إجراء امتحان إثبات المستوى للمتعلمين عن بُعد    ملف الذاكرة لا يقبل التنازل    وهران: إقبال معتبر على صالون التجارة الإلكترونية والإقتصاد الرقمي    الغذاء العالمي: منع دخول المساعدات ينذر بكارثة وتجويع خطير لأهالي القطاع    رئيس الجمهورية يستقبل رئيس المجلس الوطني لجمهورية الكونغو    تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية، اتخاذ ترتيبات لتحسين الخدمات القنصلية للجالية الوطنية    خلال يوم دراسي حول الأسواق المالية : جامعة سكيكدة ولجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها توقعان اتفاقية تعاون    المعرض السادس للمنتجات الجزائرية بنواكشوط يتوج بالتوقيع على عشر اتفاقيات تعاون    القضاء على إرهابي وتوقيف 21 عنصر دعم للجماعات الإرهابية خلال أسبوع    ذاكرة: ولايات شرق البلاد تستذكر مجازر 8 ماي 1945 في ذكراها ال79    بدعوة من الجزائر, مجلس الأمن الدولي يعقد جلسة مشاورات مغلقة حول المقابر الجماعية في غزة    منظمة التعاون الإسلامي ترحب بقرار جزر البهاما الاعتراف بدولة فلسطين    كرة القدم/أوروبا: بن سبعيني, ثالث لاعب جزائري يبلغ نهائي رابطة الأبطال    كرة القدم: ورشة "فيفا-فاف" حول تطبيق تقنية الفيديو المساعد للتحكيم (الفار) في الجزائر    ملفات تعود لسنة 2021 : والي سكيكدة تصف التأخر في الحصول على عقود التعمير بغير المقبول    سكيكدة: تنصيب أحمد ميرش مديرا للمسرح الجهوي    مهرجان الجزائر الدولي للموسيقى السنفونية : فنزويلا في أول مشاركة لها والصين ضيف شرف للمرة الثانية    التصفيات الجهوية المؤهلة للمهرجان الوطني لمسرح الهواة بمستغانم : مشاركة قياسية للفرق المسرحية والتكوين رهان محافظة المهرجان    الأيام السينمائية الدولية بسطيف: تتويج الفيلم القصير "كود بوس" بجائزة "السنبلة الذهبية"    "راهن الشعر الجزائري" : مهرجان شعري وملتقى دراسي بمناسبة عيد الاستقلال    التوحيد: معناه، وفَضْله، وأقْسامُه    الجزائر/تونس: التوقيع على محضر اجتماع اللجنة المشتركة للتعاون الجمركي    الحملة الوطنية التحسيسية حول المخاطر المتعلقة باستعمال الوسائط الاجتماعية متواصلة    ذكرى 8 مايو 1945: انطلاق من العاصمة لقافلة شبانية لتجوب 19 ولاية لزيارة المجاهدين والمواقع التاريخية    حوادث الطرقات: وفاة 38 شخصا وإصابة 1474 آخرين خلال أسبوع    محمد عباد: المجتمع المدني مطالب بتكثيف جهوده للحفاظ على الذاكرة الوطنية    البزار: لا مؤشرات بقرب انتهاء الحرب على غزة لأن الكيان الصهيوني محاط بحماية أمريكا    انطلاق اليوم الأربعاء عملية الحجز الالكتروني للغرف للحجاج المسجلين مع الديوان الوطني للحج والعمرة    رئيس الجمهورية يأمر بإعداد مخطط حول البيئة والعمران يعيد النظر في نظام فرز وتوزيع النفايات    رئيس الجمهورية: رفع معاشات ومنح المتقاعدين نابع من اعتراف وتقدير الدولة لمجهودات أبنائها من العمال    وفد من وكالة الفضاء الأمريكية يزور جامعة العلوم والتكنولوجيا هواري بومدين    على هامش لقاء سوسطارة والكناري حسينة يصرح: ملفنا قوي و"التاس" ستنصفنا    دور ريادي للجزائر في تموين السوق الدولية بالأسمدة    وفاة الأسيرة الصهيونية "جودي فانشتاين"    أفضل ما تدعو به في الثلث الأخير من الليل    الجزائر تدين بشدة تنفيذ الاحتلال الصهيوني لعمليات عسكرية في رفح    تأكيد على دور حاضنات الأعمال في تطوير المؤسسات الناشئة    قسنطينة تستعد لاستقبال مصانع التركيب    16 موزعا الكترونيا جديدا لتحسين الخدمة قريبا    