يتحدث مسؤول الأمن السابق الحاج محمد الطاهر، في هذا الجزء من شهادته، عن دور الجزائر في تحرير الرهائن الأمريكيين في لبنان، وفي حل أزمتي الطائرتين المختطفتين الأمريكية والكويتية. ويكشف حقائق عن أسرار المفاوضات مع الأطراف الخاطفة سواء في لبنان أو الجزائر، والمشاركين فيها والمتابعين لمختلف مراحلها، وتفاصيل أخرى تجدونها في المتن أدناه . هل طلبت الولاياتالمتحدة رسميا من الجزائر التوسط لتحرير رهائنها في لبنان؟ لا يمكن أن نصفه بالطلب الرسمي، ولكن أؤكد أن الولاياتالمتحدةالأمريكية، طلبت من الدولة الجزائرية السعي لمحاولة إطلاق سراح رهائنها الأربعة المحتجزين في لبنان. كيف جرت التدخلات الجزائرية لإطلاق سراح الرهائن؟ كلفت بالتنقل إلى بيروت، والبحث عن الرهائن الأمريكيين بينما كانت لبنان في حالة حرب أهلية. وعند وصولي قمت بكافة الاتصالات الممكنة مع الأطراف الوطنية اللبنانية خاصة حركة “أمل” التي كانت قد بدأت في القيام بعمليات تستهدف الاحتلال الصهيوني. وزرت الصديق الأستاذ نبيه بري، أمين عام حركة “أمل”، وأبلغته عن وجود أربعة أمريكيين مخطوفين في لبنان، وطلبت منه التدخل لإطلاق سراحهم. فكان رده أن حركة “أمل” لا تقوم بأعمال من هذا النوع، وأقسم لو أن المخطوفين عند حركته لسلمهم لنا. وفي لقاء ثان معه، كلف أحد المسؤولين في أمن حركة “أمل” بأن يقوم باتصالات مع شباب يعتقد أنهم مسؤولون عن اختطاف الأمريكيين الأربعة. وهو مسؤول أعرفه جيدا، فزرته في بيته حيث تربطني صداقة مع كل قيادات المقاومة في حركة “أمل”. وبالفعل قام باتصالات مع أحد الشباب المنتمين لتنظيم “المضطهدون في الأرض”. وبعد لقاء أو لقاءين تناقشنا فيهما حول مسائل سياسية، وأدليت برأي في التعامل مع هذه القضية، توصلت إلى إقناعه بقبول وساطتنا في إطلاق سراح الرهائن. فاعترف لي بأنهم يحتجزون أربعة أمريكيين وسعودي. فطلبت منه أن يسلم لي دليلا ملموسا على وجود الرهائن كصور أو تسجيل فيديو لأنقله إلى الأمريكيين وأعرض عليهم مطالب التنظيم، فسلمني شريط فيديو يظهر الرهائن الأربعة يمسكون صحيفة يومية بتاريخ ذلك اليوم، ويطلبون من الرئيس الأمريكي ريغن التدخل لإنقاذ حياتهم من الموت. فجلبت التسجيل وسلمته للقيادة، وأظنه سلم بعد ذلك للسلطات الأمريكية. وحول ماذا تركزت مطالب الخاطفين؟ انسحاب العدو الصهيوني من الأراضي اللبنانية،
