غالبا ما يكون فصل الصيف فرصة لأغلب العائلات لتغيير بعض العادات والبحث عن هواء جديد من خلال التنقل إلى مناطق أخرى في رحلة للاكتشافات وقضاء بعض الأوقات أمام أمواج البحر، خاصة أمام ارتفاع درجات الحرارة التي تُميز هذه الفترة من السنة. تختلف الوسائل التي تستخدمها العائلات والأشخاص بصفة عامة لقضاء عطلة الصيف، خاصة فيما تعلق بالإيواء، حيث أنه إذا كان البعض يفضل الحجز على مستوى الفنادق بالمدن الساحلية، فإن البعض الأخر يعمل على كراء الشقق التي تعتبر"حسبهم" أحسن وسيلة لضمان قضاء فترة الراحة والاستجمام في أحسن الظروف، ولقد قمنا بجولة إلى بعض المناطق السياحية بولاية بجاية على غرار تيشي وأوقاس، ولقد وقفنا على ظاهرة أخرى، ويتعلق الأمر بالإيواء عند الساكن، والتي أصبح ينتهجها الكثير من السياح بعاصمة الحماديين، حيث قرروا الحجز على مستوى الشقق الخاصة بالقاطنين، حيث يتم الاتفاق على بعض الأمور قبل التنقل حسب ما أفادنا به أحد السكان، الذي يستعمل شقته خلال فصل الصيف من أجل تحسين مداخيله. وبحي باكارو، فإن الظاهرة تعد أكثر انتشارا خاصة أنها تعرف إقبالا كبيرا للعائلات في هذه الفترة، حيث أن أغلب الشقق المتواجدة بالحي أصبحت تشغلها العائلات التي تأتي لقضاء بعض الأيام للاستجمام أمام أمواج البحر، مثلما أكده لنا الذي التقينا بهم "لقد اعتدنا على قضاء عطلتنا السنوية بمدينة تيشي التي نجد فيها كل التسهيلات، خاصة الإيواء، حيث أنه ونظرا للأسعار المرتفعة التي تعتمدها الفنادق خلال فصل الصيف، فإننا نفضل الاستعانة بالمواطنين الذين يقومون بإيجار شققهم لنا خلال هذه الفترة، وهو ما يعتبر شيء إيجابي بالنسبة لنا". ولدى استفسارنا عن سبب نقص الهياكل السياحية، أكد لنا السيد علوي فيصل رئيس مكتب ولاية بجاية للفيدرالية الوطنية للمتعاملين الفندقة والسياحة أن السبب يعود إلى تفضيل العائلات المخيمات الصيفية، لذا يحرص المسؤولون المحليون على توفير أكبر عدد من المخيمات بإقليم هذه البلدية، ناهيك عن ظاهرة أخرى تتمثل في كراء سكان البلدية سكناتهم للمصطافين والسيّاح طيلة موسم الاصطياف بسعر يتراوح ما بين 5000 و7000 دينار لليلة، وهو سعر معقول مقارنة بأسعار الفنادق، بحيث يوجد عدد كبير من العائلات التي تفضّل كراء شقق عوض المخيمات أو الفنادق لتتمتع بحرية أكبر وحميمية، وكشف محدثونا عن وجود مشاريع على مستوى ولاية بجاية لإنشاء هياكل فندقية بكل من وسط الولاية، تيشي وأوقاس، لاستقطاب أكبر قدر من المصطافين سنويا وتوفير كل المرافق العمومية الضرورية لهم للاستفادة من مداخيل سيّاحنا الذين باتوا يفضلون قضاء عطلهم الصيفية بتونس وتركيا كونها دول تتوفر على إمكانيات فندقية ضخمة.