هذه مسؤولية الأندية في التصدى لظاهرة العنف    دخول 3 رياضيّين جزائريّين المنافسة اليوم    إحياء ذكرى تأميم المناجم وتأسيس "سونارام"    الحجز الإلكتروني للغرف بفنادق مكة ينطلق اليوم    حجام يتألق في سويسرا ويقترب من دوري الأبطال    الأهلي المصري يرفع عرضه لضم بلعيد    ترحيل 141 عائلة من "حوش الصنابي" بسيدي الشحمي    بن رحمة هداف مجددا مع ليون    تبسة : ملتقى وطني حول تطبيق الحوكمة في المؤسسات الصحية    دعوة لإعادة النظر في تخصص تأهيل الأطفال    تفكيك جماعة إجرامية مختصة في السرقة    مطالب ملحّة بترميم القصور والحمّامات والمباني القديمة    صيد يبدع في "طقس هادئ"    طرح تجربة المقاهي ودورها في إثراء المشهد الثقافي    حج 2024:بلمهدي يدعو أعضاء بعثة الحج إلى التنسيق لإنجاح الموسم    هول كرب الميزان    الجزائر تصنع 70 بالمائة من احتياجاتها الصيدلانية    «إن الحلال بيِّن وإن الحرام بيِّن…»    "الحق من ربك فلا تكن من الممترين"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مانديلا يغادر الحياة من الباب الواسع
الجزائر تنكس العلم
نشر في الخبر يوم 06 - 12 - 2013

غيب الموت الزعيم الجنوب الإفريقي نيلسون مانديلا، واسمه الأصلي روليهلاهلا مانديلا، مساء أول أمس الخميس في منزله بجوهانسبورغ عن عمر يناهز 95 سنة بعد صراع طويل مع المرض الذي انتصر على جسد ورئة مانديلا، هذا الرجل استطاع بنضاله السلمي ونضال شعبه أن يطوي صفحة سوداء من الميز العنصري في بلاده، ويخط بأحرف من ذهب صفحات من النضال والشموخ الإنساني التي ستحفظ إلى الأبد.
أعلن عن وفاة الزعيم مانديلا الفائز بجائزة نوبل للسلام مناصفة مع رئيس نظام الأبارتيد “فريديرك دو كلارك”،من طرف رئيس جنوب أفريقيا “جاكوب زوما” الذي أمر بتنكيس الأعلام في البلاد، وقال زوما أمس إن الرئيس السابق نيلسون مانديلا سيدفن في مقابر أجداده بقرية كونو بإقليم الكاب الشرقي في 15 ديسمبر الجاري، وكان خلاف وقع بين أفراد عائلة مانديلا حول مكان دفنه، وكان مانديلا قد أعلن في عام 2003 في برنامج وثائقي في مقبرة كونو “أسرتي هنا وأرغب في أن أدفن هنا في منزلي”. لكن أقارب لمانديلا كانوا يفضلون دفنه في بلدة مفيزو حيث ولد على بعد نحو 40 كم من المكان، وكان قد جرى اجتماع للعائلة في جوان الماضي بمنزله في كانو، وهو أول منزل بناه بعد سقوط نظام الفصل العنصري.
وأوضح زوما أن مراسم التأبين التي تستمر أسبوعا ستتضمن إقامة قداس في الهواء الطلق في العاشر من الشهر الجاري في ملعب كرة القدم بجوهانسبرج الذي شهد مباراة نهائي كأس العالم 2010. وسيسجى جثمان مانديلا في “يونيون بيلدينغز” مقر الرئاسة في بريتوريا من 11 إلى 13 من ديسمبر.
وكان آخر ظهور لمانديلا على الساحة العالمية في 2010 عندما حضر مباراة في نهائيات كأس العالم لكرة القدم، حيث لقي استقبالا حافلا من 90 ألف مشاهد في ملعب في سويتو الحي الذي شهد بزوغه كزعيم للمقاومة.
وخاض “ماديبا” صراعا طويلا مع المرض، وفي آخر تصريحات صحفية لعائلته حول وضعه منذ حوالي ثلاثة أيام، قالت ابنته “ماكازيواي” إن مانديلا أيقونة النضال ضد الفصل العنصري “لا يزال معنا قويا شجاعا”. وأضافت في تصريحات لهيئة الإذاعة الوطنية الجنوب الإفريقية “إس أيه بي سي”: “مع أنني لا أجد كلمات أفضل، فإنني أقول إنه يعلمنا من سرير موته دروسا، دروسا في الصبر والحب ودروسا في التسامح”. وكان مانديلا يتلقى العلاج في منزله منذ سبتمبر الماضي بعد فترة علاج استمرت حوالي ثلاثة أشهر من عدوى متكررة في الرئة.
