عرض الفيلم الوثائقي "الساورة, كنز طبيعي وثقافي" بالجزائر العاصمة    رئيس الجمهورية ينهي زيارته إلى بشار: مشاريع استراتيجية تعكس إرادة الدولة في تحقيق تنمية متكاملة بالجنوب    المغرب : استقالات جماعية وسط عمال ميناء طنجة رفضا لنقل معدات حربية للكيان الصهيوني    وزير الاتصال يشرف السبت المقبل بورقلة على اللقاء الجهوي الثالث للصحفيين والإعلاميين    كأس الجزائر لكرة السلة 2025: نادي سطاوالي يفوز على شباب الدار البيضاء (83-60) ويبلغ ربع النهائي    الرابطة الاولى موبيليس: الكشف عن مواعيد الجولات الثلاث المقبلة وكذلك اللقاءات المتأخرة    المغرب: حقوقيون يعربون عن قلقهم البالغ إزاء تدهور الأوضاع في البلاد    رئيس الجمهورية يلتقي بممثلي المجتمع المدني لولاية بشار    اليوم العالمي للملكية الفكرية: التأكيد على مواصلة تطوير المنظومة التشريعية والتنظيمية لتشجيع الابداع والابتكار    معسكر : إبراز أهمية الرقمنة والتكنولوجيات الحديثة في الحفاظ على التراث الثقافي وتثمينه    غزّة تغرق في الدماء    صندوق النقد يخفض توقعاته    شايب يترأس الوفد الجزائري    250 شركة أوروبية مهتمة بالاستثمار في الجزائر    الصناعة العسكرية.. آفاق واعدة    عُنف الكرة على طاولة الحكومة    توقيف 38 تاجر مخدرات خلال أسبوع    ندوة تاريخية مخلدة للذكرى ال70 لمشاركة وفد جبهة التحرير الوطني في مؤتمر "باندونغ"    وزير الثقافة يُعزّي أسرة بادي لالة    بلمهدي يحثّ على التجنّد    معالجة النفايات: توقيع اتفاقية شراكة بين الوكالة الوطنية للنفايات و شركة "سيال"    البليدة: تنظيم الطبعة الرابعة لجولة الأطلس البليدي الراجلة الخميس القادم    تيميمون : لقاء تفاعلي بين الفائزين في برنامج ''جيل سياحة''    السيد عطاف يستقبل بهلسنكي من قبل الرئيس الفنلندي    تصفيات كأس العالم لإناث أقل من 17 سنة: المنتخب الوطني يواصل التحضير لمباراة نيجيريا غدا الجمعة    معرض أوساكا 2025 : تخصيص مسار بالجناح الوطني لإبراز التراث المادي واللامادي للجزائر    الجزائر تجدد التزامها الثابت بدعم حقوق الشعب الفلسطيني    وفاة المجاهد عضو جيش التحرير الوطني خماياس أمة    أمطار رعدية ورياح على العديد من ولايات الوطن    المسيلة : حجز أزيد من 17 ألف قرص من المؤثرات العقلية    اختتام الطبعة ال 14 للمهرجان الثقافي الدولي للموسيقى السيمفونية    تعليمات لإنجاح العملية وضمان المراقبة الصحية    3آلاف مليار لتهيئة وادي الرغاية    مناقشة تشغيل مصنع إنتاج السيارات    23 قتيلا في قصف لقوات "الدعم السريع" بالفاشر    جهود مستعجلة لإنقاذ خط "ترامواي" قسنطينة    145 مؤسسة فندقية تدخل الخدمة في 2025    إشراك المرأة أكثر في الدفاع عن المواقف المبدئية للجزائر    محرز يواصل التألق مع الأهلي ويؤكد جاهزيته لودية السويد    بن زية قد يبقى مع كاراباخ الأذربيجاني لهذا السبب    بيتكوفيتش فاجأني وأريد إثبات نفسي في المنتخب    حج 2025: برمجة فتح الرحلات عبر "البوابة الجزائرية للحج" وتطبيق "ركب الحجيج"    "شباب موسكو" يحتفلون بموسيقاهم في عرض مبهر بأوبرا الجزائر    الكسكسي الجزائري.. ثراء أبهر لجان التحكيم    تجارب محترفة في خدمة المواهب الشابة    حياة النشطاء مهدّدة والاحتلال المغربي يصعّد من القمع    تقاطع المسارات الفكرية بجامعة "جيلالي اليابس"    البطولة السعودية : محرز يتوج بجائزة أفضل هدف في الأسبوع    هدّاف بالفطرة..