تواصل الدبلوماسية الغربية مساعيها لتمكين الفرقاء اللبنانيين من تجاوز عقدة انتخاب الرئيس وانهاء الأزمة السياسية القائمة في لبنان منذ أكثر من عام· فبعد فرنسا لم تشأ الولاياتالمتحدةالأمريكية البقاء على الهامش وأوفدت أمس مساعد وزيرة الخارجية المكلف بالشرق الأوسط دفيد ولش الى بيروت في زيارة مفاجئة حيث أجرى لقاءات مع مختلف المسؤولين اللبنانيين· وقال ولش فور وصوله الى بيروت أن بلاده ترى أنه حان الوقت لانتخاب رئيس جديد للبنان· وأضاف أنه يجب على كل النواب أن يقوموا بواجبهم ويحضروا جلسة التصويت المقررة يوم غد الاثنين لانتخاب الرئيس· وتدرك الولاياتالمتحدة خطورة بقاء منصب رئيس الجمهورية اللبنانية شاغراً في بلد لم يعرف الاستقرار لأكثر من سنة· ويأتي هذا التخوف من منطلق إمكانية انتهاء الدورة الخريفية للبرلمان اللبناني نهاية هذا الشهر دون التوصل الى انتخاب رئيس جديد للبنان وهو مايعني إطالة أمد الأزمة التي تزداد تعقيدا مع كل تأجيل لجلسات التصويت لإنتخاب الرئيس· والسؤال المطروح هل ستتمكن الدبلوماسية الأمريكية من تحقيق ماعجزت عنه الدبلوماسية الفرنسية لاسيما في ظل مواقف واشنطن المنحازة الى جانب حكومة السنيورة المناهضة لسوريا· وكان فشل وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير في أكثر من محاولة لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء اللبنانيين تأكيد على استمرار الأزمة وذلك رغم العلاقة "الحميمية" التي تربط باريس ببيروت· وهو ماجعل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يعتبر جلسة التصويت المقررة غدا الاثنين آخر فرصة لإنهاء حالة الاحتقان السياسي في هذا البلد· وقال الرئيس ساركوزي أن كل من يتحمل مسؤولية اجهاض هذه الفرصة سيعزلون أنفسهم عن بعض الدول وفي مقدمتها فرنسا·غيرأن كل التوقعات تؤشر الى إمكانية تأجيل جلسة الغد الى موعد آخر في ظل بقاء هوة الخلاف بين أطراف المعادلة السياسية اللبنانية والذين إن استطاعوا التوصل الى أرضية توافقية حول اسم الرئيس الجديد إلا أن كيفية اجراء التعديل الدستوري الذي يسمح بانتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للبلاد ومرحلة مابعد انتخاب الرئيس شكلت أهم نقاط الخلاف بين هؤلاء