وتهاطلت التعازي والشهادات وتحيات الاحترام بعد الإعلان عن وفاة مانديلا في مشهد قلما حظيت به شخصية عالمية، حيث قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنه “علينا أن نستلهم من حكمته وتصميمه والتزامه لنسعى إلى جعل العالم أفضل”، مشددا على أن “مانديلا من آخر حكماء العصر الحديث”، وأعرب أعضاء مجلس الأمن الدولي عن “إعجابهم العميق بالمزايا الأخلاقية والسياسية الاستثنائية”، من جهته قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن العالم خسر “أحد أكثر الناس شجاعة ومصداقية ونقاء”، أما رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون فاعتبره “ملهم الأجيال القادمة”، ووصفه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بالمقاوم الاستثنائي والمقاتل الرائع. وجاء في بيان لوزارة الخارجية الصينية إن مانديلا عرف كيف “يربح احترام وإعجاب الأشخاص في العالم أجمع”، في حين قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن مانديلا كان أحد السياسيين “الأبرز في عصرنا”. وأدلت كل عواصم العالم بشهادات وتعازٍ في رحيل مانديلا الذي رحل جسدا لكنه سيقي حيا بإنسانيته وإنجازاته في سبيل الإنسان والسلام. الجزائر: رضا شنوف
هكذا تحدث مانديلا عن ثورة التحرير
الزعيم الإفريقي يعترف بفضل الجزائر في مسيرته النضالية
أسخط ملك المغرب لدعمه الجزائر
برحيل نيلسون مانديلا، تنتهي واحدة من أبدع قصص النضال من أجل الحرية والسلام التي عرفها تاريخ البشرية، إذ قلّما يحدث أن يبقى إنسان في السجن قرابة ثلاثة عقود من الزمن لا لشيء إلا للدفاع عن معتقده، فيما كان بوسعه تقديم بعض التنازلات مقابل امتيازات أولها حريته الشخصية، هكذا كان مانديلا الذي روى سيرته الذاتية في كتابه “حديث نيلسون مانديلا مع نفسه”، والذي اعترف فيه بدور الثورة الجزائرية في تفجر الحس الوطني لديه وضرورة النضال لاستعاد الحقوق المنهوبة.
جاء في الكتاب الذي ضمّن فيه خلاصة تجربته في الحياة تفاصيلُ اكتشافه الثورة الجزائرية، وبداية العلاقة بين الزعيم الإفريقي والثورة الجزائرية كانت في الستينات حين وقعت مذبحة “شاربفيل” التي راح ضحيتها العشرات من مناصري حزب المؤتمر الوطني الإفريقي المناهض للنظام العنصري، فكانت هذه المذبحة بمثابة المنعرج الذي رسخ لدى مانديلا أن النضال السياسي وحده غير كاف لتحصيل حقوق مواطنيه من سود جنوب إفريقيا، فكان تأسيس الجناح العسكري للحزب سنة 1960 أي سنتين قبل استقلال الجزائر، وباعتباره من قيادات الجناح العسكري، تم تكليفه بالبحث عن مصادر دعم وتمويل للحركة المسلحة الجديدة، فكانت الوجهة الجزائر التي وجد فيها خير داعم.
على الرغم من قلة المصادر المتطرقة لهذه الفترة، إلا أن القليل المتوفر يشير إلى أن أول اتصال بين نيلسون مانديلا وقيادات الثورة الجزائرية كانت في مدينة وجدة المغربية، وبمعية الزعيم المغربي عبد الكريم الخطابي الذي عرفه على الراحل هواري بومدين، وكان هذا اللقاء بداية التعاون الذي تجسد في البداية بإرسال مجموعة من المنتمين للجناح العسكري لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي إلى الجزائر، ومن بينهم مانديلا نفسه الذي التحق بالثوار الجزائريين لتلقي التدريب العسكري.
ومما يروي مانديلا في مذكراته أنه على الرغم من إعجابه الكبير بالثورة الجزائرية، إلا أنه كان يسعى للاستفادة من تجربة النضال المسلح للجزائريين، في محاولة لتفادي الثورة الشاملة مثلما حدث في البلاد، على اعتبار أنه أرادها حرب عصابات تستهدف أماكن محددة.
وبالفعل وجد مانديلا ورفاقه في الجزائر كل الدعم الذي كانوا في حاجة إليه، فقد تمكن من ترتيب سلسلة من الدورات العسكرية استفاد هو من إحداها سنة 1962، كان مدربه خلال تلك الفترة الطيار الجزائري أحسن رمضان الذي أشرف على تدريب الزعيم الإفريقي على تقنيات الاتصال السلكي واللاسلكي واستعمال العديد من الأجهزة والعتاد العسكري الخفيف المتاح في تلك الفترة، وهو ما يؤكده المناضل الجزائري شوقي مصطفاي الذي كان دليله في الجزائر، والمثير أنه فور عودة مانديلا من الجزائر عقب انتهاء الدورة العسكرية تم اعتقاله في أوت 1962 وحكم عليه في شهر نوفمبر بالسجن لمدة خمس سنوات.
والحال أن نيلسون مانديلا عاد ليعترف بفضل الثورة الجزائرية في بناء وعيه النضالي بعد تمضيته 28 سنة في سجون نظام الأبارتيد العنصري، على اعتبار أنه في ذات السنة التي أطلق فيها سراحه عاد لزيارة الجزائر سنة 1990، وكان له العديد من اللقاءات مع شخصيات جزائرية ثورية ورسمية في مقدمتهم المناضل الراحل عبد الحميد مهري الذي رافق الزعيم الإفريقي في زيارته للجزائر، وكان أول ما صرح به مانديلا لدى وصوله في أول زيارة للخارج بعد إطلاق سراحه أنه سيظل مدينا للجزائر لتقديمها الدعم لنضال شعبه.
