أحيا الفلسطينيون، أمس، في كل مناطق وجودهم بالأراضي المحتلة وفي مخيمات اللجوء بالدول المجاورة الذكرى ال 36 ليوم الأرض في رسالة تأكيد وتحد باتجاه المحتل الصهيوني بتمسكهم بأرضهم وبحقهم في العودة إلى منازلهم وقراهم التي هجروها منذ عقود من الزمن بقوة الحديد والنار. ومن الضفة الغربية مرورا بقطاع غزة وصولا إلى القدسالمحتلة وحتى الأردن ولبنان وعواصم عربية مختلفة، خرج العشرات الآلاف من الفلسطينيين والمتضامنين مع القضية الفلسطينية في مظاهرات واعتصامات ومسيرات لإحياء هذه الذكرى التي تأتي في وقت تصاعدت فيه مخاطر التهويد بمدينة القدسالمحتلة وضد المسجد الأقصى المبارك. واندلعت مواجهات عنيفة بين الفلسطينيين المتظاهرين وقوات الاحتلال على مشارف مدينة القدسالمحتلة وبالتحديد عند حاجز ''قلنديا'' العسكري الذي شهد التئام العشرات من أبناء الشعب الفلسطيني ضمن ''المسيرة العالمية إلى القدس'' بمناسبة الذكرى ال 36 ليوم الأرض. وأصيب العشرات من الفلسطينيين بحالات اختناق جراء إطلاق قوات الاحتلال لقنابل الغاز المسيل للدموع فيما رد هؤلاء برشق أفراد الحاجز والقوة الموجودة بالحجارة. وكانت ''اللجنة الدولية للمسيرة العالمية إلى القدس'' قد بدأت منذ شهرين العمل على تنظيم مسيرة عالمية تحت شعار ''الحرية للقدس'' واختارت يوم 30 مارس الذي يوافق هذا العام إحياء هذه الذكرى لتنطلق من الضفة الغربية وقطاع غزة وسوريا ولبنان والأردن تجاه الحدود مع إسرائيل بمشاركة نحو مليوني شخص جاؤوا من حوالي 80 دولة. وهو ما جعل قوات الاحتلال تسارع إلى فرض إغلاق شامل على الضفة الغربية ومناطق محتلة أخرى لمدة 24 ورفعت مستوى التأهب في صفوف جيشها كما كثفت من وجود عناصر قواتها الأمنية بمحيط الحرم القدسي الشريف، كما لم تسمح إلا للرجال من سن الأربعين وما فوق من حملة بطاقات الهوية الزرقاء بدخول الحرم. وإذا كان الفلسطينيون بالأراضي المحتلة قد تحدوا جيش الاحتلال ككل مرة، فإن أولئك الموجودين في مخيمات اللجوء في الأردن ولبنان وسوريا خرجوا بدورهم بالآلاف ليؤكدوا تمسكهم بأرضهم وموطنهم الأصلي. واعتصم ما لا يقل عن 15 ألف متظاهر من بين أعضاء من المعارضة الأردنية الإسلامية ونقابيين بكفرين قرب البحر الميت رافعين الأعلام الفلسطينية والأردنية وشعرات تتمسك ب ''تحرير القدس وتحرير فلسطين''، مرددين ''إلى القدس سنصل''. والوضع نفسه عاشه جنوب لبنان، حيث خرج المئات من الفلسطينيين واللبنانيين في مسيرات وسط حراسة أمنية مشددة لإحياء ذكرى يوم الأرض. وبهذه المناسبة، أكدت سفارة دولة فلسطين بالجزائر على أهمية أن تكون ذكرى يوم الأرض مناسبة وحافزا لإنهاء الانقسام في الصفوف الفلسطينية، وأكدت في بيان لها أنه ''لن يكون سلام ولا تعايش مع الكيان الصهيوني على الأرض الفلسطينية إلا بانتزاع الحقوق الوطنية المشروعة''. وذكرت بأن المناسبة تتصادف مع مرحلة ''يخوض فيها الفلسطينيون معركة على كل الأصعدة داخل وخارج الوطن''، مشيرة إلى طلب الانضمام إلى الأممالمتحدة كدولة كاملة العضوية. وبينما دعا مفتي فلسطين إلى ضرورة وضع حد لاقتحام الجماعات اليهودية المتطرفة لباحات المسجد الأقصى المبارك ومحاولات تدنيسه المستمرة، دعا المجلس الوطني الفلسطيني ''أبناء الشعب الفلسطيني وفصائله لتعزيز أشكال المقاومة الشعبية بوصفها تجربة نضالية حققت النجاح على أرض الواقع في تثبيت الفلسطيني على أرضه ووطنه''، وأكد على ''الحق في الاستمرار في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي''. يذكر أن يوم الأرض الموافق للثلاثين مارس من كل سنة يأتي إحياء لذكرى هبة الجماهير الفلسطينية في الجليل والمثلث والنقب عام 1976 للدفاع عن أرضهم وكرامتهم حيث تصدوا لقرارات الحاكم العسكري الإسرائيلي بمصادرة مساحات شاسعة من أراضيهم.