عن ابن عباس رضي اللّه عنهما أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بعث مُعاذًا إلى اليمن وقال له: ''اتّق دعوة المظلوم، فإنّها ليس بينها وبين اللّه حجاب''، رواه البخاري ومسلم. أشار هذا الحديث العظيم إلى قضية جوهرية وهي الحرص على تحقيق مبدأ العدل، والتّحذير من مقارفة الظلم، إذ نجد ذلك في قول النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام ''واتّق دعوةَ المظلوم''، ومعناها: احذر دعوة المظلوم، واجعل بينك وبينها وقاية بفعل العدل وترك الظلم. ثمّ جاء البيان بعظم شأنها عند اللّه، بقوله ''فإنّه ليس بينها وبين اللّه حجاب''، أي: ليس لها ما يصرفها، ولو وُجد في المظلوم مانع من موانع الإجابة، كأن يكون مطعمه حرامًا أو غير ذلك.