ستنطلق بالمسرح الوطني الجزائري "محي الدين بشطارزي" فعاليات المهرجان الوطني للمسرح المحترف، في الفترة الممتدة من 24 ماي الجاري إلى 7 من جوان المقبل، وهذا بمشاركة عدة عروض مسرحية منها المنضوية داخل برنامج المنافسة الرسمية والمفتوحة للمسارح الجهوية والمسرح الوطني والفرقتين الحائزتين على الجوائز الأولى في المهرجان المحلي بعنابة وبسيدي بلعباس، وذلك بقاعة المسرح الوطني الجزائري. أما العروض الأخرى المندرجة خارج المنافسة فستنشط في فضاءات أخرى بالجزائر العاصمة وكذا بعض الولايات، وتشمل تسع فرق جزائرية، منها المسرح الجديد لمدينة يسر، جمعية مرايا الثقافية لقسنطينة، التعاونية المسرحية كانفا لبورج بوعريرج، فرقة الحركة المسرحية لقليعة، وغيرها، إضافة إلى عشر فرق أجنبية منها إفريقية، عربية و أورومتوسطية. وستتنافس العروض الرسمية على إحدى عشر جائزة هي كالأتي جائزة أحسن عمل مسرحي، أحسن نص أصلي، أحسن إخراج، أحسن أداء رجالي ونسائي، أحسن ممثل واعدة وواعدة، أحسن سينوغرافيا، وأحسن موسيقى أصلية، وجائزة لجنة التحكيم. وحسب ما كشفه القائمون على المهرجان، فلجنة التحكيم التي ستنتقي أحسن الأعمال متكونة من جمال دكار، جكاطي عيسى، منور أحمد، وليندة سلام من (الجزائر)، شذى سالم من (العراق)، عبد الرحمن بن زيدان (المغرب)، كمال العلاوي (تونس)، سامح مهران (مصر) و حسن حاسي كوياتي من (بوركينافاسو). هذا، وستحظى عشية الإفتتاح الرسمي بعض الوجوه الجزائرية والعربية بوقفة تكريم وعرفان لما قدمته للمسرح وللثقافة الجزائرية في بلادنا وللحركة المسرحية العربية، نذكرهم سعاد سبكي، ليندة سلام، جبيلي عزيزة نادية، جمال مرير، لشعة رابح، بختي محمد، طيب رمضاني، علي حفياد، بن سلمة سعيد، أورايس عاشور، و بوزيت محمد من الجزائر، أيضا قمر الصفدي (الأردن)، سعدية قصباوي(تونس)، أميمة طاهر (سورية)، يوسف عيداني (السودان)، فنيش عبد المجيد (المغرب)، و شذى سالم من العراق. وفيما يخص الملتقى العلمي فسينظم أيام 28-29 و30 من ماي الجاري، ويتمحور مضمونه حول النقد المسرحي المعاصر- الإشكاليات الممارسات والتحديات، أين سيفتح المجال لاستحضار بعض القضايا المتعلقة بكرونولوجيا التطورات التي قلبت مفاهيم النقد عبر العصور، ومقاربة أهم الإشكالات التي برزت واضحة في الممارسات النقدية المعاصرة سواء في الغرب، أو في وطننا العربي، اعتمادا على مستويات متعددة منها الأدوات الإجرائية، المفاهيم، الاشتغال، أو التجريب القرائي. سيتناول الملتقى أربعة محاور نذكرها "النقد والتنظير في المسرح العربي أية علاقة؟"، "نظريات التلقي في المسرح: المنطلقات والأهداف"، "النقد المسرحي العربي بين المناهج الغربية وتأسيس فعل القراءة"، و"إشكاليات النقد المسرحي العربي: مقاربات وشهادات"، وهذا بمشاركة باحثين مختصين ورجال المسرح وجامعيين وصحافيين من الجزائر ودول أجنبية. إلى جانب ذلك، سطرت محافظة المهرجان على مستوى مراكز ثقافية مجاورة عدة ورشات تكوينية تخص الكتابة المسرحية، النقد المسرحي، فن العرائس، السينوغرافيا وخيال الظل، تقنيات الخشبة، الإخراج المسرحي، التعبير الجسماني، فن الممثل والإلقاء. ومما تجدر الإشارة إليه، أن المهرجان الوطني للمسرح المحترف في دورة 2011، فتح أكفه للشعر تحت مسمى تظاهرة" الشعر في ضيافة المسرح"، وذلك حتى تمتزج سحر الكلمة وخيالها مع المسرح، حيث سينشط ليالي الشعر الثلاث التي إتخذت اسم كل من أبي القاسم الشابي، عبد الله الركيبي، وعبد الله بن كريو، العديد من الأسماء الجزائرية والعربية نذكر منهم أزراج عمر، الطيب لسلوس من (الجزائر)، هيام يارد (لبنان)، إدريس علوش (المغرب)، حسين جلعاد (الأردن)، أحمد سعداوي (العراق)، إضافة الى شعراء من مصر كأحمد يماني ونور عبد الله، اللذان يؤكدان بحضورهما أن العلاقات الثقافية بين الجزائر ومصر أقوى من أن تزعزعها سحابة كروية عابرة. كما سيفتح المهرجان، فضاء يومي لرسم البورتريهات عنوانه" رقصة الريشة" والذي سينشطه الفنان إسماعيل مالكي، إضافة إلى بيع يومي بالتوقيع لكتب أدبية، وتنشيط ثقافي للأطفال تزامنا واليوم العالمي للطفولة، من خلال عرض "ديدي بار تشو" الذي سنشطه فرقة مسرحية للأطفال من تلمسان. كذلك، سيفسح المجال للتنشيط الحكواتي الموسيقي و"فن الحلقة" وذلك بأربع لغات العربية، الأمازيغية، الإنجليزية والفرنسية، من تنشيط جزائريين، أفارقة وأوروبيين، والذي ستتواصل فعالياته إلى غاية 18 من شهر جوان الجاري، في كلا من ساحة المسرح الوطني، جامعة اللغات والآداب، متحف المنمنمات الزخرفة والخط العربي بقصر مصطفى باشا، مؤسسة فنون وثقافة بعبان رمضان وساحة أودان، دار الثقافة ببويرة والمدية، و فضاءات أخرى. في الأخير، نتمنى من خلال هذا الفعل الثقافي والبرنامج المسطر في المهرجان الوطني للمسرح المحترف لهذه الدورة، أن نؤسس فعلا لحركة مسرحية جادة وواعية يكون أبطالها من الجمهور الواسع.
