دريد نصر الدين ل ''الجزائر نيوز'': الألمان أصبحوا يتعاملون مع الكرة كأنها علوم دقيقة وهذا هو الخطر الذي يواجه إسبانيا

أعتقد أن المباراة ستكون صعبة، لأنها ستجمع بين فريقين لهما تاريخ كبير في عالم كرة القدم، أولا، وثانيا لأن هذه المقابلة من الناحية النفسية تتدخل فيها مسألة الثأر التي تخيم على تفكير الفريقين، خاصة الألمان منذ كأس أوروبا ,2008 ومع ذلك إسبانيا هي الأخرى تمتلك محفزا نفسيا مهما يتمثل في رغبتها في الحصول على الكأس التي بات لا تفصلها عنها سوى خطوات قليلة لتحقيق الحلم الإسباني، لكن كل هذه العوامل النفسية تبقى مرتبطة بأداء المجموعة داخل المستطيل الأخضر، والذي ربما ستميل فيه الكفة لصالح الآلة الألمانية التي لاحظنا منذ بداية المونديال أنها تتعامل مع الكرة وكأنها علوم دقيقة حيث لا مجال للخطأ فيها، فكل لاعب يعرف ما هو مطلوب منه وما عليه فعله، ولذلك أعتقد أن الشوط الأول مهم للفريقين، فالملاحظ أن الإسبان في مونديال جنوب يتأثرون كثيرا بمسألة التهديف، حيث يبدو عليهم القلق والتوتر أثناء اللعب قبل وصولهم إلى شباك الخصم، لكن ما إن يسجلوا هدفهم الأول حتى يعودون إلى كلاسيكيات اللعب الاسباني، فيسيطرون على الكرة ويتحركون على طول الملعب بشكل ممتاز، لذا فالدقائق الأولى من مباراة اليوم ستكون جد مهمة لهم، كون معظم عناصر التشكيلة تلعب في البارصا، فهذا أمر يساعد المجموعة من ناحية الأداء، وخصوصا من الناحية البسيكولوجية، لذلك على الفريق استغلال اللحظات الأولى لصالحه بشكل ممتاز، لأن الألمان سيتعاملون اليوم بطريقة علمية أكثر منها فنية، وإذا عادت المجموعة إلى غرف حفظ الملابس من الطبيعي أن يكون المدرب ''لوف'' قد أعد تقريره الذي يتضمن كل نقاط الضعف التي سيستغلها وكل نقاط القوة التي سيحاول استثمارها بشكل جيد، ولذلك اللاعبون الألمان يبدون في هذا المونديال وكأنهم رجال آليين ينفذون تخطيطات معينة، وهنا تكمن خطورة الآلة الألمانية، ما يجعل نسبة التوقعات كبيرة في مرورهم إلى النهائي، وعليه أتوقع أن تنتهي فعاليات هذا المونديال بمقابلة بين ألمانيا وهولندا.