يرجح متابعون أن يبادر المجلس الأعلى للسمعي البصري في فرنسا إلى توجيه إنذار للقناة الفرنسية "آم 6" بعد بثها شريطا وثائقيا بعنوان "الجزائر..بلد كل الثورات" سهرة الأحد الماضي، ضمن برنامج "تحقيق خاص" الذي ينشطه الصحفي برنارد دولافيرديار. كشف الناقد التلفزيوني الجزائري، سيد أحمد نواري، المقيم بالنمسا، في تصريح ل "الخبر"، بأنه لا يستبعد أن "تتلقى قناة آم 6" إنذارا من طرف المجلس الأعلى للسمعي البصري في فرنسا بسبب خرقها لقواعد ميثاق الشرف الخاص بالتعامل مع الأطفال القصر في البرامج التلفزيونية". وأكد نواري، الذي سبق له العمل مع وسائل إعلام فرنسية كناقد تلفزيوني، أن "آم 6 ارتكبت خطأ مهنيا وأخلاقيا لا يغتفر عندما استعملت في الوثائقي شهادات لقصر دون موافقة أولياء أمورهم"، قبل أن يضيف: "هذه الشهادات يجب أن تكون مكتوبة وموثقة". ثم أضاف "والغريب أن القناة كانت من المصادقين على الميثاق إلى جانب "تي آف 1" و"كانال +" و"فرانس تيليفيزيون". وكان معدو "الجزائر..بلد كل الثورات"، قد استعانوا بشهادات لقصر جزائريين في الشريط الذي تناول بعض المشاهد من الحراك الشعبي بالإضافة إلى وقفات حول بعض مظاهر الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في الجزائر. وينص الميثاق الذي صادق عليه المجلس الأعلى الفرنسي للسمعي البصري في مداولة بتاريخ 7 أفريل 2007 على أن البرامج التلفزيونية التي تريد الاستعانة بقصر "يجب عليها الحصول على موافقة القاصرين وأولياء أمورهم"، كما تنص على "وجوب تجنب التهويل والسخرية في التعامل مع شهادات القصر، مع التأكد من أن ظروف التصوير والأسئلة تناسب سنهم". ويشدد الميثاق على "وجوب حماية هوية القاصرين الذين يدلون بشهاداتهم حول موقف صعب في حياتهم الخاصة، خاصة عندما يكون هناك خطر يتهددهم بعد بث البرنامج"، قبل أن تنتهي إلى "ضرورة اعتماد ميثاق مرفق بالتراخيص الموقعة من قبل أولياء الأمور، والذي يحدد شروط احترام حساسية الأطفال ويحدد شروط إقامة القاصرين في المباني المعنية بالتصوير". ولم تقتصر موجة الغضب من محتوى وثائقي "آم 6" على مواقف وتعليقات الجزائريين، بل امتدت إلى نقاد وصحفيين فرنسيين لعل من أهمهم المنشط المعروف سيريل آنونا الذي استغل حصته الشهيرة "لا تلمس جهاز تلفزيوني" على قناة "سي 8" ليعبر عن غضبه من محتوى الروبورتاج ومن منشط "تحقيق خاص" برنار دولافيرديار، حين قال: "غضبة اليوم تتجه إلى دولافيرديار الذي أنجز مرة أخرى روبورتاجا لا يعبر عن حقيقة ما يجري في البلد". ولم يكن آنونا وحده الإعلامي الفرنسي الذي عبر عن عدم رضاه عما بثته "آم 6"، فقد تبعه الصحفي والناقد المختص في البرامج التلفزيونية جيل فارديز، الذي دافع عن اليوتيبر الجزائرية نور بعد نشرها رسالة استنكرت فيها تحريف معدي الشريط لشهادتها، والصحفية فاليري بناعيم التي اعتبرت أن الشريط لم احترام قواعد المهنية والموضوعية. للإشارة فقد سبق لوزارة الاتصال الجزائرية أن أصدرت، أول أمس، بيانا أعلنت فيه عن منع القناة الفرنسية من مزاولة أي نشاط في الجزائر متهمة إياها باستعمال رخص غير قانونية.