استحضر رفاق ومحبو الشاعر مالك بوديبة مساء أول أمس، أعمال الراحل التي تحمل كثيرا من الخصوصية والتميز، وذلك خلال حفل توزيع جائزة «تاهات» للشعر الجزائري الذي نظمته جمعية «الكلمة للثقافة والإعلام» بالمركز الثقافي «عز الدين مجوبي» في العاصمة. وكانت البداية بدقيقة صمت وقراءة الفاتحة على روح الشاعر الذي حصل على الجائزة في دورتها الأولى. وصنع الطفل الصغير «أنس»، وهو الابن الوحيد للشاعر مالك بوذيبة، المفاجأة أمام الحضور الذي تشكل من رفاق الراحل وأفراد عائلته ونخبة من المثقفين، حيث قرأ مقطعا من شعر والده مالك فأبهر الكل، خصوصا أمام فصاحة صبي في الحادي عشرة من عمره. وتسلم «أنس» بعدها جائزة «تاهات» للشعر الجزائري وقدرها 100 ألف دينار جزائري ساهمت بها صحيفة «الجزائر نيوز» للمسرحي والإعلامي احميدة العياشي. وقرأت الشاعرة ربيعة جلطي قصيدة مالك بوديبة «ما الذي تستطيع الفراشة» بصوت دافئ استحضرت معه تسعينيات القرن الماضي، وأوجاع البلد التي عايشها الراحل بجوارحه، ولم يكن يعلم أنه يحمل في دمه موته، فقالت «مالك يشبه اسمه تماما، لأنه مالك الأمكنة والأزمنة والقلوب، استقر في قلوبنا فصارت ملكا له.. لن أتحدث عن ذكرياتنا معه فالجرح لا يزال طريّا.. لكن أعدكم وأنا الأستاذة في الجامعة أن أكلف أحد طلبتي بإنجاز رسالة ماجستير أو دكتوراه حول أعمال الشاعر مالك بوديبة، كأقل واجب تجاه هذا الشاعر المتواري الذي عادة ما يجلس في المقاعد الخلفية في الملتقيات الأدبية». من ناحية أخرى، اعتبر الروائي أمين الزاوي في كلمة بالمناسبة، أن مالك بوديبة «كان متفائلا رغم مرضه، كنا نتمنى لو كان معنا ليستلم جائزته.. وإني متأكد أنه لو كان معنا اليوم لكان خجولا كعادته.. جمعية الكلمة تقاوم خرابا ثقافيا ينهش الوسط الأدبي في الجزائر.. وبجمعها للأجيال الأدبية دون عقدة ودون تفرقة تؤسس لثقافة الاختلاف والمحبة التي نفتقدها في المشهد الثقافي عندنا للأسف»، على حد تعبيره.