لا تزال نحو 15 قرية ببلدية ذراع القايد، على بعد 70 كلم شرق بجاية، محرومة من مياه الشرب، وذلك للأسبوع الثالث على التوالي، بعدما أقدم سكان قرية صنادلة، على قطع المياه عن هذه القرى، انطلاقا من محطة بويزان، كما قطعوا المياه على أنفسهم أيضا، بالإضافة إلى إيقافهم لأشغال مشروع التحويلات الكبرى الجاري إنجازه بالمنطقة، وهو المشروع الذي يتمثل في تزويد سكان دائرة خراطة وسطيف بمياه الشرب انطلاقا من سد خراطة، قبل أن يتم عرقلة هذه الأشغال من طرف سكان قرية صنادلة، الذين يطالبون بتحسين ظروفهم المعيشية، حيث يطالبون بضرورة ربط قريتهم بشبكة الغاز الطبيعي، وذلك بعدما تبيّن أن قريتهم قد أقصيت من هذه العملية بطريقة غريبة رغم شتائها القارص -يقول السكان- الذين يطالبون بإنجاز ملحق بلدي على مستوى قريتهم وبتعبيد طرقاتهم وبإنجاز قنوات الصرف الصحي، متهمين رئيس بلديتهم، بالعمل لصالح قرية واحدة، حيث يطالب السكان بحقهم في التنمية وبتجسيد الوعود المقدمة لصالح قريتهم التي وصفوها بالمنسية والمحرومة رغم أن بلديتهم -يضيف أحدهم- قد استفادت من ميزانية قدرها 4.5 مليار سنتيم. وقد بدأت هذه الحركة الاحتجاجية، الغريبة، تثير الفتنة بين أبناء المنطقة الواحدة في ظل أزمة مياه الشرب التي يعاني منها سكان البلدية، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع الطلب على مياه الصهاريج التي تجاوز سعرها 1500 دينار، في الوقت الذي بدأ بعض سكان القرى المجاورة يتوعدون سكان قرية صنادلة بحرمانهم هم أيضا من الغاز الطبيعي، من خلال معارضة تمرير قنوات الغاز على أراضيهم. يحدث هذا في الوقت الذي اتخذت فيه السلطات المحلية والولائية موقع المتفرج وكأن الأمر لا يعنيها، حيث يطالب سكان المنطقة بتدخل الوالي والسلطات العليا للبلاد من أجل إنهاء الحصار الذي فرض عليهم، وبإعادة المياه إلى منازلهم، لكن البداية ستكون حتما بإقناع سكان قرية صنادلة الذين يعيشون هم أيضا هذه الأزمة، بعدما فضل هؤلاء تمحين أنفسهم من أجل المطالبة بحقوقهم والتنديد بالتهميش المسلط عليهم.