انطلقت أول أمس بالمسرح الوطني، فعاليات الطبعة الثانية من المهرجان الثقافي الدولي للرقص المعاصر، بمشاركة 14 دولة و12 فرقة جزائرية.التظاهرة تعرف فتح ورشات عمل مشتركة يؤطرها محترفون أجانب، كما ستشهد تقديم محاضرات ولقاءات خاصة بتاريخ تطور هذا الفن عبر العالم. افتتح الفعاليات رسميا ممثل وزيرة الثقافة، السيد نور الدين لرجان، الذي قرأ بالمناسبة كلمة الوزيرة، التي جاء فيها ''أن أرض الجزائر كانت دوما ركحا للرقص، رقص يشهد على عراقة تقاليدنا، فإيقاع المواسم واللحظات الرائعة من حياة البشرية الاجتماعية والدينية وحتى إحياء ذكرى استعادة استقلال وجدت تعبيرها الحقيقي في الرقص الجزائري بألوان وأشكال متعددة ولكنها عميقة بمعنى واحد يعبر عن انتمائها لهذه العالمية''. وتضيف الوزيرة في كلمتها أنه ''من خلال ورشة الرقص المعاصر التي ستحتضنها الجزائر، قمنا بدعوة فنانين وأمم يتقاسمون قناعتنا بأن المعاصر يتجدد كل يوم، ولأن المعاصر، والرقص المعاصر هما من إبداع الشباب المطالب بالاعتناء به، قررت الجزائر التكفل الكامل بمتطلباته وجعله من الأولويات لتحقيق طموحاته وتطلعاته وذلك بتوفير الموارد المالية اللازمة لتكوينه وتطوير مهاراته''. وتم خلال حفل الافتتاح تكريم السيدة فاطمة ناموس الرئيسة الشرفية للمهرجان، عرفانا بمشوارها الطويل في التأسيس لفنون العرض والرقص بالجزائر. تكريم خاص حظيت به محافظة المهرجان، السيدة مباركة قدوري، التي رأت في هذا الموعد لمّا لشمل المواهب والطاقات من مختلف أرجاء العالم، وتجسيدا لشعار ''التقارب'' بين الاختلاف والخصوصيات، وراهنت في كلمتها على العرض المشترك الذي سيخرج من الورشات المقامة والذي سيختتم به المهرجان مساء يوم 23 ديسمبر الجاري. البرنامج الفني للافتتاح كان مغردا ومتنوعا نشطته فرقة الرقص لدار الثقافة بسعيدة، والتي تأسست هذه السنة وتتكون من شباب هواة، تلتها فرقة ''بربارة التيسمو'' من إيطاليا وهي عبارة عن مركز للتكوين في فن المسرح والرقص المسرحي، وقد تميز عرضها بحركات وتقنيات جسدية مضبوطة تعبر عن مكنونات الجسد الذي هو البطل الأول في العرض. لم يكن حفل الافتتاح ممكنا دون حضور البالي الوطني الذي يمثل خبرة عمرها 39 سنة، وتميز عرضه بلمسة شعبية تعبر عن التزاوج بين العصرنة والتراث، وكان العرض مشتركا مع التعاونية الفنية والثقافية ''واش'' من العاصمة التي تأسست سنة 2006 والتي تنشط في مجال الرقص. اختتم الحفل بعرض لجمعية ''نجوم الديوان'' لسيدي بلعباس، التي قدمت طابعا عربيا افريقيا ومزيجا من القمبري، القرانيب والقرقابو، هذه الفرقة التي نشرت هذا الفن المتميز ذي الأعراق المختلفة عبر مشاركاتها في مختلف القارات. قبيل الافتتاح التقت ''المساء'' ببعض أعضاء فرقة الرقص الحديث من العراق، التي أشار رئيسها السيد محمد مؤيد، إلى أنه سيشارك بعرض من اخراجه بعنوان ''النائمون والطوفان'' التي تتناول الصراع الأزلي بين الخير والشر عبر التاريخ بما فيه فترة الطوفان، ويكشف العرض الدوافع التي تؤدي إما إلى الخير أو الشر وذلك من خلال فعل الجسد. السيد مؤيد أشار أيضا إلى أن هذه المشاركة هي الثانية له بالجزائر، حيث زارها العام الماضي للمشاركة في ورشة عمل بمدرسة فنون العرض ببرج الكيفان.. علما أنه مختص في ''التصميم الحركي وتوظيفه في العرض المسرحي''. أما بطلة ''النائمون والطوفان'' الفنانة شيماء جعفر، فتحدثت ل''المساء'' عن دورها المتمثل في جانب الخير الذي تحاول أن تفعله. هذا العرض ذو طابع عصري بحت ماعدا في ناحية ابراز طقوس العزاء التي تصور العادات العراقية (المسلمة)، خاصة في الظروف التي يعيشها العراق. للتذكير، تشارك في هذه الطبعة كل من اسبانيا، كوت ديفوار، الولاياتالمتحدة، فرنسا، جورجيا، العراق، إيطاليا، لبنان، مالي، المغرب، السويد، سوريا، تونس، البرتغال، أما فلسطين والصحراء الغربية فهما ضيفا شرف التظاهرة.