تتجلى المرأة بكلّ قوّتها ونعومتها في أكثر من صورة بمناسبة الطبعة الرابعة لمعرض الصور تحت عنوان "صورة..امرأة" الذي يحتضنه قصر الثقافة "مفدي زكريا" إلى غاية العاشر من مارس الجاري، بمشاركة فنانين من الجزائر، المغرب، مدغشقر، المغرب، تونس، المالي، إيطاليا وفرنسا ومن تنظيم جمعية "فوكوس". اثنان وأربعون فنانا يعرضون صورهم عن المرأة بمناسبة الاحتفال بعيدها، حيث طُلب منهم عرض صورة واحدة تعبّر عن نظرتهم للمرأة فكان هذا المعرض الذي امتزجت فيه الصور الملوّنة بنظيرتها الملتقطة باللونين الأبيض والأسود. في هذا السياق، قال الفنان المصوّر، مولود عبد الوهاب ل«المساء" إنّه اختار عنوان "الفتاة السجينة" لصورته، لأنّه أراد أن يبرز العراقيل التي تعترض المرأة في حياتها، خاصة فيما يتعلّق بحريتها فصوّر امرأة جالسة خلف قضبان نافذة وتنظر بحزن لحريتها التي تريد أن تصل إليها ولكن هيهات هيهات. وأكّد الفنان أنّ اعتماد المصوّر على تقنيات "الفوتوشوب" وتقنيات أخرى تساهم في إبراز بصمته الفنية وليس العكس، أمّا الفنانة المصوّرة بورنان ألموت، وهي ألمانية متزوّجة بجزائري، فأبت إلّا أن تظهر الدور الريادي للمرأة في تربية الأجيال من خلال صورة لامرأة تعلّم الرسم لطفل. وركّز العديد من الفنانين المصوّرين على المرأة التي ترتدي الحايك، فالتقط غوسناك فيلي من تونس، صورة امرأة ترتدي الحايك جالسة على مقعد وتدير ظهرها لعدسة المصوّر، ومع ذلك تشعر أنّها مهمومة وتعبة من مشاغل الحياة التي لا تنتهي. أما سعدو فاتح من بجاية، فصوّر امرأة ترتدي الحايك دائما ولكنّها تقف في مكان عال وتقابل مدينة العاصمة. وفي هذا السياق، التقط يانيس بن رمضان، صورة لامرأة بالحايك وهي تصعد سلالم القصبة العتيقة، أما عند آيت محند واعمر وليد فهي تحمل قفّة يبرز منها الخبز والحشيش وتنظر إلى عدسة المصوّر بدون تردّد، بيد أنّ شايب حسان، اختار تصوير امرأة عجوز ترتدي نفس الزي التقليدي وتحمل حقيبة نسوية. أما إيمان طعان فاختارت تصوير امرأتين شابتين وهما تبتسمان، في حين التقط عليواش مختار صورة جماعية لنساء بالحايك وهن يقمن بمسيرة في العاصمة. ودائما مع اللباس التقليدي، اختارت نوارة داداش، اللباس القبائلي فالتقطت صورة لامرأة ترتدي هذا الزيّ وهي تقوم بملء جرتها بالماء. أما كسوري عدودة فصوّر بنات جميلات يرتدين الزي القبائلي وينتظرن أمام بيت بإحدى القرى، أما سياب سفيان فالتقط صورة لامرأتين ترتديان الزي القسنطيني، بعيون يزيّنها الكحل. بالمقابل، اختار بلال فلفول أن يرسم امرأة الحدائق من خلال صورة وضع فيها أوراقا في شكل عينين وفم وزيّنها بزهرة، أما بحري عبد الحق فالتقط صورة لامرأة ترتدي السواد وترقص تحت عنوان "بالأمل ارسم طريق نجاحي"، بيد أن لعيسيس أيوب، اختار عنوان "امرأة الصحراء" لصورته حيث التقط صورة لامرأة تخفي نصف وجهها وتبرز حلّيها، في حين صوّرت الفرنسية ساندرين لوبوايي، امرأة جميلة تبرز فتنة عينيها. ودائما مع المرأة، نجد عجوزا تحضن معزاة في صورة بن هشاني فتيحة تحت عنوان "نساء الأوراس". أما في صورة بونعاس بسمة، فتظهر المرأة تطبخ الخبز في فناء البيت، بينما تحمل أخرى حطبا فوق رأسها في صورة الفنان آلي بارو من باماكو، كما التقطت الفنانة المصوّرة حمدية تراوري من مالي صورة لامرأة تعيش الكفاف ولكن السعادة لا تفارق مبسمها، وهي نفس السعادة التي تنبثق من شابة في صورة عبد الرؤوف فورار بعنوان: "تقاليد المرأة الحرة".