وتشير المعلومات إلى أن نيلسون مانديلا عمل جاهدا للحفاظ على العلاقات الدبلوماسية مع الجزائر على أعلى مستوى خلال فترة ترؤُّسه لجنوب إفريقيا ما بين 1994 إلى 2000، فكان التنسيق في القضايا الدولية، ومن ضمنها مساندته الجزائر خلال حرب الرمال مع الجارة المغرب، وهو الموقف الذي أزعج العاهل المغربي الحسن الثاني ووصف مانديلا بأنه شخصية “غير مرغوب فيها بالمغرب”، ولعل ما زاد تدهور العلاقة بين الزعيم الإفريقي والمملكة المغربية مساندة مانديلا قضية الشعب الصحراوي وحقه في تقرير المصير، وهي القناعة التي جعلته يعمل على اعتراف بلاده بالجمهورية العربية الصحراوية.
الجزائر: ب. سامية
السفير الجزائري الأسبق في جنوب إفريقيا نور الدين جودي ل”الخبر”
مانديلا كان حاضرا خلال عملية اقتحام خطي شارل وموريس
قال السفير الجزائري الأسبق في جنوب إفريقيا نور الدين جودي إن الزعيم الجنوب الإفريقي نيلسون مانديلا لما اقتنع بأنه لا سبيل للتخلص من الميز العنصري في بلاده إلا بالكفاح المسلح، أراد الاطلاع على التجربة الجزائرية في الكفاح المسلح وزار القيادة العملياتية في الشمال بالجبهة الغربية على الحدود المغربية الجزائرية، واطلع على عملية اقتحام فرقة من جيش التحرير لخطي شارل موريس.
ما هي قصة الزعيم الجنوب إفريقي نيلسون مانديلا مع الثورة الجزائرية؟
نيلسون مانديلا لم يكن يؤمن في البداية بالكفاح المسلح، بل كان يحمل نفس أفكار الزعيم الهندي المهاتما غاندي في الكفاح السلمي، ولكن بعد المجازر التي ارتكبت في بلاده في 1961، تأكدت قيادة المؤتمر الوطني الإفريقي “أ آن سي” أنه لا حل سوى الكفاح المسلح، ووجدوا أن الوضع في الجزائر لا يختلف كثيرا عن الوضع في جنوب إفريقيا، فالتمييز العنصري هو نفسه، إذ كان المعمرون الفرنسيون يضعون لافتات على بعض السواحل الجزائرية مكتوب عليها ممنوع على العرب والكلاب”، لذلك آمن المؤتمر الوطني الإفريقي بالكفاح المسلح وعينوا مانديلا قائدا للجناح المسلح الذي سمي “رمح الوطن”، والمؤتمر الوطني الإفريقي في جنوب إفريقيا كان متأثرا بالثورة الجزائرية واعتبر مانديلا أن “المعجزة (الجزائرية) تكمن في أنكم (الجزائريون) واجهتم دولة عظمى مدعومة من الحلف الأطلسي ومع ذلك انتصرتم”.
من هم قادة الثورة الذين التقاهم مانديلا قبيل الاستقلال؟
مانديلا قطع الطريق من جنوب إفريقيا إلى الحدود الجزائرية المغربية عبر تنزانيا وإثيوبيا ثم مصر فالمغرب وذلك بطريقة غير شرعية، ولاحظ خلال رحلته هذه أن جيوش الدول الإفريقية التي زارها تقليدية، لذلك أراد اكتشاف تجربة جيش التحرير الوطني، فالتقى في المغرب بممثل الحكومة الجزائرية المؤقتة في الرباط شوقي مصطفاي في الأشهر الأولى من 1962، وبعدها اتصل مانديلا رفقة زميله “روبرت غيشا” بقيادة الأركان في قاعدة بن مهيدي على الحدود المغربية الجزائرية، واستقبلهما قايد أحمد مع مجموعة من الثوار الأفارقة، ونظر لأن مانديلا كان يتكلم الإنجليزية فقد طلب مني شريف بلقاسم (المدعو سي جمال) أن أقوم بالترجمة، وأوضح شريف بلقاسم حينها أن الوضع في الجزائر مختلف عن الوضع في جنوب إفريقيا، وقال لهم يجب أن يكون لكم قواعد خلفية من أجل تسهيل إدخال الأسلحة إلى الثوار في الداخل، لكن جنوب إفريقيا كانت محاطة بمستعمرات بريطانية في زمبابوي وزامبيا وملاوي، ومع ذلك وعد شريف بلقاسم مانديلا بمساعدة ثورتهم بما يطلبونه سواء من ناحية التدريب أو الدعم الدبلوماسي والمالي وغيره، وأضاف “عندما تتوفر لكم الشروط المناسبة لتشكيل جيش عليكم بتشكيل جبهة سياسية لعزل جنوب إفريقيا دبلوماسيا”، وكلفني شريف بلقاسم بمرافقة مانديلا إلى جبهة القتال في الجبهة العملياتية الشمالية على الحدود المغربية الجزائرية، حيث شاهد عن بعد اجتياز المجاهدين لخطي شارل وموريس والقصف الذي كانوا يتعرضون له من الجيش الفرنسي حتى يعلم أن الثورة ليست لعبة، كما أخذت مانديلا إلى مركز تدريب جزائري على الحدود المغربية كان يشرف عليه محمد العماري (القائد السابق لقيادة الأركان رحمه الله)، ولم يكن العماري يعرفه لأن العقيد هواري بومدين قائد أركان جيش التحرير قال لي “لو يعرفون من هو (أي مانديلا) سيطير رأسك”، وقد نشر مانديلا كتابا قبل عامين بعنوان “حوار مع نفسي” وذكرني بالاسم كما ذكر سي جمال (شريف بلقاسم).