أمين شياخة يخطف الأنظار ويريح بيتكوفيتش    رقمنة القطاع ستضمن وفرة الأدوية    عصاد: الكتابة والنشر ركيزتان أساسيتان في ترقية اللغة الأمازيغية    تحدي "البراسيتامول" خطر قاتل    صناعة صيدلانية: رقمنة القطاع ستضمن وفرة الأدوية و ضبط تسويقها    هذه مقاصد سورة النازعات ..    هذه وصايا النبي الكريم للمرأة المسلمة..    ما هو العذاب الهون؟    كفارة الغيبة    بالصبر يُزهر النصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فيرس كوفيد -19 (كرونا المستجد ) وتحولات السياسة الخارجية للنظام العالمي
نشر في الحياة العربية يوم 18 - 03 - 2020

برز على الساحة الدولية مصطلح النظام الدولي الجديد ليعبر عن حقبة جديدة في العلاقات الدولية لها سماتها وخصائصها المميزة والتي بشر بها البعض على أنها نهاية التاريخ بينما يراها الأكثرية مجرد مرحلة من مراحل تطور العلاقات الدولية التي مرت عبر تاريخها بالعديد من الدورات والنظم وستأتي وتنتهي كغيرها ليحل محلها نظام دولي جديد ومرحلة لاحقة من مراحل العلاقات بين الدول.
ويقصد بالنظام الدولي مجموعة الوحدات السياسية -سواء على مستوى الدولة أو ما هو أصغر أو أكبر- التي تتفاعل فيما بينها بصورة منتظمة ومتكررة لتصل إلى مرحلة الاعتماد المتبادل مما يجعل هذه الوحدات تعمل كأجزاء متكاملة في نسق معين. وبالتالي فإن النظام الدولي يمثل حجم التفاعلات التي تقوم بها الدول والمنظمات الدولية والعوامل دون القومية مثل حركات التحرير والعوامل عبر القومية مثل الشركات المتعددة الجنسية وغيرها.
ثانيا : خصائص النظام الدولي الجديد:
القطبية الأحادية Uni-polarity
تعدد الفاعلين الدوليين
تعدد الدول وجود السلاح النووي وسيادة مبدأ توازن الرعب النووي
اضمحلال دور القانون الدولي وازدواجية المعايير
تآكل سيادة الدول واستمرار عدم التوازن في القوى
تغير مفهوم القوة وظهور المنظمات الاقليمية
الميل نحو التكتلات الدولية الكبيرة
الثورة التكنولوجية وظهور خاصية اللاتجانس
تصاعد التوترات والصراعات
* ..شكل الصراع في النظام العالمي قبل ظهور الفيرس ( ما قبل 2020م ) :
.. السياسة الخارجية للولايات المتحدة الامريكية :
تصف استراتيجية الأمن القومي للولايات المتحدة الأمريكية التي نُشرت في وثيقة الرئيس الأمريكي ترامب عام 2017، أن الصين وروسيا وكوريا الشمالية وإيران والمنظمات الإسلامية المتطرفة يعملون كوكلاء يقاتلون الولايات المتحدة من أجل السيطرة على النظام العالمي، وعلى الرغم من أن هذه الوثيقة تخدم المصلحة الأمريكية في المقام الأول، إلا أنه وصف حقيقي لهيكل النظام الحالي المتعدد الأقطاب، وذلك على عكس ما حدث في الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة، فإن هذه القوى التي تتنافس حاليًا ضد فكرة الديموقراطية والليبرالية ليس لديهم قيادة مشتركة ولكنهم يأتون من أماكن مختلفة ويحملون أيدولوجيات مختلفة والقاسم المشترك بينهم هو العداء لفكرة الليبرالية والديموقراطية، ويتصرفون بدافع الإذلال الذي مارسه الغرب وأضر بمكانتهم.
