لم يعد هناك أيّ مجال للشك في بيت اتحاد الجزائر الذي يسير بخطى ثابتة نحو التتويج بلقب بطولة هذا الموسم، بعدما عمّق الفارق بينه وبين ملاحقه المباشر فريق شبيبة القبائل إلى ثماني نقاط، فقد استغل تعثره أربع مرات متتالية ليعزّز مركزه في مقدمة الترتيب. فريق سوسطارة عاكس المتكهنين الذين ظنوا أن قوّته اندثرت بعد إقصائه من المنافسات الثلاث؛ كأس الكونفيدرالية الإفريقية، الكأس العربية وكأس الجمهورية، وتراجع نتائجه الإيجابية في البطولة، بل مر بفترات صعبة للغاية، جعلت بعض الأصوات في أوساطه الرياضية تطالب بإزاحة المدرب تييري فروجي وإبعاد المناجير العام عبد الحكيم سرار حتى ظن البعض أن النادي دخل في أزمة مفتوحة على مصراعيها، إلا أنه استطاع أن يقف على رجليه ويحصد انتصارات أخرى، سمحت له بالعودة إلى الواجهة، وتأكيد جدارته في مواصلة قيادة المجموعة، بعدما تمكن مسيّروه من إخماد المشاكل التي كانت حاصلة في صفوف الفريق، على غرار احتجاج المدافع القوي شافعي، الذي هدّد بعدم العودة إلى الفريق إذا لم يتم تسوية مستحقاته المالية السابقة، وقضية التوتر الذي كان حاصلا بين المدرب تييري فروجي ووسط الميدان يايا الذي رفض المكوث على كرسي الاحتياط، واضطرت إدارة النادي للاستغناء عن خدماته؛ حيث انتقل هذا اللاعب إلى نصر حسين داي إلى جانب سوء التفاهم الذي وقع بين إدارة النادي والطاقم الفني حول الخيارات في تسريح بعض اللاعبين في الميركاتو واستقدام آخرين. ويتساءل الآن الجميع عما إذا سيتمكن فريق سوسطارة من حسم التنافس على اللقب لصالحه قبل انتهاء البطولة ببعض الجولات، لكن هناك من يعتقد أنّ زملاء المهاجم البارع مزيان، مجبَرون على تسجيل نتائج إيجابية في الجولات الثلاث القادمة؛ من أجل ضمان بنسبة كبيرة، لقب البطولة، حيث سيلعبون خلال هذه المرحلة ثلاث مباريات محلية ضد تشكيلات مرغمة على تحقيق أهدافها من أجل إنقاذ الموسم. في البداية، يواجه اتحاد الجزائر بارادو حيدرة الفريق الصاعد في البطولة بعدما عاد بقوة في الجولات الفارطة التي ميزها انتصاره خارج الديار ضد مولودية وهران، ويُعد ذلك إنذارا لتشكيلة سوسطارة كي لا تقلّل من شأن هذا المنافس الذي يملك تشكيلة متوازنة في خطوطها الثلاثة. وتأتي بعد ذلك المباراة ضد فريق مولودية الجزائر، الذي لم يفقد الأمل في الظفر بالمركز الثاني عند نهاية البطولة، وكل ما يتمناه أنصار تشكيلة سوسطارة هو أن تفوز هذه الأخيرة على العميد؛ لأنّ ذلك سيشكل حافزا معنويا قويا لفريقهم في ما تبقّى من عمر البطولة. أما المواجهة الثالثة فستكون ضد شباب بلوزداد الموجود في حاجة ماسة إلى نقاط للخروج بسرعة من منطقة الخطر. ولا شك أنّ مدرب اتحاد الجزائر تييري فروجي يدرك جيدا الصعوبات التي ستواجهها تشكيلته في هذه المواجهات الثلاث، التي تمثل العبور الحقيقي نحو الفوز بلقب البطولة في حال الظفر بنقاطها. وفي انتظار إجراء هذه المواجهات الثلاث يتعيّن على المدرب تييري فروجي العمل على تحسين أداء لاعبيه؛ من خلال محو بعض السلبيات التي لازالت تشكّل نقاط ضعف فريقه، منها قلة الفاعلية في الخط الأمامي الذي تراجع مردوده في الآونة الأخيرة بسبب ضعف نشاط مهاجميه، على غرار إيبارا ومزيان. الأوّل لم يعد يجد ضالته في الفريق، حيث لم يسجل أي هدف منذ انطلاق مرحلة العودة. وقالت مصادر قريبة من النادي إنّ اللاعب الدولي الكونغولي لم يهضم بعد الانتقادات التي وجّهها له الأنصار في كثير من المباريات التي كان فيها مردوده ضعيفا، وهو الآن يحاول الرفع من معنوياته، كي يسترجع فعاليته في الهجوم؛ ما يستدعي قيام المدرب تييري فروجي بعمل بسيكولوجي كبير مع هذا اللاعب، الذي سيكون فريقه في حاجة ماسة إليه في المباريات القادمة. أما المهاجم الآخر مزيان فلم يعد يهوى مواصلة اللعب مع اتحاد الجزائر؛ بدليل أنّه حاول، في الأيام الأخيرة، الانضمام إلى أحد الفرق الخليجية، ومزيان مطالَب هذه المرة باستغلال الأجواء المريحة التي يعرفها فريقه؛ كي يسترجع كل إمكانياته البدنية والمعنوية. من جهة أخرى، يرى الملاحظون المتابعون لمباريات اتحاد الجزائر، أنّ التنافس على المناصب داخل التشكيلة الأساسية سيزداد حدّة في الجولات القادمة، لاسيما أنّ المدرب تييري فروجي كثيرا ما صرح بأنّ في الاتحاد لا يوجد لاعب أساسي وآخر بديل؛ "بالنسبة لي، كلّ اللاعبين سواسية داخل الفريق، لكني أختار اللاعبين الذين يُظهرون استعدادا بدنيا وفنيا للظفر بمنصب في التشكيلة الأساسية"، قال تييري فروجي الذي دافع على خياراته من خلال إبعاد المدافع بن قيط ووسط الميدان الهجومي يايا عن التشكيلة الأساسية، الأول بقي في الاحتياط قبل أن يستعيد مكانته في التشكيلة الأساسية بمناسبة المباراة الأخيرة ضد أمل عين مليلة، في حين فقد أيايا ثقة مدربه، واضطر لمغادرة صفوف الفريق والتوجه للعب مع نصر حسين داي. وبما أن فريق سوسطارة غير معنيّ بكأس الجزائر التي تُجري غدا أدوار ربع النهائي، فسيكون أمامه الوقت الكافي لتحضير مباراته ضد بارادو حيدرة.