وماذا عن زيارته إلى الجزائر بعد خروجه من السجن؟
في رحلته الأولى غادر مانديلا المغرب إلى لندن ثم تنزانيا وعاد إلى جنوب إفريقيا وهناك ألقي عليه القبض وحكم عليه بالسجن المؤبد، ولما خرج من السجن زار الجزائر في عهد الرئيس الشاذلي بن جديد رحمه الله وقبل أن يصبح رئيسا، وعندما وصل إلى مطار الجزائر واستقبله عبد الحميد مهري رحمه الله الأمين العام لجبهة التحرير الوطني سأل مانديلا عني وعن سي جمال، فالتقينا معه مجددا، كما كان لنا لقاء آخر معه في جنوب إفريقيا، حيث عينني الرئيس عبد العزيز بوتفليقة سفيرا في جنوب إفريقيا بعد توليه سدة الحكم، وفي مؤتمر دوربان لمناهضة العنصرية اتصل بي الرئيس بوتفليقة وطلب مني أن أهتم بالرئيس أحمد بن بلة وقال لي “اتهلى في سي أحمد”، وجاء الرئيس أحمد بن بلة رحمه الله ممثلا عن المنظمات غير الحكومية، وذهبنا إلى مانديلا الذي طلب من الجميع الخروج باستثنائي وسي بن بلة، لأنه كان يرى في سي بن بلة أحد زعماء حركات التحرر في العالم.
ما هي طبيعة العلاقة التي كانت تربطك بمانديلا؟
مانديلا كان يعتبرني حلقة الوصل بينه وبين الجزائر، والحقيقة أن شريف (بلقاسم سي جمال) هو الذي كان يحمل هذه الصفة، وكانت لي مناسبة التقيت فيها بمانديلا خلال حفل ميلاد والد الرئيس الجنوب الإفريقي “تامبو مبيكي” واسمه “غوفن مبيكي”، ودعوني للجلوس حول المائدة التي كان فيها مانديلا والرئيس مبيكي دون بقية السفراء الذين أثار ذلك حفيظتهم فقيل لهم “هذا اعتراف بمكانة الجزائر”.
الجزائر: حاوره مصطفى دالع
فلسطين – إسرائيل
كيري يدعو الطرفين لأخذ العبرة من مانديلا
دعا كاتب الدولة الأمريكية جون كيري طرفي النزاع في الشرق الأوسط إلى أخذ العبرة من مانديلا، معتبرا أنهما لم يقتربا من الصلح “منذ سنوات”، مثلما يحدث هذه المرة. وكان كيري قد التقى ثلاث مرات خلال يومين بالوزير الأول نتانياهو، ومرة واحدة بالرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وأكد كيري لإسرائيل أنها في وضع آمن اليوم أكثر من أي وقت مضى. وتعتبر هذه ثامن جولة يقوم بها كيري منذ تعيينه على رأس الخارجية الأمريكية، منذ استقالة هيلاري كلينتون.
الوكالات
لقن العالم دروسا في الإنسانية
مانديلا الثائر الذي أعاد جنوب إفريقيا إلى إفريقيا
أطلق عليه أقرباؤه عندما كان شابا يافعا لقب “ماديبا” الذي يعني في لغة قبيلته العظيم المبجل، وبطبيعة الحال لم يكن يدرك أبناء القبيلة أن ابنهم نيلسون مانديلا سيكون ذات يوم عظيما ومبجلا في العالم كله وليس على مستوى عشيرته فقط.
من غرائب الصدف كذلك أن الرجل ولد في العام الذي وضعت فيه الحرب العالمية الأولى أوزارها سنة 1918، فهل لهذا التاريخ ولهذا الميلاد علاقة بسيرة الرجل ومسيرته الرافضة لكل أشكال التمييز والعنف والقهر والاستبداد ولكل ما يتنافى مع إنسانية الإنسان؟ ربما. من هذه الخلفية وبالرغم من كل أساليب الظلم التي تعرض لها فقد ظل الرجل وفيا لفلسفة نبذ العنف وتبني المقاومة السلمية وفق مبدأ مواجهة كل المصائب والصعاب بكبرياء الكبار، فكان “مهاتما غاندي” آخر.
