يوجد شبه إجماع على أن سوق التحويلات الشتوية، هذا الموسم، تطبعه البرودة في الرابطة المحترفة بقسميها الأول والثاني، فرغم فتح “الميركاتو”، منذ أكثر من أسبوعين، يبقى عدد الانتدابات قليلا ويعد على الأصابع. تمكنت 8 أندية تنتمي للرابطة المحترفة الأولى، من انتداب عدد من اللاعبين، فيما عجزت الأندية الأخرى ال6 عن التعاقد مع اللاعبين الذين تحتاجهم في الشطر الثاني من المنافسة للرابطة المحترفة الأولى، بسبب إما عدم وجود لاعبين “أحرار” غير مرتبطين بعقود أو إما بسبب عدم وجود عناصر قادرة على تقديم الإضافة. “الموب” والوفاق وتاجنانت يدخلون “السوق” بقوة من بين الأندية التي تحركت مبكرا لاقتناص “العصافير النادرة” نجد مولودية بجاية ودفاع تاجنانت ووفاق سطيف، وهذه الأندية دخلت السوق بقوة، وقد كانت مولودية بجاية السباقة في انتداب لاعب تشادي وهو من أم جزائرية ويحمل اسم مورڤان بوتوڤال، الذي وقع لموسم ونصف وكان ينشط في نادي إيستر الفرنسي، كما تعاقدت “الموب” مع لاعب شاب من اتحاد خنشلة اسمه سفيان عثماني، ويقال إنه لاعب يعد بالكثير بالنظر إلى إمكانياته البدنية والفنية، فيما ارتبط وفاق سطيف مع حسين حروش، لاعب أمل الأربعاء براتب قدره 140 مليون في الشهر وأعاد لاعب المنتخب الأولمبي أحمد أمقران الذي كان معارا لفريق دفاع تجنانت، هذا الأخير أنهى عام 2015 بجلب المهاجم حمزة دمان من مولودية وهران براتب شهري قدّرته مصادر “الخبر” ب65 مليونا شهريا، وكان هذا الفريق قد أبرم عقدا جديدا مع اللاعب السابق لشبيبة القبائل، المغترب عبد الجليل سفيان مقابل 70 مليونا في الشهر. “العميد”، مولودية وهران، “الكناري” و”لازمو” بلاعب واحد اكتفت الأندية المتبقية بجلب لاعب واحد في “الميركاتو” على غرار شباب بلوزداد الذي تعاقد مع المدافع المحوري معمر يوسف مقابل 70 مليونا في الشهر، و«العميد” استرجع عنتر بوشريط براتب شهري يقدر ب150 مليون، فيما تعاقدت شبيبة القبائل مع بلال مباركي نظير 70 مليونا شهريا. والطيب برملة انضم إلى مولودية وهران مقابل 120 مليون، والحارس قارة منير اختار جمعية وهران مقابل الحصول على 65 مليونا في الشهر، فيما اكتفى بطل مرحلة الذهاب، اتحاد الجزائر باسترجاع لاعبه المعار لمولودية بجاية سليم شتال الذي سيحصل على 80 مليونا في الشهر. رباعي المقدمة في الرابطة الثانية في سباق ضد الزمن لم تقتصر الانتدابات على الرابطة المحترفة الأولى وكانت لأندية الرابطة الثانية حصة الأسد، خاصة الأندية التي تلعب على الصعود كمولودية العلمة، التي دخلت بقوة سوق التحويلات وجلبت أيمن ماضي من نصر حسين داي ب80 مليونا شهريا ونوبلي من اتحاد البليدة ب 70 مليونا وحارس المنتخب الأولمبي، متحزم، 60 مليونا، فيما تعاقد أولمبي الشلف مع أصحاب الخبرة وهم تجار من مولودية بجاية براتب شهري قدره 100 مليون في الشهر وأكرور سليم، القادم من سريع غليزان ب90 مليونا ومتوسط الميدان بلحوسين مقابل 65 مليونا شهريا، كما تدعمت شبيبة بجاية بالثنائي بن مغيث وزروقي براتب شهري قدره 50 مليونا، فيما اكتفى أولمبي المدية بجلب الشاب تومي من شباب بلوزداد على شكل إعارة وشباب عين فكرون تدعم بخدمات المخضرم سواكير، القادم من أولمبي المدية. ورقة “الدوليين” تسقط تحت الماء والغريب في أمر سوق التحويلات الشتوية لهذا الموسم هو منع التعاقد مع اللاعبين الأجانب، وهو ما جعل بعض الأندية تستهدف التعاقد مع بعض اللاعبين الدوليين السابقين في صورة كريم مطمور الذي دخل اتحاد الجزائر ومولودية وهران وحتى وفاق سطيف في اتصالات معه، لكن اللاعب مازال مترددا في قبول فكرة اللعب في البطولة الجزائرية. نفس الشيء ينطبق على اللاعب جمال عبدون وعبد المؤمن جابو وحتى كريم زياني الذي طلبته بعض الأندية، مثلما هو الحال بالنسبة ل«الحمراوة” وشباب قسنطينة، إلا أن مطالبه المالية كانت مرتفعة. غياب النجوم والمغتربين يضرب سوق التحويلات يرجع المختصون في شؤون كرة القدم الجزائرية سبب الركود الذي عرفه سوق التحويلات الشتوية منذ فتحه في 15 ديسمبر الماضي إلى ارتباط جل اللاعبين الذين يصنعون الحدث في البطولة المحلية بعقود، في صورة حمزاوي عكاشة التي طلبت إدارة “الموب” مليار سنتيم لمن يريده أو درارجة الذي تلقى عروضا بالجملة، لكن “العميد” رفض تسريحه وحتى بوعزة صانع ألعاب شباب بلوزداد كان مطلوبا بقوة، إلا أن إدارة الرئيس مالك رفضت التخلي عن خدماته. كما عجزت بعض الأندية عن ضمان لاعبين مغتربين قادرين على تقديم الإضافة لسببين، الأول هو أن بعض اللاعبين رفضوا الخضوع إلى التجارب، فيما أراد البعض الآخر رفع قيمته في سوق التحويلات الشتوية، مستغلين غياب ورقة الأجانب وخاصة اللاعبين الأفارقة، وامتنعت أندية مثل شبيبة القبائل ووفاق سطيف المغامرة بضم هؤلاء اللاعبين، الذين يصنفون على أنهم نجوم أو مغتربون.
