أبى رأس حربة المنتخب الوطني رفيق صايفي إلا أن يتطرّق خلال حديثه معنا إلى مشكل القاطرة الأمامية الذي صار يؤرّق الطاقم الفني وكلّ المتتبعين في الفترة الأخيرة، بعد أن تواصل صيام المهاجمين عن التهديف مرّة أخرى في آخر لقاء أمام إيرلندا، وألح على أهمية التسجيل في اللقاءات الرسمية التي تنتظر “الخضر“ في جنوب إفريقيا. كما تطرّق رفيق أيضا إلى تتويج المولودية باللقب بعد 11 سنة من الصيام، وعبّر عن السعادة الكبيرة التي غمرته لتتويجها ولمساهمة زميله زماموش في ذلك. البداية فضلناها أن تكون من تتويج فريقك المحبوب مولودية الجزائر باللقب بعد 11 سنة من الغياب، أكيد أن الخبر أسعدك؟ بطبيعة الحال أسعدني وأدخل السعادة في قلبي، الحمد لله أن عمل سنة كاملة لم يذهب هباء، وأعتقد أن المولودية هذا الموسم كانت أفضل من الجميع على كافة الأصعدة، وها هي تجني ثمار العمل الذي قامت به بتشكيلة شابة، بذلت قصارى جهودها من أجل العودة لمعانقة التتويجات من جديد، وتسعد شعب المولودية وشعب الجزائر ككل، وأتمنى أن يكون تتويج “العميد“ هذه السنة فأل خير علينا حتى نؤدّي مشوارا جيدا في “المونديال” المقبل. نعلم أنك من محبي المولودية حتى النخاع ومن متتبعي كافة مبارياتها، فكيف تابعت مباراة أمس التي عرفت تتويجها على حساب مولودية باتنة، عبر الهاتف أم سمعت بالنتيجة متأخرا؟ لا، تابعتها لحظة بلحظة عبر الشاشة الصغيرة من هنا من الفندق أنا ورفاقي اللاعبين، وعشتها على أعصابي ككل المباريات، وفي النهاية سعدت بتتويج المولودية، وأتمنى لها مزيدا من الألقاب. كنت دوما في مختلف تصريحاتك تصرّح بأنك تتمنى هذه السنة تتويج “العميد“ باللقب، ومشاركة جيدة مع المنتخب في “المونديال“، وها هو أول الأهداف يتحقق... الحمد لله أول الأهداف تحقق، أنا وكل أفراد عائلتي نناصر المولودية وكنا جميعا نتمنى لها التتويج، والآن بقي هدف آخر يهمني كثيرا، وهو التألق مع المنتخب الوطني في جنوب إفريقيا، وقطع مشوار جيد نشرف به الكرة الجزائرية التي تستحق التواجد في محفل كروي عالمي من هذا الحجم. وقبل أن نختم الحديث عن المولودية أريد أن أضيف شيئا. تفضل... سعدنا كثيرا لزميلنا زماموش الذي غادرنا بمعنويات منحطة، وأتمنى أن يكون الآن بألف خير بعد مساهمته في تتويج المولودية، أقول له مبروك عليك أنت أيضا هذا التتويج لأنك تستحقّ ذلك. تتمنى أن تخوض الجزائر مشوارا جيدا في “المونديال“ المقبل، لكن المؤشرات حتى الآن لا تبعث على التفاؤل بعد الخسارة أمام منتخب إيرلندا، هل تشاطرني الرأي؟ صدقني النتيجة لا تهم في المباريات الودية، صحيح أننا خسرنا بنتيجة ثقيلة، لكن منذ البداية قلنا لا تحكموا علينا في اللقاءات الودية التي لا بد أن يكون فيها فائز ومنهزم، والأهم هو أن نجري تحضيرا في المستوى، أن نجرب كافة اللاعبين، كافة الخطط التكتيكية، ومثلما استفدنا من لقاء إيرلندا، سوف نستفيد أيضا من لقاء الإمارات، وفي نهاية المطاف سنحتفظ بالأمور الإيجابية كي نوظفها في المباريات التي تنتظرنا في جنوب إفريقيا، فيما سنتخلى عن الأمور السلبية. نفضل أن نتوقف عند السلبيات، هجوم المنتخب ليس بخير، ولا يسجّل كثيرا في المباريات الأخيرة، نريد أن نعرف أين يكمن المشكل؟ بالنسبة لي الأمر لا يستحق التهويل، فنحن لا زلنا خلال فترة التحضير للمونديال، وهي الفترة التي يلجأ خلالها المدرب إلى تجريب كافة اللاعبين، وكافة الخطط، ثم أن الأمر يتعلق بالصيام في مجرد مباريات ودية، وأعتقد أن الأهم هو المباريات التي تنتظرنا هناك في جنوب إفريقيا، وحينها لا بد أن نسجل أهدافا. بصفتك واحدا من المهاجمين المعول عليهم، ألا يقلقك الصيام عن التهديف، وهذا المشكل الذي يعانيه الهجوم؟ لست قلقا لأني أعرف الإمكانات التي يمتلكها لاعبونا، بعض الأطراف تعودوا على انتقادنا في كل مرة حتى لو تلعب ربع أو نصف ساعة فقط، ولن أعيرهم اهتماما، وأفضّل أن أركز فقط في عملي، لأني واثق من قدرات المهاجمين والمنتخب ككل في رفع التحدي هناك بجنوب إفريقيا. بالنسبة لك التسجيل في “المونديال“ أهم من التسجيل أمام إيرلندا أو الإمارات العربية؟ لا أنكر أن المباريات الودية مهمة كثيرا، لأننا بفضلها سنضمن تحضيرا في المستوى لنهائيات كأس العالم، وبفضلها سنربح مباريات في الأرجل، وبفضلها سنخلق انسجاما إضافيا بين كافة الخطوط الثلاثة، لكني شخصيا أفضل أن أسجل على سلوفينيا وأفوز أفضل من التسجيل في لقاء ودي وننهزم أو حتى نفوز... يا أخي لقاء سلوفينيا واللقاءات التي تليه هي الأهم والتسجيل أمامها سيكون الأهم. كيف هي ظروف التحضير هنا في ألمانيا بهذا المركز؟ نحن نحضر في ظروف جيدة للغاية، ولا شيء ينقصنا، كما أن الأجواء رائعة مثلما تعوّدنا عليها في السابق، ومشجعة لكي نواصل العمل بجدية حتى نقطع مشوارا جيدا في “المونديال“. هل من الممكن أن نرى وجها أفضل يوم السبت القادم أمام الإمارات العربية؟ أجل، سنعمل كل ما في وسعنا كي نظهر بوجه أفضل من ذلك الذي ظهرنا به أمام إيرلندا، وسنعمل كما قلت لك منذ قليل، على تصحيح الأخطاء التي إرتكبناها، وعلى الاحتفاظ بالإيجابيات التي وقفنا عليها. وفي النهاية هو اختبار آخر لنا قبل السفر إلى جنوب إفريقيا أين تنتظرنا مهمة أهمّ من كل شيء، وهي تشريف الكرة الجزائرية في موعد عالمي غبنا عنه لفترة طويلة. وأطمئن في النهاية الجميع بأن لا خوف على هجومنا ولا منتخبنا، نحن نسير في الطريق الصحيح وسنؤكد على ذلك وقت الحقيقة.