أكد الرئيس الصحراوي، الأمين العام لجبهة البوليساريو، ابراهيم غالي، رفض الجبهة (الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي) “القاطع” لمقترح المغرب بمنح “الحكم الذاتي” للصحراء الغربية، وشدد تمسكها بخيار “تقرير المصير”، مشيرا إلى أن الصحراويين ليسوا مغاربة وقضيتهم مسجلة كقضية تصفية استعمار. وقال الرئيس الصحراوي في مقابلة خاصة مع قناة “الحرة” الأمريكية ، أمس الثلاثاء، إن “النظام المغربي كأي مستعمر، مع اشتداد خناق الشعوب المكافحة على مستعمرها يبحث عن الحلول العرجاء وأنصاف الحلول”. وأضاف: “نحن لسنا مغاربة حتى يعطى لنا حكم ذاتي، الحكم الذاتي حلول تعطى لمناطق متمردة داخل دولة معينة.. نحن لم نكن مغاربة ولسنا مغاربة ولن نكون مغاربة، ومغربتنا بقوة القمع والسلاح جربت لمدة 45 سنة ولم تجن منها أي ثمرة”، مستطردا: “فليكن نظام المغرب سخي ويعطي (الريف) الحكم الذاتي”. وشدد السيد غالي، على “ضرورة إجراء استفتاء حول تقرير المصير في الصحراء الغربية”، وهي أرض صحراوية بمساحة 266 ألف كلم مربع، وغنية بالفوسفات وتحيط بها مياه غنية بالأسماك، ويسيطر عليها المغرب منذ 1975، موضحا أن “اقتراح الحكم الذاتي ولد ميتا باعتبار أننا أمام قضية تصفية استعمار مسجلة لدى الجمعية العامة للأمم المتحدة ضمن 17 إقليما لم تمارس حقها في تقرير المصير من خلال استفتاء أو بطريقة أخرى”. وأضاف في ذات السياق: “مطلبنا وحقنا معترف به دوليا ولن نقبل مقايضته بأي مقترح آخر لا حكم ذاتي ولا جهوي ولا غير ذلك، نطالب بحقنا في تقرير المصير، ونرفض أي حل خارج هذا الإطار”. وانتقد الرئيس غالي، تعامل منظمة الأممالمتحدة ومجلس الأمن مع قضية “الصحراء الغربية”، مهاجما بالأخص فرنسا، التي قال إنها “تعرقل مسار جهود المجتمع الدولي في تطبيق الشرعية الدولية وممارسة الشعب الصحراوي لحقه في تقرير مصيره”، مضيفا أن “تعامل الأممالمتحدة مع الموضوع كان خيبة أمل حقيقية للشعب الصحراوي”. وتابع: “الشعب الصحراوي يكاد صبره ينفذ، وعلى المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته والإسراع في تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره من خلال يوم واحد بحرية ثم احترام نتائج هذا الاختيار الحر، بدون ذلك فحقنا سنتمكن منه مهما كانت الصعوبات ومهما كانت التضحيات”. وحذر الرئيس الصحراوي من أن “تعنت النظام المغربي الأعمى وعدم احترامه للشرعية الدولية ستفرض على الشعب الصحراوي وجبهة البوليساريو رفع السلاح من جديد”، مضيفا “لا أهدد ولن نهدد بالحرب لأننا عشنا الحرب وكلفتنا تضحيات كبيرة، لكن إذا كانت ممرا إجباريا، فسنمر منه لنصل إلى ممارسة حقنا في تقرير مصيرنا واستقلالنا”. كما حذر المجتمع الدولي من نفاذ صبر الشعب الصحراوي، مطالبا إياه بتحمل مسؤولياته بالإسراع في تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير لتفادي وقوع سيناريو قد يعصف بأمن واستقرار المنطقة، منبها إلى “هذا ما يسعى إليه نظام الاحتلال المغربي من خلال استفزازاته المتواصلة على جدار العار وفي المناطق العازلة، وكذلك تعنته الأعمى وعدم احترامه للشرعية الدولية”. وكانت الأممالمتحدة قد نجحت في جمع طرفي النزاع (جبهة البوليساريو والمغرب) في اجتماعين بسويسرا في ديسمبر 2018 ومارس 2019، شاركت فيهما الجزائر وموريتانيا كدولتين مراقبتين، بعد ست سنوات من توقف المفاوضات. وفي نهاية الاجتماع الثاني، أكدت جبهة البوليساريو أن “المغرب لم يبد أي رغبة في الالتزام بعملية جدية للمفاوضات”، ولم يحدد موعد بعد لجولة ثالثة من المفاوضات.