في مشاركتها الأولى بمهرجان الزخرفة والمنمنمات الإيرانية فاطمة كريمي أرغوان: مشاركتي إضافة نوعية لمساري الفني قدمت من بلد الحضارة والثقافة العريقة التي أنجبت الكثير من الفنانين والعلماء، فاطمة كريمي أرغوان هو إسمها، هو لون واسم لوردة، قدمت من جمهورية إيران الإسلامية رفقة وفد بلدها المتكون من تسعة فنانين كلهم متألقون في مجالاتهم، لتحط بالمهرجان الدولي للخط العربي والمنمنمات في الجزائر في أول زيارة لها لبلد محمد راسم. تعرفت على فعاليات التظاهرة السنوية المهداة للفنون الإسلامية من قبل أستاذها إحسان قائمي في العاصمة طهران الذي تشتغل معه في مركز تعليمي للناشئة في الأطوار المتوسطة، والذي شجعها للمشاركة، وهي أستاذة جامعية أيضا متخصصة في الهندسة المعمارية، تمارس الزخرفة بحب وشغف كبيرين وهي تمثل بالنسبة لها عملها وحبها الثاني بعد المعمار. ترى أن اللوحات المشاركة في المهرجان في فن الزخرفة جديرة بالاهتمام وفي من الأهمية الشيء الكثير، وهي من ضمن المشاركين الثلاث في الزخرفة من بلدها إيران، قدمت المهرجان والمسابقة بأربعة لوحات في الزخرفة عرض منها اثنتان في المعرض الكبير بالمهرجان، وتقول عن لوحاتها رغم أنها صغيرة الحجم إلا أنها عميقة كثير في محتواها فيها الكثير من التفاصيل والدقة، واشتغلت عليها لفترة كبيرة، وهناك لوحات كبيرة لكنها تفتقد إلى الدقة. اللوحة الأولى هي زخرفة راقية تمثل جلد مصحف خارجي كتب في وسطها دعاء "يا عماد لمن لا عماد له"، تحمل لوحاتها فلسفة وتحاكي الحياة وطافحة بالقدسية. أما اللوحة الثانية هي لوحة "الشمس" وترمز إلى الحياة وإلى خالق الحياة الذي ليس هو سوى "الله" عز وجل، واهب الحياة ومدرج الكون وراعيه والمشرف على كل البشر مع تنوعهم واختلافهم. تستعمل فاطمة تقنية التذهيب وتستعمل الألوان، الأصفر، الأبيض، والليموني. قبل بدايتها في أي لوحة من لوحاتها تتوضأ وتتهيأ لأنها تتعامل مع نصوص مقدسة وهي آيات قرآنية وأحاديث تزخرفها ونصوص أخرى معتبرة، حكم وأمثال وأشعار، وهي تعتبر العمل مقدسا تماما كالصلاة. شاركت فاصمة أرغوان في بلدها في عدة معارض فردية وجماعية محلية بطهران، أصفهان، همذان، تبريز ودماوند الجبلية، ولها لوحة في متحف سان فرانسيسكو بالولايات المتحدةالأمريكية ولوحة أخرى في معرض في الأنترنت "دي يونغ" بموقع "زيا أرت". تنوي الفنانة المشاركة في المعرض الدولي بإيران "بينال" الذي يقام كل سنتين. ترى فاطمة أرغوان أن الافتتاح جرى بسرعة وأنها لم تستطع مشاهدة جميع اللوحات المعروضة في بهو قصر الثقافة مفدي زكريا. تأثرت فاطمة في فن الزخرفة الذي تمارسه منذ سنتين تباعا بعدد من شيوخها وأساتذتها الذين تكن لهم كثير الاحترام والتقدير والمودة، وتذكر منهم أحسان قائمي ومحسن أقاميري في طهران وبالأستاذ محمد نباتي الذي هو ضمن الوفد الإيراني والذي سبق وأن كان عضوا في لجنة التحكيم في الدورات الثلاث. وتستفيذ فاطمة من الأعمال الزخرفية القديمة والحديثة السابقة وتطالعها باستمرار وعن كتب، وترى أن الزخرفة في إيران تتقدم باستمرار وممارسوها في إطراد وحتى سوق اللوحات هو مربح وفيه إقبال شرائها. تستغرق اللوحات منها كل الجهد وتمضي الأيام في اختيار الموضوع وتستعمل الذهب والغواش والألوان المائية. تشارك فاطمة في المنافسة والمسابقة الخاصة بالزخرفة وترى أن المنافسة قوية والأمر راجع إلى لجنة التحكيم التي تثق في رؤيتها وفي اختيارها، وقد أشادت بالمحاضرات وبنوعيتها وبالترجمة التي كانت في المستوى المطلوب وبحرفيتها، وهي جد سعيدة لتواجدها بالجزائر وبالمهرجان وترى فيه فرصة لتشجيع الشباب وسيكون لهذا المهرجان شأن كبير والمشاركة فيه يعد إضافة نوعية وإيجابية في مسارها الفني.