أسدل الستار على ليالي صيف 2016 بقسنطينة

صابر الرباعي يحيي ليلة استثنائية بقاعة أحمد باي
عاش جمهور قاعة أحمد باي بقسنطينة ليلة الأحد إلى الاثنين سهرة استثنائية نشطها أمير الطرب العربي الفنان التونسي صابر الرباعي الذي أبدع في تأدية أغاني رددها الجمهور الحاضر في تناغم كبير، رسم من خلاله لوحة فنية مزجت بين الطبوع الغنائية الجزائرية والتونسية والشرقية.
وأسدل المطرب التونسي الكبير صابر الرباعي الستار أول أمس على حفلات قاعة العروض الكبرى أحمد باي بعد توقيعه على سهرة الليلة التاسعة عشر التي كانت استثنائية بامتياز وعبرت عن مدى ارتباط الجمهور القسنطيني الذي عاد بقوة إلى قاعة أحمد باي بالفن الأصيل، والأغاني الراقية التي يحفظها عن ظهر قلب ورددها بإتقان مع المطرب التونسي الذي ظهر أنه استمتع بتفاعل الجمهور، وذلك من خلال تصرفاته العفوية فوق خشبة المسرح، وتلبيته للكثير من رغباته. وعلى خلاف الكثير من الحفلات السابقة بدأ توافد الجمهور على قاعة الحفلات أحمد باي بقسنطينة بأكثر من ساعة كاملة على موعد الحفل، واستمر التدفق على القاعة الكبرى إلى غاية انطلاق السهرة حوالي الساعة الحادية عشر ليلا، مع حضور مكثف حتى النهاية بعد الساعة الواحدة فجرا، كما عرفت السهرة تواجدا كبيرا لبعض أفراد الجاليات العربية بقسنطينة، وبالإضافة إلى بعض العائلات التونسية والسورية، كا سجل وجود مصريين بالقاعة، إلى جانب بعض الرعايا من دولة اليمن.
وبمجرد اعتلاء المطرب صابر الرباعي ركح المسرح التهبت القاعة بهتاف الجمهور، حيث لاق المطرب التونسي ترحابا حارا، كان بمثابة الدفع القوي للحفلة التي انطلقت بقوة، حيث ردد الحضور أغان كثيرة على غرار «يهديك ربي»، «أتحدى العالم كلو»، «عزت نفسي» ومقاطع من أغنية «قدك المياس» للمطرب السوري الكبير صباح فخري.
وقد اشتعلت القاعة بحماس مئات الحاضرين بعد رفع صاحب أغنية «سيدي منصور» للعلمين الجزائري والتونسي، وذلك تعبيرا منه عن الحب الكبير للجزائر وشعبها، والارتباط الكبير بين البلدين، قبل أن يواصل في أداء أجمل أغانيه القديمة والجديدة على غرار «عز الحبايب»، «يا عسل» و»ع إلي جرى»، كما نزل «السوبر ستار» التونسي عند رغبة الجمهور الحاضر عندما أدى الأغنية التونسية «برشا برشا». عبد الله بودبابة
أصداء من الحفل
الحفلة عرفت حضورا لافتا للجالية العربية من سوريا ومصر واليمن عبر عدد منهم للنصر عن إعجابهم بمستوى التنظيم والحركية الثقافية التي تشهدها الجزائر من حفلات أحياها نجوم عرب كما انبهروا بفخامة قاعة أحمد باي.
مجدي نجيب مهندس (مصر)
لم أكن أتوقع وجود أماكن راقية في الجزائر مثل هذه القاعة
بصراحة لم نكن نتوقع ما شاهدناه اليوم، أول مرة أحضر حفلة موسيقية، وقد انبهرت من النظام هنا، سواء من حيث نظافة المكان، ضخامة القاعة والحراسة والأمن، أنا مبهور جدا لما شاهدته.
حضرت اليوم رفقة عائلتي وقد تمت معاملتنا باحترام شديد ولباقة كبيرة، لم أحس أني خارج مصر، ولو كنت في بلدي لتمت معاملتي بمثل ما وجدته اليوم هنا بقسنطينة، وهذا قد حفزني على العودة مرة أخرى إن شاء الله، صراحة لم أعتقد أن العائلات الجزائرية تستمتع في أماكن راقية مثل هذه القاعة، كما أن حفلة اليوم كانت رائعة وقد جعلتنا نعيش حلما جميلا.
أميرة شفيق ربة بيت (مصر)
سهرة مميزة ستبقى راسخة في أذهاننا لسنوات
أنا أحب الجزائر وما شهدته اليوم في الحفلة يحفزني على القدوم مستقبلا، بصراحة سهرة اليوم مع الفنان التونسي صابر رائعة، كما أن المكان راق جدا وقد قضينا أوقاتا مميزة ستبقى راسخة في ذاكرتي لسنوات طويلة، صراحة استمتعت كثيرا شأني شأن كل العائلات التي حضرت اليوم. شخصيا أول مرة أحضر حفلة في الجزائر، لم أتوقع أن تكون الأجواء بمثل هذه الروعة، لقد استمتعت كثيرا رفقة زوجي وأولادي، كما أنني أتمنى أن أحضر حفلات أخرى مستقبلا هنا بمدينة قسنطينة ومدن أخرى، صراحة عشت حلما كبيرا الليلة، وما عشته فاق توقعاتي كثيرا.
