تراجع إنتاج العسل بولاية جيجل خلال موسم الجني لفصل الصيف الأخير، بنحو الثلث، حسبما صرح بذلك، أول أمس، مهنيون في هذه الشعبة. وأفاد لعيرج علي، مدير تعاونية تربية النحل بالولاية، في هذا الصدد، بأن موسم الجني لصيف 2021، كان "استثنائيا" من حيث تراجع المنتوج الذي وصل إلى أدنى مستوياته مقارنة بالسنوات الفارطة. وأضاف أنه تم تسجيل جني ما بين 3 و5 كلغ من العسل في الخلية الواحدة، بعد أن كانت تتعدى 10 إلى 15 كلغ للخلية؛ ما يعني انخفاض المحصول إلى الثلث أو أقل. وأشار إلى أن هناك عدة أسباب ساهمت في هذا التراجع، على غرار ضعف تساقط الأمطار، مما انعكس على عملية الإزهار، فضلا عن قيام بعض الفلاحين برش المبيدات بطريقة عشوائية على الأشجار وقت الإزهار؛ ما تسبب في نفور النحل منها، ناهيك عن الرمي العشوائي للنفايات، وانتشار المفرغات العمومية في الغابات؛ ما انعكس سلبا على عملية رعي النحل الذي يفضل الأماكن النظيفة. ومن جهته، ذكر نور الدين بريغن، مربي نحل وأستاذ في التكوين المهني، أن محصول العسل لهذا الموسم تراجع بشكل ملحوظ بسبب قلة الأمطار في فصل الربيع؛ ما أثر حسبه على كمية الرحيق المتواجدة بالأزهار، فضلا عن ظاهرة كثرة الضباب التي عرفتها المناطق الجبلية في شهر ماي الماضي؛ ما أعاق عملية رعي النحل. وأبرز، بدوره، المربي أحمد بوجريو صاحب مستثمرة لتربية النحل ببلدية أولاد رابح، أن انخفاض منتوج العسل هذا الموسم راجع كذلك إلى الانخفاض المفاجئ في درجات الحرارة في فصل الربيع؛ ما أدى بالنحل إلى استهلاك المخزون في الخلايا، إضافة إلى بعض الأمراض الفطرية التي أدت إلى اختفاء الأزهار التي يعتمد عليها النحل في جمع الرحيق. كما أشار هذا المهني إلى تسجيل زيادة في سعر عسل النحل عند بعض المنتجين؛ بسبب قلة العرض؛ إذ تراوح سعر الكيلوغرام الواحد ما بين 5 آلاف دج و6 آلاف دج للتر الواحد. ومن جهتها، أكدت مديرة المصالح الفلاحية فضيلة آكلي في تصريح سابق، أن مردود عسل النحل هذا الموسم، عرف تراجعا ملحوظا بسبب عدة عوامل طبيعية، خاصة الحرائق الأخيرة التي عرفتها الولاية شهر أغسطس المنصرم، حيث تم تسجيل إتلاف أزيد من 630 خلية نحل مملوءة، و127 خلية فارغة. وطمأنت المسؤولة مربي النحل، بتعويض النحالين الذين تضررت خلاياهم، "في شهر أبريل من سنة 2022".
