أضحت شلالات التراغنية بضواحي تنس (55 كم شمال الشلف)، إحدى الوجهات السياحية المفضلة لدى المصطافين الذين وجدوا بها جمالا طبيعيا خلاّبا واصطيافا من نوع آخر ملؤه التحدي والمغامرة خاصة من خلال المسالك الصعبة المؤدية إليها. ويتوافد على هذه المنطقة، التي تجمع بين خضرة الغاب ومياه عذبة تنهمر من أعلى الشلال وتخرج من بين المنحدرات الجبلية، عائلات وشباب فضلوا اكتشاف التخييم بهكذا مناطق في مشهد خارج عن المألوف ينم عن تطور الوعي السياحي لدى المواطن وحبّه لاكتشاف مثل هذه الأماكن الجميلة المنتشرة عبر الوطن. وتعد شلالات التراغنية منطقة طبيعية عذراء يلج إليها الزوار عبر إحدى الممرات الغابية على مستوى الطريق الوطني رقم 11، وفيما كانت في وقت سابق حكرا على أبناء المنطقة أضحت اليوم قبلة لسياح من مختلف ولايات الوطن، حيث لا يحط مصطاف الرحال بشواطئ تنس إلاّ ويقوده الفضول للتوجه نحو شلالات التراغنية ويشيد مراد بجمالية وجاذبية شلالات التراغنية . وقال عبّاد (من الجالية الجزائرية في المهجر) الذي اكتشف شلالات التراغنية عن طريق أحد أصدقائه من بلدية بوقادير، أن هذا الموقع مظهر من مظاهر إبداع الخالق التي ينبغي أن تحظى بالاهتمام وتحول لوجهة سياحية بامتياز بما يعود بالنفع على الولاية ودعم المجال السياحي في الجزائر. وتضمن شلالات التراغنية لزائرها جوا استوائيا أقل رطوبة ومنظرا جميلا لتدفق المياه وتناثر قطراتها في حين تبقى الكهوف والنقوش الصخرية التي رسمتها الطبيعة بفعل التقادم الزمني مدعاة لالتقاط صور تذكارية تخلّد رونق المكان ومرورك من هنا. ويعرف هذا الموقع الطبيعي الخلاّب كل موسم الصيف إقبالا ملفتا للزوار والجمعيات السياحية، الثقافية والرياضية ويبقى هذا الموقع الذي يستهوي عشاق القفز من الشلال ومختلف فئات المجتمع الباحثة عن اكتشاف السياحة الجبلية مهددا بالتلوث البيئي نظير النفايات التي تُخلف هنا وهناك والتي تُنغص وتفسد راحة قاصديه أيضا، إذ يدعو في هذا السياق رضوان (من أهل المنطقة) الجميع إلى التحلي بسلوكات حضارية والحفاظ على المكان وتنظيفه الدوري، آملا أن تلتفت السلطات المحلية وتثّمن هذا الموقع وتستثمر فيه