أولى المواجهات بين النظام العنصري ومانديلا كانت يوم 06 أفريل 1952، حيث قام نظام التمييز العنصري باعتقال 8500 مناضل من المنتمين ل “المؤتمر الوطني الإفريقي” بعد مظاهرة عارمة في مدينة جوهانسبرغ، وكان مانديلا من بين الموقوفين وحكم عليه بالسجن 9 أشهر، لتتواصل بعدها عمليات المواجهة السلمية بين الرجل وجلاديه الذي ما كادوا يفرجون عليه اليوم حتى وجدوه في اليوم الموالي في مسيرة أخرى رافضة ومنددة بالسياسة العنصرية للبيض، وظل الأمر هكذا حتى عام 1963 عام الحكم عليه بالسجن المؤبد بتهم الخيانة والتخريب والتآمر ضد استقلال البلاد، ليشتهر في ملفات المناضلين من أجل حقوق الإنسان بالسجين رقم 466/64 بييبي، وظل قابعا بسجن جزيرة روين آبلاند 18 سنة كاملة، لينقل عام 1982 إلى سجن بولسمور، وبسبب طول مدة الحبس والصورة المسربة التي كانت تظهره مكبلا بالسلاسل، فقد تحول في نظر الرأي العام العالمي إلى أكبر مقاوم للقهر العنصري ورمزا لكل الثوار خاصة بعد أن أطلق عليه أقدم معتقل في العالم، ونتيجة لهذا تزايد الضغط الدولي على نظام الأبارتيد بجنوب إفريقيا، فاضطرت سلطات التمييز العنصري في ديسمبر 1988 إلى إخراج مانديلا ووضعه رهن الإقامة الجبرية، وظل على هذا الوضع حتى يوم 11 فيفري 1990، اليوم الذي أفرج عنه بعد ثلاثة عقود من السجن، وبعدها بأربع سنوات في 27 أفريل 1994 انتخب رئيسا لجنوب إفريقيا بعد انهيار نظام الميز العنصري. رغم هذا لم يطرد مانديلا أبيض من مضطهديه ولم يؤمم شركة من شركات البيض، مؤكدا بسلوكه هذا أن إنسانيته لا تعرف حدودا، ومن هذه الخلفية نال جائزة نوبل للسلام مناصفة مع الأبيض الذي سلمه حكم جنوب إفريقيا “فريدريك دي كليرك”.
بعد اعتلائه حكم البلاد مباشرة أسس لجنة “الحقيقة والمصالحة”، وهي الهيئة التي محت كل الأحقاد بين سكان البلاد من بيض وسود. بعد كل هذا العطاء النادر والمتميز وفي خطوة لا يقدم عليها إلا كبير، غادر الرجل رئاسة البلاد عام 1999، ليبقى إنسانا ينحني أمامه الجبابرة خجلا من أنفسهم، والمؤمنون بإنسانية الإنسان احتراما وتقديرا. الجزائر: العربي زواق
بوتفليقة يصف مانديلا ب “بطل إفريقيا”
الجزائر تقرر تنكيس العلم الوطني 8 أيام
قررت الجزائر تنكيس العلم الوطني لمدة ثمانية أيام ابتداء من نهار أمس الجمعة، إثر وفاة الرئيس السابق لجنوب إفريقيا نيلسون مانديلا بمنزله بجوهانسبورغ أول أمس، عن عمر يناهز 95 سنة إثر مرض عضال. وبهذه المناسبة أشاد الرئيس بوتفليقة بالنضال الطويل لنيلسون مانديلا من أجل الحرية والكرامة لجنوب إفريقيا، من خلال برقية تعزية إلى رئيس جنوب إفريقيا “جاكوب زوما”. وجاء في برقية التعزية لرئيس الجمهورية “إن نيلسون مانديلا يتماهى مع تاريخ جنوب إفريقيا من حيث إنه تجسد فيه نضالها الطويل من أجل الحرية والكرامة”.
وبخصوص مشاطرة الشعب الجزائري كفاح الفقيد ضد الأبارتيد وفي سبيل استعادة كرامة الإنسان كاملة غير منقوصة، أوضح بوتفليقة “إن ما أوليناه من مودة وتقدير إنما هو نتاج ذلكم التماهي مع مسعى الإنسان ومع عدالة قضية شعبه”. وذكر رئيس الدولة في برقية التعزية “إن الفقيد قد تحلى خلال مساره النضالي بتمام التواضع والاستقامة في الوفاء بالتزامه فيما بذله من أجل خدمة شعبه”. وكتب في برقية رئيس الجمهورية أن “اشتراكنا في تبجيل بطل إفريقيا هذا وفي محبته، أتاح لبلدينا بناء تضامن لا تنفصم عراه ميمما شطر تحقيق أوفى المشاريع طموحا بالنسبة لقارتنا. وإن أفضل ما يمكن أن نمجد به نيلسون مانديلا هو المضي قدما في هذا المسعى المتضامن على درب النهضة الإفريقية”. وأضاف “سيخلد ماديبا إلى الأبد في الذاكرة الإفريقية من حيث إنه حقق المصالحة بين أبناء جنوب إفريقيا وترك بصمته في سجل حركة انعتاق إفريقيا الذهبي. وله المكانة الأثيرة كذلك في قلب كل إنسان محب لقيم الحرية والكرامة الإنسانية”.
