئيس بوتفليقة “فنم هانئا قرير العين أيها الأخ العزيز بعد أن رأيت وطنك الحبيب يخطو وئيدا إلى الأمن والاستقرار ويتدرج واثقا إلى الرخاء والازدهار وقد التحم بنوه والتأموا في مسيرة مبشرة بغد مفعم باليمن والخير”، قبل أن يضيف في الأخير “وإذ أعزي أسرتكم ورفاق دربكم في النضال، فإنما أعزي نفسي متضرعا إلى المولى عز وجل أن ينزل في قلوبهم وقلوبنا الصبر الجميل ويعوضهم ويعوضنا في فراقكم بالخير الوفير ويوفيهم ويوفينا الأجر العظيم وطوبى لكم أيها المجاهد الرئيس بجوار رب رؤوف رحيم”.