.. السياسة الخارجية للصين :
يُعتبر الرئيس الصيني شي جين بينغ، من ممثلي القوى المتنافسة على النظام العالمي، حيث يدعو إلى محو الإهانة التي تعرضت لها الصين من قبل الاستعمار الغربي في منتصف القرن ال19، ويسعى جاهدًا لإعادة الصين إلى موقعها العالمي المتقدم، وتتحدى الصين الديموقراطية الغربية الليبرالية كنموذج للحكم في العالم من خلال تقديم نموذج حُكم آخر ألا وهو “الاستبداد الرأسمالي” أي اقتصاد مركزي إلى جانب اقتصاد السوق الحُر، والإشراف الهائل عليها والاختراق من خلال التكنولوجيا، وقمع الأقليات ومعارضي النظام، ووفقًا لهذا النموذج تنبع شرعية النظام من إنجازاته وليست من الدعم المجاني الذي تقدمه للمواطنين. ميل النظام الرأسمالي الاستبدادي الصيني لأن يصبح أكبر اقتصاد في العالم، إذ يستثمر بطرق مختلفة تريليونات الدولارات في عشرات البلدان وذلك من خلال مشروع الحزام والطريق وهو عبارة عن “حزام قاري من البنية التحتية تم إنشاءه على طريق الحرير البحري لجذب الاستثمارات الأوروبية والأسيوية والأفريقية”، حيث تعمل الصين على دفع الولايات المتحدة الأمريكية خارج نطاق المحيط الهادي/الهند، وتعمل من أجل تغيير النظام العالمي والمؤسسات الدولية التي تم تطويعها من أجل خدمة أهداف الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية، وعلى الرغم من ذلك فإن الصين لا تسعى إلى استبدال الولايات المتحدة كدولة رائدة على العالم، وذلك يرجع بشكل رئيسي إلى الآثار المترتبة عليها حيث المسؤولية والعبء الاقتصادي.
.. السياسة الخارجية لروسيا :
يُعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ممثل آخر للقوى المتنافسة على الساحة العالمية، والذي يسعى إلى إعادة مجد روسيا القيصرية ومكانتها في التاريخ على الساحة الدولية. و كانت الهيمنة الأمريكية بعد انتهاء الحرب الباردة حالة شاذة سمحت للولايات المتحدة تفعيل عدد من الإجراءات والأدوات (التدخل العسكري، العقوبات، حرب المعلومات) لتعزيز مصالحها على حساب لاعبين آخرين في الساحة الدولية- لاسيما على حساب روسيا – لذلك تعمل روسيا على تغيير هذا الواقع واستعادة الوضع الذي تعتبره مناسبًا لها كقوة عالمية. ويُدرك بوتين تمامًا أن روسيا غير قادرة على التنافس اقتصاديًا مع الولايات المتحدة والصين، وبالتالي فهي تدعو إلى خلق عالم “متعدد الأقطاب” تحظى بموجبه روسيا باعتبارها واحدة من القوى العُظمى على امتيازات تعترف بنفوذها
.. الشرق الاوسط وثورات ربيع عربي ونزاعات اهلية:
لا تزال الاضطرابات في الشرق الأوسط مستمرة، فقد تم إسقاط القادة الاستبداديين البارزين، بمن فيهم عبد العزيز بوتفليقة (الجزائر)، وعمر البشير (السودان)، حيث كانت الاضطرابات بسبب النظام الاقتصادي في المنطقة(بطالة الشباب، والفساد، واقتصاديات الظل، وعدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية، والاعتماد على النفط) بالإضافة إلى الصراع على الهوية (الدينية والطائفية والقبلية) والذي لم يتم حله منذ عام 2011، كذلك تم الإطاحة برؤساء مصر واليمن وليبيا في الموجة الأولى من الاضطرابات عام 2011، وفي سوريا والتي بدأت الاحتجاجات بها عام 2011 أدت الاضطرابات إلى اشتعال حرب أهلية دموية، أدت إلى بقاء بشار الأسد في الحكم، فعلى الرغم من المؤازرة الكبيرة من قبل إيران وحزب الله وروسيا، إلا أن بقائه كان ممكنًا لأن السوريين خلّصوا إلى أن حكمه الديكتاتوري أفضل من الفوضى التي خلقتها الحرب ومن البديل الإسلام الراديكالي. والوضع في ليبيا ايضا مضطرب بين الجيش الليبي وحكومة الوفاق ويستثنى من ذلك مصر التى استطعت ان تخرج من ازمة الربيع العربي باقل خسائر ممكنة
