كشفت وسائل إعلام فرنسية عن محتوى تقرير المؤرخ الفرنسي بنجامين ستورا حول ملف الذاكرة، والذي تضمن 22 مقترحا يمكن للجانبين العمل عليهما من أجل تجاوز العائق التاريخي في ترقية العلاقات الثنائية. واقترح ستورا تشكيل لجنة "الذاكرة والحقيقة" ،تكلف بتعزيز مبادرات الذاكرة المشتركة بين فرنساوالجزائر، على أن تكون تشكيلتها تشمل شخصيات تعنى بالحوار الفرنسي الجزائري"، على غرار فضيلة الخطابي، رئيسة مجموعة الصداقة الفرنسية الجزائرية في البرلمان الفرنسي ومثقفون وأطباء وباحثون ورجال أعمال . مقترحات بنجامين ستورا، شملت تواصل الاحتفالات المتعلقة بالأحداث التاريخية، مثل ذكرى اتفاقيات ايفيان ، وبالمقابل لم يغفل الجانب الفرنسي دور الحركى خلال الفترة الاستعمارية ، ورافع عنهم من خلال قرار مشاركة الرئيس امانويل ماكرون في يوم تكريم الحركى في 25 سبتمبر ،و التفاوض مع الجزائر حول تنقل الحركى وعائلاتهم بين البلدين. وتشمل مقترحات ستورا أيضا توثيق شهادات المتضررين خلال فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر من أجل كشف الحقائق، إضافة إلى وضع نصب تذكاري في فرنسا للأمير عبد القادر خلال الذكرى ال60 لاستقلال الجزائر. وأشار التقرير إلى اعتراف فرنسا باغتيال المحامي علي بومنجل، مقابل تنصيب لجنة من مؤرخين حول عمليات اغتيال فرنسيين بعد الاستقلال.إضافة إلى العمل على إصدار "دليل المفقودين" (جزائريين وأوروبيين)، على أساس بحث "مجموعة العمل" التي تم تشكيلها عام 2012، ومواصلة العمل المشترك الخاص بمواقع التجارب النووية الفرنسية في الجزائر بين عامي 1960 و 1966 ونتائجها وزرع الألغام على الحدود. وبخصوص استعادة رفات المقاومين الجزائريين، اقترح التقرير مواصلة نشاط اللجنة المشتركة للخبراء العلميين الجزائريين والفرنسيين المكلفة بدراسة بقايا رفات المقاومين الجزائريين من القرن التاسع عشر المحفوظة في المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي. مقابل ترميم مقابر الأوروبيين واليهود بالجزائر. استعادة الجزائر جزء من الأرشيف الموجود في فرنسا وفيما يتعلق بملف الأرشيف الذي طالبت الجزائر باستعادته كاملا، اقترح بنجامين ستورا جرد المحفوظات والأرشيف الذي أخذته فرنسا أو تركته في الجزائر، على أن تستعيد الجزائر بعض المحفوظات (الأصلية). فيما تمنح فرنسا كل عام تأشيرات لعشرة باحثين مسجلين في أطروحة عن تاريخ الجزائر والحقبة الاستعمارية، ودعا إلى استفادة الطلاب الفرنسيين من تأشيرة دخول متعددة ومن سهولة الوصول إلى الأرشيف الجزائري لنفس الفترة. كما قدم ستورا مقترحات تخص العمل الأدبي وتتعلق بإنشاء مجموعة لوضع أسس مشتركة للذاكرة وإنشاء صندوق لترجمة الأعمال الأدبية والتاريخية من اللغتين ، إعطاء مساحة أكبر لتاريخ فرنسا في الجزائر في المناهج الدراسية وإعادة تنشيط مشروع متحف تاريخ فرنساوالجزائر وتنظيم معارض وإنشاء لجنة مؤرخين فرنسية جزائرية حول تاريخ مدفع "بابا مرزوق". وستعرض هذه المقترحات على رئاسة الجمهورية ، حيث اكد الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون في محادثات سابقة مع عبد المجيد تبون على تسليم التقرير المتعلق بالذاكرة للجزائر خلال الشهر الجاري . نسيمة عجاج