فؤاد مولود خريج معهد طب الأسنان (اليمن)
وجدنا معاملة خاصة من المنظمين
بصراحة لم أرد تفويت حفلة صابر الرباعي، وقد حضرت رفقة العديد من الطلبة اليمنيين للقاعة للترويح عن أنفسنا وللاستمتاع بأغاني الطرب، وصراحة أنا أشكر القائمين على تنظيم هذه الحفلات وأتمنى أن يستمروا في مثل هذه المبادرات.
كما أود أن أقول أن التنظيم طوال هذه التظاهرة كان ممتازا للغاية، بدليل عدم وقوع أي مشكل، كما أن العائلات كانت مرتاحة هنا، زيادة على هذا فقد وجدنا معاملة خاصة من طرف المنظمين الذين سهلوا علينا الاندماج، وكأننا جزائريون ولم نحس أبدا بالفرق أو بالغربة، في الجزائر لم نشعر أننا بعيدين عن بلادنا ولا أستطيع أن أصف لك شعوري.
صابر الرباعي في ندوة صحفية
الفنانون يتجنبون الخوض في القضايا السياسية تخوفا من ردة فعل الجمهور
أوضح الفنان التونسي صابر الرباعي أن معظم الفنانين يتجنبون الخوض في السياسة لتخوفهم من ردة فعل سلبية من الجمهور، كما اعتبر أن برامج مسابقات الغناء ساعدت الكثير من الأسماء في الظهور واختصار الوقت والجهد، كما عاد إلى ظهور مواطنته محرزية الطويل، في حين رفض التعليق على قضية إعادة المغني المغربي سعد لمجرد لأغنية المرحوم كمال مسعودي «يا الشمعة».
وصرح أمير الطرب العربي الفنان صابر الرباعي خلال الندوة الصحفية التي نشطها، سهرة أول أمس، على هامش الحفل الذي أحياه بقاعة العروض الكبرى أحمد باي بقسنطينة، أن معظم الفنانين يتجنبون الخوض في السياسة، مضيفا في إجابته على سؤال النصر، أن الفنان يهتم كثيرا بالسياسة شأنها شأن النواحي الأخرى للمجتمع، ويبدي رأيه في الكثير من المواضيع الاجتماعية والاقتصادية، لكونه مواطنا في الأخير وينتمي إلى بلده ، معتبرا أنه على الفنان أن يأخذ الأمور بمسؤولية كبيرة، وذلك لأنه إذا كان التصريح خارج الموضع أو بجرأة كبيرة يمكن أن يؤدي إلى تغيير نظرة الجمهور للفنان، ولهذا يتجنب أغلب الفنانين الخوض في هذه المسائل.
أما عن الفنانين الشباب الذين يتم تقديمهم عن طريق مختلف برامج الغناء على المستوى العربي، قال صابر الرباعي أن الكثير من الأسماء أصبحوا نجوما في وقت قصير على غرار الفلسطيني محمد عساف نجم برنامج «أراب آيدل» ويسرا محنوش، مؤكدا أنه على هؤلاء النجوم أن يثبتوا في البداية جدارتهم وقوة أصواتهم في بلدانهم أولا ثم الوطن العربي، ولو أن البروز على المستوى العربي في السنوات الأخيرة أصبح أسهل بكثير بسبب التأثير الإعلامي وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي، رغم إقراره أنه من غير المعقول أن يكون الجميع نجوما، حيث من المحتمل أن يقتصر الأمر على أربعة أو خمسة أسماء فقط.
وعن النجاح الكبير الذي حققته مواطنته محرزية الطويل في النسخة الأخيرة من برنامج «ذو فويس» على قناة «أم بي سي» أوضح صابر أنها نالت فرصة كبيرة لإثبات جدارتها وقوة صوتها، وقد تمكنت من تأكيد أنها من بين أهم الأصوات النسائية على مستوى الوطن العربي، شأنها في ذلك شأن المصرية «مروى ناجي» التي برزت في النسخة الثانية من البرنامج، معترفا بأن مسيرة محرزية الطويل في تونس ومشوارها هناك سمح لها بأن تختصر الكثير من الوقت وتبرز أكثر على المستوى العربي وتتدارك تأخرها، ليضيف، أن محرزية من بين الأصوات الكبيرة التي لا تحتاج لتبرير تواجدها في الساحة الفنية.
وبخصوص قيام المغني المغربي سعد المجرد بإعادة أغنية الفنان الجزائري المرحوم كمال مسعودي «الشمعة» واعترافه بذلك مؤخرا في مهرجان قرطاج بتونس، نفى صابر اطلاعه على الموضوع كما رفض الخوض فيه أو الإدلاء بأي تصريح، واكتفى بالتعبير عن حرصه على ضرورة احترام أصحاب الحقوق الفنية والمعنوية للأشخاص.