وقال رئيس الجمهورية في برقية التعزية “إن الشعب الجزائري الذي يعتز بأنه كان على الدوام إلى جانب ماديبا وشعب جنوب إفريقيا يشاطركم الأحزان، وهو لن ينسى أبدا أن الجزائر كانت بالنسبة لمانديلا كما كان يحب أن يردد: الوطن الثاني”.
الجزائر: ق. د
لما انزعجت الجزائر من مانديلا بسبب “الفيس”
كادت العلاقة التاريخية بين نيلسون مانديلا والجزائر أن يتحول اتجاهها ذات يوم من شهر فيفري سنة 1996.
الحدث هو استقبال الزعيم المناهض للأبارتايد قيادي الفيس المحظور أنور هدام الذي أزعج في مناسبات عديدة السلطات الجزائرية واضطرها لإيفاد شخصيات من خارج السلك الديبلوماسي الرسمي عن عجالة إلى عواصم كثيرة، لإفشال مساعيه من أجل انتزاع اعتراف دولي بالفيس وبهيئته التنفيذية في الخارج.
وقد استطاع أنور هدام أن يجلب أنظار وسائل الإعلام العالمية باجتماعه بنيلسن مانديلا في إقامة هذا الأخير في جنوب إفريقيا، الأمر الذي أثار احتجاج الرئيس اليمين زروال رسميا آنذاك على اللقاء الذي اعتبره “معاديا” وأن مانديلا “أخطأ التقدير”. وبعدها أعلنت الخارجية الجزائرية في بيان أن مانديلا كلم زروال عبر الهاتف وقدم “توضيحا مرضيا”. ولم يكتف رئيس جنوب إفريقيا بالمكالمة الهاتفية، بل أرسل نائب وزير خارجيته حاملا رسالة لتوضيح سوء التفاهم الذي وقع فيه، ما جعل الجزائر تتراجع عن تنفيذ تهديدها بقطع العلاقات الدبلوماسية مع جنوب إفريقيا. كما التقى الطرفان مجددا بمناسبة دورة منظمة الوحدة الإفريقية سابقا بأديس أبابا حول إجراءات صلح إضافية. لكن وزير خارجية جنوب إفريقيا آنذاك دافع مجددا عن لقاء مانديلا بأنور هدام واعتبره يدخل ضمن موقف بلاده من الديمقراطية وحقوق الإنسان، لكنه في نفس الوقت اعتبر أن هدام قد أخرج لقاءه بالزعيم الإفريقي من سياقه.
وكان أنور هدام قد أصدر بيانا يعلن عن لقائه مانديلا وطلبه منه أن يتدخل لدى منظمة الوحدة الإفريقية لفرض حل سياسي شامل في الجزائر. لكن مباشرة بعد هذا البيان، تلقى أنور هدام ردا من مدينة بون الألمانية حيث يقيم رابح كبير الذي نفى تمثيل هدام الفيس في الخارج وتمسك بقيادته هو للهيئة التنفيذية لهذا الحزب في الخارج.
الجزائر: م. إيوانوغان
البيت الأبيض محرج من وضعه في خانة الإرهابيين
ريغان منع مانديلا من زيارة أمريكا وبوش رفع الحظر عنه
نعى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية باراك أوباما الزعيم الإفريقي نيلسون مانديلا معتبرا إياه في بيان البيت الأبيض الصادر أمس “مصدر وحي للحرية والعدالة والكرامة الإنسانية”، كما أعطى التعليمات بتنكيس الراية الأمريكية حتى مساء الاثنين القادم حدادا على “الصديق المقرب للولايات المتحدة الأمريكية”.
وجاء في البيان أن “أمريكا ستسعى إلى تكريم ذكراه إلى الأبد”، في إشارة إلى أن ما كان يمثله “ماديبا” من توق للحرية والعدالة الاجتماعية هو جوهر المبادئ التي صنعت وتستمر في صنع الحلم الأمريكي، غير أن العلاقة بين الزعيم الجنوب الإفريقي وأمريكا الرسمية لم تكن على الدوام على هذا النحو من السلاسة، إذ ما تزال سيرة نيلسون مانديلا شاهدة على سوء المعاملة التي تعرض لها من طرف الحكومات الأمريكية المتعاقبة، بل إن الإدارة الأمريكية قررت وضع حزب المؤتمر الإفريقي ضمن قائمة المنظمات الإرهابية، وبالتالي وضع مانديلا باعتباره من قادة الحزب ضمن القائمة الرسمية للإرهابيين الممنوعين من دخول الأراضي الأمريكية، وذلك تضامنا مع حكومة الميز العنصري في جنوب إفريقيا التي سعت لأن تجعل حزب المؤتمر الإفريقي منبوذا في العواصم الغربية، فكان ذلك في عهد الرئيس الأمريكي رونالد ريغان مطلع الثمانينات، الأمر الذي كان يتطلب تراخيص خاصة من الخارجية الأمريكية حتى يتمكن قادة حزب المؤتمر الإفريقي من زيارة مقر الأمم المتحدة في نيويورك، دون التعرض لهم من طرف الأمن الأمريكي الذي كان ينظر لهم على أنهم إرهابيون.