.. الروية التحليلية للنظام العالمي:
تتفق القوى المتنافسة على النظام العالمي، حول وجهة نظر تتعلق بهشاشة الديموقراطيات الغربية الليبرالية وضعفها الهيكلي، وذلك الأمر ظهر من خلال الخسارة التي يتعرض لها كلا الجانبين، حيث صعوبة التعامل مع الحروب طويلة الأمد، والقيود الناشئة عن استراتيجية الحرب التي تبناها الغرب والتي اعتمدت على التكنولوجيا المتقدمة. والآن يتحول القرن ال21 إلى مجموعة أيدولوجيات عالمية كبيرة، حيث يُشدد معارضو فكرة الديموقراطية الليبرالية على مركزية الدولة القومية والتي تمتلك السيادة على مؤسساتها ويتحكمون في الترتيبات الدولية ويتعاملون بشكل أكبر مع شؤون دولهم من خلال متابعة ما يجرى خارج حدودهم، وذلك على عكس الشيوعية والفاشية، الذين لا يقترحون فكرة أيدولوجية عالمية مثل “الحرية” و “المساواة” والتي يجب أن تُساهم في إرشاد جميع مواطني العالم، كما أنهم يتفهمون أيضًا أن اقتصاد القرن ال21 والذي ساهمت العولمة في تشكيله لا يسمح بعزل الدول حتى لو كانت قوية جدًا في الجوانب الاقتصادية والتكنولوجية، لذلك يتم تحديد بعض الدول على أنها أمة ذات سيادة ولها هوية فريدة، ووفقًا لهذه الفكرة ستحترم كل دولة هوية وسيادة جيرانها حتى يستطيعوا العيش مع بعضهم في سلام
.. فيروس كوفيد -19 ( كورونا ) بين الظهور الطبيعي والتخليق الصناعي :
تساءل الجميع عقب ظهور فيرس كوفيد – 19 هل هذا الفيرس مخلق أي انه اصطناعيا من صنع البشر ام انه ناتج من تفاعل البشر مع الطبيعة واخلاله لقوانين التوافق التي خلقه الله عليها وفى كلتا الحالات فان هذا الفيرس يمثل تحولا كبيرا على كافة المسارات الدولية الاقتصادية والسياسية والانسانية ايضا فتعد فيروسات كورونا فصيلة كبيرة من الفيروسات التي تسبب اعتلالات تتنوع بين الزكام وأمراض أكثر وخامة، مثل متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS-CoV)، ومتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم (سارس) (SARS-CoV). ويُمثِّل فيروس كورونا المستجد (nCoV) سلالة جديدة لم يسبق تحديدها لدى البشر من قبل. وتعد فيروسات كورونا حَيَوانِيّة المَصْدَر، ويعني ذلك أنها تنتقل بين الحيوانات والبشر. وتوصَّلت الاستقصاءات المستفيضة إلى أنَّ فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم (سارس) قد انتقل من سَنَانير الزبَّاد إلى البشر، بينما انتقل فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية من الجمال الوحيدة السنام إلى البشر. وينتشر العديد من فيروسات كورونا المعروفة بين الحيوانات، ولم تُصيب البشر بعد .وتشمل الأعراض الشائعة للعدوى أعراضًا تنفسية والحمى والسعال وضيق النفس وصعوبات في التنفس. وفي الحالات الأكثر وخامة، قد تسبب العدوى الالتهاب الرئوي، ومتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم، والفَشَل الكُلَويّ، وحتى الوفاة.
