رسخت الجزائر منذ عديد السنوات في رسالتها الدبلوماسية و الداخلية أيضا عديد المبادىء التي أصبحت من الالتزامات في تعاملها مع الشعوب و الحكومات و أيضا مع مواطنيها . و لجأت إلى العمل متعدد الأطراف لانشاء نظام دولي قائم على أسس تحترم الحق في العيش بسلام . و قد رافعت الجزائر دوما من خلال جميع المنابر لصالح الأولويات التي من شأنها قيادة العمل الجماعي إلى ما من شأنه منح الشعوب فرصتها في العيش بأمن عن طريق تقرير مصيرها و تصور مستقبلها الذي تريد. فتبني الجمعية العامة للهيأة الأممالمتحدة اليوم الدولي للعيش معا في سلام كان مبادرة جزائرية ، و تمت المصادقة عليها بلائحة أممية في 8 ديسمبر 2018 ما يبرز بحق تمسك البلاد بهذه القيم التي تنبذ العنف و ممارسته ضد الشعوب التي من حقها أيضا العيش في كنف الحرية و الاستقلال و تقرر مصيرها بنفسها دون تدخل أو ضغط من أيِّ كان . وفاء للمبادىء ولا تزال الجزائر وستظل وفية لمبادئها في اعتبار الحق في تقرير المصير أهم خطوة في أن ينعم العالم بالاستقرار وتنتهي الحروب وأشكال الاستعمار والاستغلال، فتقرير المصير جوهر مطالب كل الشعوب ودون أن تجابه هذه الأخيرة قوة أو قوات خارجية تقاسمها الأرض و الثروة. وتدافع الجزائر في كل المنظمات التي تنتمي إليها و الاتفاقات والمعاهدات التي تصادق عليها على هذا الحق الجماعي المقدس والذي لا يوجد أيُّ شعب يرضى عنه بديلا، فتقرير المصير حق طبيعي وإرادة الشعوب هي الأسمى دوما، خاصة أن القانون الدولي قيّد هذا الحق كي لا تلجأ أقليات مثلا إلى زعزعة السيادة وتفتيت الوحدة، ليشمل تقرير المصير معنا واحدا يتمثل في فك الرابطة مع الدولة المستعمِرة أو المحتلة. لقد أكدت الجزائر في تعاملها مع كل القضايا المصيرية المسجلة سواء في الاتحاد الافريقي أو الجامعة العربية أو هيأة الأممالمتحدة أنّ تقرير المصير حق مكفول لكل الشعوب يُفرض ممارسته كحق إنساني منزّه من لغط في الخطاب أو رغبة في المساس بشعب ما أو دولة من خلال مقايضات سياسية أو اقتصادية وبالتالي فرض الاحترام الثنائي والمتعدد للجميع وتحديد كل شعب لكيفية شأنه العام الداخلي توطينا للمعنى الحقيقي للاستقلال وهذا ما تضمنه ميثاق الأممالمتحدة عم 1945 ضمن المادة 55 . ما تبذله الجزائر من جهد في إرساء وتكريس قيم السلم من خلال الدفاع الجاد عن حقوق الشعوب في تقرير مصيرها و عيشها في سلام واستقرار مثل الآخرين يظل نابعا من قناعتها أن منح الشعوب فرصة تقرير مصيرها السبب الكافي في ترسيخ الاستقرار والأمن عبر كل العالم باعتبار ميثاق حقوق الإنسان الأممي ينص على ذلك صراحة وكل الدول موقعة عليه بما في ذلك تلك التي لا تزال تحتل أو تستعمر شعوبا إلى يومنا . للتذكير جدّد سفير الجزائر الدائم لدى هيأة الأممالمتحدة التزام الجزائر بتعزيز قيم السلم والعيش معا، داعيا في المنتدى الأممي الأخير إلى "إبراز قيم التعددية قولا وعملا من خلال تعاون دولي فعال وشراكات متعددة الجوانب".