روى القسطلاني في كتابه ''المواهب اللّدُنية''، أن زيد بن الدثنَّة، رضي الله عنه، وقد أسره المشركون في مكة ليقتلوه، قال له أبو سفيان: أنشدك الله يا زيد أَتُحبَّ أن محمّداً الآن مكانك تضرب عنقه وأنّك في أهلك؟ فقال زيد: والله ما أبحّ أن محمّداً في مكانه الّذي هو فيه تصيب شوكة وأنا جالس في أهلي. قال: يقول أَبُو سفيان: مَا رَأَيْت مِن النّاس أَحَداً يُحِبّ أَحَداً كَحُبّ أَصحاب محمّد محمّداً. إنّ محبَّة النّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، عليها تنافس المتنافسون، وإلى علمها شَهَّر السابقون، وعليها تفانى المحبُّون. ومتَى رسخت هذه المحبَّة وعمَّقَت جذورها، كان الله تعالى هو الغاية والنّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، هو القدوة. قال تعالى: {قُلْ إِن كُنْتُم تُحبُّون اللهَ فاتَّبِعوني يُحْبِبكُم الله}.