ينتظر سكان بلدية "العمارية" الواقعة على بعد 36 كلم شرق عاصمة ولاية المدية، استغلال الإمكانيات الطبيعية التي تتمتع بها، بداية مساحتها المقدرة 115 كلم، ويصل عدد سكانها حدود ال21 ألف نسمة، كما تعرف المنطقة بأراضيها الفلاحية الشاسعة، غير أن البرامج التنموية لم تجسد في العديد من الأرياف التي شهدت هجرة ونزوح أغلب السكان إلى سهل متيجة. بلال.ب تعرف برنامج التنمية الريفية المندمجة تأخرا كبيرا، بعد أن كانت محافظة الغابات قد وعدت بانطلاقه سنة .2010 ومن جهة أخرى، حيث ينتظر سكان هذه البلدية التي تربطها بالبلديات المجاورة شبكة هامة من الطرقات، بفارغ الصبر فتح الطريق الوطني رقم 64 الذي يمر شمال شرق المدينة باتجاه الجنوب من "بعطة" إلى البرواقية، والذي اكتملت الأشغال به من البر واقية إلى غاية "بعطة" في انتظار الجزء الذي يربط "بعطة" ببوقرة بالبليدة، كما يشهد الجزء الذي تمت به الأشغال تدهورا في بعض نقاطه جراء انزلاق التربة، بينما أكدت مديرية الأشغال العمومية لولاية المدية أنها أخذت على عاتقها تسجيل دراسة وتدعيم الطريق الوطني رقم 64 الذي ينتظر أن يساهم في فك الخناق على الطريق الوطني رقم1، كما توجد بهذه البلدية عدة طرق ولائية كالطريق الولائي رقم 23 الذي يربطها ب"سيدي نعمان"، والطريق الولائي رقم87 الذي يربطها بالحمدانية مرورا بمادالة، وهو مغلق منذ العشرية السوداء. وفي مجال السكن، يوجد ببلدية العمارية حاليا 40 مسكنا جاهزا ينتظر التوزيع، كما يوجد بها 70 مسكنا بلغت به الأشغال 80 بالمائة، فضلا عن 60 سكنا وصلت نسبة الإنجاز بها 30 بالمائة، كما استفادت في إطار البرنامج الخماسي 2010/2014 من 600 سكن اجتماعي ينتظر أن تنجز بالقطب الحضري الجديد، فضلا عن150 سكنا ريفيا، وهي الحصص التي لا تلبي حجم الطلبات والعودة والاستقرار، خاصة بعد استقرار الوضع الأمني. من جهة أخرى، تبقى الإمكانيات السياحية بحاجة إلى استغلال أمثل، خاصة أن بلدية "العمارية" غنية بمناظرها وثرواتها الطبيعية، فسد "العذرات" مثلا منظر سياحي وفضاء طبيعي تمارس فيه هواية صيد السمك للترفيه، والمنظر الرائع أثناء غروب الشمس، حيث يرتقب أن يتم إنجاز مخيم للشباب على ضفاف السد، ويعتبر مرتفع الضايا ب"تفالة" من أكثر المناظر روعة، دون أن ننسى شلال "سيدي منصور" الذي يعتبر من أعلى الشلالات بالولاية، والذي يقع داخل الغابة أمام قرية "بدارنة"، كما تعتبر منطقة "عين البيضاء" إحدى المناطق الأثرية الرومانية. ومن النقاط السوداء التي تميز بلدية "العمارية" هي انعدام الأنشطة الثقافية، وهذا لغياب مركز ثقافي وحتى جمعيات ثقافية تصنع المشهد الثقافي، فباستثناء التظاهرة السنوية المخلدة لاستشهاد العقيد "سي الطيب الجغلالي"، التي تقام سنويا يوم 29 من شهر جويلية، لا توجد نشاطات هامة لا للمرأة ولا للشباب أو الأطفال، لتبقى وجهة الجميع مكتبة البلدية التي تزخر بالكتب المختلفة والقيمة. ومن المنتظر أن يُنجز ببلدية "العمارية" مقر جديد للدائرة ومقر للأمن الحضري ومسبح بلدي، وهذا في الأرضية القديمة للملعب الرياضي القديم، كما يُنتظر أن يُشرع في إنجاز محكمة جديدة بالبلدية، ومن الجهة الجنوبية للبلدية يُنجز حاليا مقر فرعي لمديرية الري، ومقر فرعي لمديرية المصالح الفلاحية، والسوق اليومي يعد النقطة السوداء التي عانت منها البلدية، وبهذا الصدد يطالب سكان "العمارية" بالمدية من السيد الوالي التدخل من أجل إنصاف سكان "العمارية" وفتح مجال التنمية بالبلدية.
