أكّد أدباء وشعراء ومختصون من موريتانيا، أوّل أمس الجمعة، أهمية الحفاظ على الثقافة الحسانية باعتبارها إرثاً أدبياً وشعرياً ومعرفياً مشتركاً بين الجزائروموريتانيا. وأجمع المتدخّلون بفضاء فلسطين "غسان كنفاني"، على غنى وتعقيد الموسيقى الموريتانية، التي تمثل مزيجاً من التقاليد العربية والأمازيغية والإفريقية جنوب الصحراء، مع استخدام الشعر المغنى والآلات التقليدية، معتبرين اللهجة الحسانية نقطة التقاء ثقافية تعكس الهوية المشتركة والتقاليد المتوارثة بين الجزائروموريتانيا. في هذا السياق، أشار رئيس الاتحاد العالمي للأدب الحساني، الشاعر الدوه ولد بنيوك، في ندوة "الأدب والموسيقى، القواسم المشتركة بين موريتانياوالجزائر" ضمن البرنامج الثقافي المرافق لصالون الكتاب، إلى أنّ هذه الثقافة تمثل إرثاً شفوياً عريقاً، وأن صالون الجزائر الدولي للكتاب يشكّل فرصة لتعريف الأجيال الجديدة بهذا التراث الغني من خلال الأدب والشعر والموسيقى والفنون الشعبية ذات الأبعاد العربية والإفريقية. وشدّد على ضرورة توثيق الثقافة الحسانية وصون هويتها، مثمّناً دور الجزائر في احتضان تظاهرة "الجزائر عاصمة الثقافة الحسانية 2025"". من جهته، أوضح الكاتب أحظانا محمدو أنّ الشعر يمثّل عنصراً أساسياً يعكس تقاليد المنطقة وطقوسها، ويبرز الجماليات الأدبية والفنية والحكايات والملاحم الشعبية، مع التأكيد على تشابه البنية الموسيقية بين البلدين في المقامات والإيقاعات والآلات التقليدية مثل التيدينيت والأردين، ودور المرأة في صيانة الهوية الثقافية. بدوره، أوضح المختص في التاريخ ددود ولد عبد الله أنّ مناطق توات والحمادة وتندوف كانت نقاط تلاقي بين الجزائروموريتانيا عبر قوافل الحجّ والتجارة والزوايا، وأنّ الشعر والموسيقى الموريتانية تأثّرت بالمدوّنة الجزائرية عبر العصور. فيما أكّد الباحث محمد عينينيا أنّ التراث الحساني يعكس تاريخ وثقافة سكان الصحراء الكبرى، ويُحفظ عبر الاحتفالات والطقوس والحكايات الشعبية، بينما أبرز دجاكيني الشيخ سيك عمق الروابط الثقافية بين البلدين من خلال اللقاءات المتكرّرة بين الشعراء والمؤلفين.