.. كوفيد -19 سلاح بيولوجي غير الخريطة الاقتصادية العالمية :
الصراع الصيني الأمريكي :
تنبأ بعض المفكرين السياسيين أمثال الفرنسي ( جاك أتالى ) ان عام 2019 سوف تكون سنه المواجهة بين الصين والولايات المتحدة – فقدد اعلن الرئيس الأمريكي ترامب حرب تجارية من طرف واحد تجاه الصين ثم تفاعلت الصين لاحقا مع هذه الحرب . والحقيقة ان الصراع بين الولايات المتحدة والصين هو صراع اممى وليس صراع دول فهو تجاوز صراع بسط النفوذ والاقتصاد والسيطرة الى مرحلة صراع الافكار والمفاهيم والمناهج والآليات منطق القوه هنا يختلف فالقوة الامريكية هي قوة النفوذ العسكري والهيمنة في المؤسسات الدولية اما مفهوم القوة لدى الصين هو امتلاك وسائل الدفاع عن النفس لتحقيق السلم وليس الحرب فعملت على تطوير منتجات الذكاء الصناعي وتطوير قدراتها الدفاعية الالكترونية والدخول في عالم السيطرة الفضائية وفيما يلى نستعرض ملامح هذا الصراع :
* أشار رئيس منظمة التجارة العالمية البرازيلي روبيرتو أزيفيدو إلى أن هناك مؤشرات قوية لاندلاع حرب تجارية بين الولايات المتحدة والصين وقال أزيفيدو في ذات المقابلة بأن مستقبل العالم الاقتصادي سيكون مظلما في حال نشوب حرب كهذه، وعلى نفس الوتيرة يتنامى الصراع التجاري الأمريكي الصيني يوما بعد يوم، وقد دخل هذا الصراع مراحل حساسة سواء من حيث زيادة حجم الرسوم الجمركية المفروضة من الطرفين أو من خلال توسع وتنوع المجالات الاقتصادية التى تستهدفها حكومات البلدين بهذه الرسوم.هذه الوضعية أربكت السوق العالمية حيث توقع العديد من خبراء الاقتصاد حصول كساد عالمي بسبب التوتر التجاري بين قطبي الاقتصاد العالمي، وقد زاد من هذه المخاوف الدعوات المتتالية من الاتحاد الأوربي بضرورة حل المشاكل التجارية العالقة بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية بشكل عاجل حيث أن تنامى هذا الصراع و توسعه يهدد الاقتصاد العالمي بأزمة عنيفة بدأت بعض ملامحها تجتاح دول العالم. تسلط هذه المقالة الضوء على تطورات الصراع التجاري الأمريكي – الصيني وتداعياته على الاقتصاد العالمي.
* هبطت الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة – وهي أكبر سوق للمنتجات الصينية – بنسبة 16 % لتصل إلى 44.4 مليار دولار تحت ضغط التعريفات الجمركية العقابية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب في معركته لكبح طموحات بكين التوسعية. وبالرغم من تواصل المفاوضات بين واشنطن وبكين إلا أن حرب الرسم الجمركية لا تزال مستعرة، فقد بلغت قيمة التعريفات الجمركية الأمريكية على المنتجات الصينية 360 مليار دولار، بينما بلغت قيمة الرسوم الجمركية الصينية على المنتجات الأمريكية 110 مليار دولار.
. اصدر لرئيس الأمريكي دونالد ترامب فى اوت 2019 “أمرا واجب النفاذ” للشركات الأمريكية بمغادرة الصين بعد إعلان بكين فرض تعريفات جمركية على سلع ومنتجات أمريكية وتعهد ترامب بالرد على بكين بعد أن كشفت السلطات الصينية النقاب عن خطة لفرض تعرفة جمركية بواقع 10 في المئة على سلع ومنتجات أمريكية بقيمة قد تصل إلى 75 مليار دولار سنويا.