وقد استمر الوضع على ما هو عليه حتى بعد حصول مانديلا على جائزة نوبل للسلام وإنهاء حكم الفصل العنصري، حيث ظل مانديلا ممنوعا من دخول الأراضي الأمريكية إلا بترخيص خاص من الخارجية في حال توجهه إلى الأمم المتحدة، ولم يتغير الأمر إلا مع وصول الرئيس “جورج والكر بوش” إلى الحكم.
حدث ذلك سنة 2008، بعدما صرحت وزيرة خارجية الولايات المتحدة الأمريكية آنذاك كوندوليزا رايس، أن وضع مانديلا ضمن خانة الإرهابيين واستمرار منعه من زيارة الولايات المتحدة “أمر مخجل ومحزن”، وتوالت التنديدات في الولايات المتحدة بعد حصول “ماديبا” على جائزة السلام وتحوله إلى إيقونة السلام عبر العالم، ما دفع الخارجية الأمريكية والكونغرس إلى إعادة النظر في وضع حزب المؤتمر الإفريقي ضمن قائمة المنظمات الإرهابية، لاسيما بعد المصالحة الوطنية في جنوب إفريقيا وإنهاء حكم الميز العنصري، فكان إلغاء التصنيف بمقتضى قانون وضعه رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس “هاورد بيرمان”.
وعلى غرار مارتن لوثر كينغ، أصبح نيلسون مانديلا رمزا لنضال السود ليس في جنوب إفريقيا فقط وإنما في الولايات المتحدة الأمريكية أيضا التي سارعت للاحتفاء بحصول مانديلا على نوبل السلام ودعوته بشكل رسمي من طرف إدارة البيت الأبيض الأمريكي، ليصبح بعد ذلك واحدا من أكثر الشخصيات الحديثة تأثيرا في الحياة السياسية والثقافة الشعبية في الولايات المتحدة الأمريكية، مثلما قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي أكد تأثره بنضال الزعيم الإفريقي وسعيه لتحقيق العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.
الجزائر: ب.سامية / الوكالات
أقوال خالدة لنيلسون مانديلا
خلال محاكمات ريفونيا عام 1964 التي كان يواجه خلالها عقوبة الإعدام، قال مانديلا “لقد حاربت ضد هيمنة البيض وحاربت ضد هيمنة السود، وأثمن قيمة وجود مجتمع ديمقراطي حر يعيش فيه الجميع في تناغم وفي ظل فرص متساوية.. إنها قيمة أتمنى أن أعيش من أجلها وأن أحققها، ولكن إذا ما استدعت الضرورة فإنني مستعد للموت من أجلها”.
وفيما يتعلق بالسجن، قال مانديلا “إن الرجل الذي يسلب من رجل آخر حريته هو سجين للكراهية، وهو محبوس خلف قضبان التحامل وضيق الأفق”. وقال أيضا “في بلادي، نحن نذهب إلى السجن أولا ثم نصبح رؤساء”.
وعن الشجاعة قال مانديلا “تعلمت أن الشجاعة ليست هي غياب الخوف، بل هي القدرة على هزيمته، فالرجل الشجاع ليس الرجل الذي لا يشعر بالخوف، بل هو الرجل الذي يهزم هذا الخوف”. وعن العنصرية، قال “العنصرية هي محنة الضمير البشري”.
وخلال خطابه الافتتاحي عند توليه الرئاسة عام 1994 قال “لن يحدث أبدا أبدا أبدا مرة أخرى في هذه البلاد الجميلة أن يتم قمع طرف بواسطة طرف آخر”.
وفيما يخص بناء الوطن قال مانديلا “في بعض الأحيان تحتاج إلى جرافة، وفي أحيان أخرى تحتاج إلى فرشاة لإزالة الغبار”.
وعن التفاوض مع الأعداء قال “إذا كنت تريد أن تصنع السلام مع عدوك، فيتعين أن تعمل معه، وعندئذ سوف يصبح شريكك”.
وعن الحرية قال “لقد سرت على الدرب الطويل للوصول إلى الحرية، وحاولت ألا أفقد حماسي، ولقد قمت ببعض الخطوات الخاطئة على طول الطريق، ولكنني اكتشفت السر أنه بعد تسلق جبل عظيم، يجد المرء أن هناك جبالا أخرى كثيرة ينبغي تسلقها”.
الوكالات


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.