* غرد ترامب على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، قائلا: “لا نريد الصين، وبصراحة، سنكون أفضل بكثير بدونهم”. أضاف: “بلادنا فقدت، بغباء، تريليونات الدولارات أثناء التعامل مع الصين على مدار سنوات عدة. لقد سرقوا حقوق الملكية الفكرية الخاصة بنا، والتي تُقدر بمئات المليارات سنويا. إنهم يريدون الاستمرار في ذلك، لكنني لن أسمح لهم”
..كورونا المستجد ونظرية الحسم :
اعلن تشاو لي جيان، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الصينية، عن وجود اثباتات تؤكد على أن وكالة المخابرات المركزية هي التي نشرت فيروس كورونا في الصين. وأشار الدبلوماسي الصيني، إلى وجود أدلة تؤكد أن فيروس COVID-19 تم إنشاؤه من قبل علماء أمريكيين عام 2015.ويذكر أن الولايات المتحدة زودت الصين بجميع المعلومات التي بحوزتها عن فيروس كورونا المستجد. وقد اكتشف خبراء الصين في الأرشيف مقالة منشورة عام 2015 في مجلة Nature Medicine، تؤكد على أن علماء الولايات المتحدة تمكنوا من الحصول على نوع جديد من فيروس كورونا، له تأثير مباشر في الإنسان.والحقيقة اذا تتبعنا النقاط التالية سوف تتكشف لنا الحقيقة حيث :
1- اذا ما نظرنا إلى توقيت انتشاره، والذى يتزامن مع توقيع المرحلة الأولى من الاتفاقية التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بشأن خلافاتهما التى طفت على السطح منذ صعود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى سدة البيت الأبيض قبل 3 أعوام، على اعتبار أن اختلال الميزان التجارى بين البلدين، من وجهة النظر الأمريكية يرجع في الأساس إلى تلاعب صيني سواء بعملتها، أو عبر تقديم منتجات مصنوعة بمواد أقل جودة من نظيرتها الأمريكية، وبالتالي يمكن بيعها بأسعار أرخص، وإغراق السوق الأمريكية على حساب المنتج الأمريكى. وهنا يمكننا القول بأن انتشار الفريس الخطير في الصين، يعد بمثابة مرحلة حاسمة فى الصراع الأمريكى الصيني، حيث أنه يقدم نقاط إضافية لواشنطن فى صراعها التجاري مع بكين، من خلال مزيد من الإجراءات الأمريكية المتوقعة تجاه كل ما هو قادم من الصين، سواء من الأشخاص أو المنتجات، بذريعة المخاوف من تفشى المرض بين المواطنين الأمريكيين، وبالتالى التنصل من التزامات واشنطن رغم التوصل إلى اتفاق مبدئي، يفتح الباب أمام جولة جديدة من المفاوضات بين الجانبين.
2- لعل الحديث عن الجولة الجديدة من المفاوضات بين واشنطن وبكين، يمثل مخاوف كبيرة للعديد من المتابعين، في ظل توقعات كبيرة تدور فى معظمها حول صعوبتها، نظرا لكثرة القضايا الخلافية، خاصة فيما يتعلق بمسألة القيمة الحقيقية للعملة الصينية (اليوان)، حيث أن الولايات المتحدة تتهم الحكومة الصينية بالتلاعب فى قيمة عملتها، والاحتفاظ بها فى قيمة أقل من قيمتها الحقيقية، مما يمكنها من غزو الأسواق العالمية، وفى القلب منها السوق الأمريكى، وبالتالى يبقى الفيرس القاتل فرصة أمريكية لفرض مزيد من الضغوط خلال التفاوض مع المسئولين الصينيين لإجبارهم على تقديم المزيد من التنازلات.
3- وبعيدا عن الخلافات المباشرة بين واشنطن والصين، يمثل انتشار كورونا فرصة جيدة للولايات المتحدة لاستعادة قدر كبير من مكانتها الاقتصادية، باعتبارها القوى المهيمنة على العالم، بعدما تمكنت بكين من زعزعة العرش الاقتصادي الأمريكى لسنوات طويلة، فى ظل ما قد تؤدى إليه الأزمة الحالية من تراجع فى النمو الاقتصادي الصيني، في الوقت الذى تحقق فيه واشنطن نموا اقتصاديا ملموسا منذ بداية عهد ترامب، وهو ما يرجع فى جزء منه إلى تشجيع المنتجات الأمريكية، عبر فرض إجراءات حمائية على الواردات القادمة من الخارج، سواء من الدول الحليفة، وعلى رأسها دول الاتحاد الأوروبي أو اليابان أو كوريا الجنوبية، أو الخصوم، وفى مقدمتهم الصين.
4- ويبدو أن أزمة انتشار “كورونا” تحمل فى طياتها منحة للرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ليحقق المزيد من المكاسب، التى يمكنه من خلالها الترويج لانتصار جديد، يكمن في نجاحه في استعادة القوة الأمريكية وهيمنتها سياسيا واقتصاديا، أمام المواطن الأمريكى، ليعلن، قبل انطلاق الانتخابات الأمريكية المقررة فى نوفمبر المقبل، أنه وعد “بجعل أمريكا عظيمة مجددا”، فأوفى فى نهاية المطاف على كافة المستويات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.